Tuesday, December 20, 2011

.... قـلت لكم مـراراً :أمـل دنقل....




قلت لكم مرارا

إن الطــوابير التي تـــمر

في استعراض عيد الفطر والجلاء

(فتهتف النساء في النوافذ انبهارا)

لا تصنع انتصارا

إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى

لا تطلق النيران.. إلا حين تستدير للوراء

إن الرصاصة التي ندفع فيها.. ثمن الكسرة والدواء

لا تقتل الأعداء

لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهارا

!!تقتلنا وتقتل الصـــــــغار

-2-

قلت لكم في السنة البعيدة

عن خطر الجندي

عن قلبه الأعمى، وعن همته القعيدة

يحرس من يمنحه راتبه الشهري

وزيه الرسمي

ليرهب الخصوم بالجعجعة الجوفاء

والقعقعة الشديدة

لكنه.. إن يحن الموت

فداء الوطن المقهور والعقيدة

فر من الميدان

وحاصر السلطان

واغتـــــصب الكــــــرسي

وأعلن "الثورة" في المذياع والجريدة

-3-

قلت لكم كثيراً

إن كان لابد من هذه الذرية اللعينة

فليسكنوا الخنادقَ الحصينة

(متخذين من مخافر الحدود.. دوُرا)

لو دخل الواحدُ منهم هذه المدينة

يدخلها.. حسيرا

يلقى سلاحه.. على أبوابها الأمينة

لأنه.. لا يستقيم مَرَحُ الطفل

وحكمة الأب الرزينة

مع المُسَدسّ المدلّى من حزام الخصر

في السوق

وفى مجالس الشورى

قلت لكم

لكنكم

لم تسمعوا هذا العبث

ففاضت النار على المخيمات

وفاضت.. الجثث

وفاضت الخوذات والمدرعات

**أمل دنقل**


0 comments: