أولى حلقات مسلسل
بديع ممكن يكون عنوانه
: " إحنا ولاد الكلب الشعب "
على رأي عبد الرحمن الأبنودي
أو " إحنا اللي استاهلنا القتل
كنت أتمنى أن تؤجل إذاعته إلى رمضان
لأنه يستحق فعلاً المتابعة المكثفة
وكانت الحلقة الأولى
تحمل اسم
" البراءة للجميع "
في البداية وأُولَى مشاهد المهزلة
منظر داخلي في قاعة المحكمة
وبوجود مكثف للصحافة
وانعدام وجود أهالي الشهداء والمصابين
تسمع من ينادي : محكمة ...
(حَكَمَتْ المحكمة ببراءة رجال الشرطة
المتهمين بقتل متظاهري السيدة زينب ) ..
المُستَفِز أنه أثناء المتابعة للنطق بالحكم
كان لديك الإيمان الشديد بالحكم بالإدانة
ولكن كان يتخلله في نفس الوقت
شك بإصدار حكم البراءة ..
إحساس مثير للشفقة والاشمئزاز
أن يُورَّث لدينا الشك في كل شيء
حولنا حتى القضاء ..
إحساس بالغباء والسذاجة
التي تسخر منها
في إبراهيم توشكى
( الممثل عمرو عبد الجليل في فيلم كلمني شكراً )
عندما قال :
" أنا كنت متأكد كنت متأكد بس كنت شاكك " ..
ينزل الحُكم على الجميع
دون محامي القتلة طبعاً كالصاعقة !!
.. خاصة محامي أهالي الشهداء
فتتعالى صرخات أمهات الشهداء
وأهالي المصابين مفوِّضين أمرهم
للوكيل القوي الذي لا يغفل ولا ينام
أن يقضي في أمرهم
وأن تنزل بهم عدالة السماء
التي لم يجدوها على الأرض ..
والمثير للملاحظة
أن أحد محامي المتهمين
وهو محامي المتهم الرابع
قد استقبل الحكم بمفاجأة
فقد قال :
( فوجئت ببراءة المتهم الأول والثاني ولكن هذا حكم القضاء)
.. لذا أطالب المسئولين أن يتخذوا تصريحه
كدليل ضد المتهم الأول النقيب شادي ..
ثم يتراءى لمخيلتك مسلسل
البراءات خاصة بعد أن تشاهد
مدى التمييز في معاملة المتهمين
.. فالمتهمون في أحداث مجلس الوزراء
مُقيدون في أسرتهم التي يُعالجون
عليها بالكلابشات أما حبيب العادلي
يمشي حراً طليقاً يوزع السلامات
والابتسامات يُمنةً ويُسرة ..
( السيديهات أوضحت وجود المتهمين
على سطح القسم ولكنها
لم توضح أنهم أطلقوا النار)
كما قال أحد المحامين !! ..
وأن الورق لا يوجد فيه الدليل الكافي ..
ما ينقصنا أن يقُل لنا :
أن أسمائهم ليست منقوشة على الرصاص !!
لذا أطالب الداخلية والجيش بأن تنقش
على الرصاصات أسماء حامليها قبل 25 يناير 2012
حتى نستطيع التعرف على قتلة المتظاهرين
بسهولة ولنصدق رواية الطرف الثالث
والأيدي الخارجية عندما
نجد رصاصة سليمة خالية من أي اسم ..
وكما أشعل خالد سعيد
بمقتله الوحشي شرارة ثورة يناير
العام المنصرم فسيشعل الحكم بالبراءات
والتباطؤ في محاكمة مبارك
وأعوانه والمحاكمات العسكرية للمدنيين
وغيرها من دلالات تواطؤ
المجلس العسكري
شرارة الثورة الحقيقية
التي ستكون في 2012 ..
الشعب لم يُسقط النظام
بعد لأن المجلس العسكري
جزء من النظام
ولا نريد لجيشنا أن يسقط
بسبب ذلك المجلس
الذي يُضعف جيشنا
ويسئ لصورته
كونه الذراع اليمنى
لمبارك وحاميه ..
أهالي الشهداء لم تنطفئ حُرقة قلبهم
بعد بل زادوها إشعالاً بحكم البراءة ..
ألا يقدر هؤلاء على القصاص بأنفسهم
كما يهب أبناء الصعيد للأخذ بثأرهم بأيديهم ؟!
.. لينزلوا الميادين وليعتصموا فيها
كما اعتصم أبناؤهم وماتوا
في يناير 2011 .. هم موتى موتى
في البداية والنهاية موتى ..
ولكن هل سيكون شادي وأعوانه
موجودين من جديد
ليَقْتُلوا المتظاهرين
يوم 28 يناير 2012 ؟!
.. أعتقد ذلك
*****
مقالة منقولة
من مدونة
هالة منير بدير