Sunday, June 29, 2014

...النهاردة أول رمضان وحاجة كمان.....

14 comments

كل سنة
وانتم طيبين
النهاردة أول رمضان
النهاردة اللى هـــــــو
الأحد 29-يونيو-2014
 1435رمضــ1ــــــان
وكمان بقى بالمرة
ذكرى ميلادى
!!يااااااااااااهـ
مرت سنين وسنين
فقدت أصدقاء
وكسبت أخرين
ودامت صداقات
وأنقطعت أخرى
سبحان الله

Friday, June 27, 2014

...الحــــــنيـــن....

7 comments

الحــنين

 
لزمـــــان
لـــمكـــان
لإنـــــــسان
لأياًكــــــــان
مـــــــؤلم
إن كـــــــنت

 
تعـــــــــــلم
انــــــــــــــه
لن يعـــــــود

Thursday, June 26, 2014

....لوى دراع...

0 comments

 اللاعبين فى فريق غانا
اصروا والحوا ياخدوا
فلوسهم عداً ونقداً
قبل مبارة البرتغال
والأ مش حيلعبوا


راح الرئيس الغانى
جون دراماني مهاما
مكدبش خبـــــــــــر

وراح باعت لهم
 مـــ3ــــلايين دولار 
دولارررر ينطح دولارررر


ومش بس كده
لأ
دا بعتهم فى طيارة خاصة


!!!!
الجدير بالذكر
قــــــــد لا تتأهل غانا
حتى لو فازت على الــبرتغال
إذا انتهت المباراة الثانية في المجموعة
 بين الولايات المتحدة وألمانيا بالتعادل



وبعد الفلوس ما سافرت

وكل شىء بقى تومام التومام
اتحاد كرة القدم الغانى
قال
إن الحكومة وافقت
على دفع الفلوس دى
(على سبيل السلف)
لأتحاد كرة القدم
لحد ما يستلم
الأتحاد
مكافأة المشاركة
فى مونديال البرازيل


وكأن لسان حالهم
يقول
هاتوا فلوسنا
ياحرامين 

Tuesday, June 24, 2014

...أخبار متوالية ...

0 comments



الأثنين 2-يونيو-2014
حكومة وفاق وطني
 تنهي الإنقسام الفلسطيني


الثلاثاء10-يونيو-2-14

الموصل فى قبضة داعش
والجيش الحكومى يتراجع

       
 الخميس 12-يونيو 2014
إختطاف
 إســ3ــــرائيليين..
 ونتنياهو يتهم السلطة الفلسطينية

2014الأثنين يــ23ــونيوفجراً

جون كيري يصل بغداد في زيارة مفاجئة

 الأثنين 23-يونيو-2014
ظهـــــــراً

الطيران الإسرائيلي
 يشن غارات على
 مواقع عسكرية سورية بالجولان
والقصف الإسرائيلي خلف قتيلا وسبعة جرحى
 وفق الجيش الإسرائيلي
 يعتبر التصعيد الأخطر
 منذ أربعين عاما
 في هضبة الجولان

Sunday, June 22, 2014

...أصارحكم القول:خايفة....

0 comments



أصارحكم القول
انى بت اخاف من حالنا
من المناقشات والمجادلات
والفرضيات وأيهم أحق بالأتباع
الشرعية الدستورية
أم الشرعية الثورية
أخاف من إفتراض كل طرف
من أولى الأمر
أنه
هو وهو فقط
على حق وأنه
لولاهـ
ما نجحت
الـــثورة
ربنا يستـر

12 COMMENTS:

لـــولا وزهـــراء said...
دكتوره نوراااااااا

ربنا يستر وان شاء الله الجاى اجمل

الرائع لم ياتى بعد

زهراء
أم هريرة (lolocat) said...
السلام عليكم ورحمة الله

ان شاء الله القادم احلى واجمل
وربنا مع الناس الغلابة الطيبين اللى فقدوا اولادهم علشان البلد
مش ممكن ربنا يتخلى عنهم ابدا ربنا اسمه الكريم الرحيم
تفاءلى ان شاء الله خير
بس المهم احنا كمان من جوه نتغير ونحب بعض بجد ونخاف على بعض بجد
هى دى الاهم
الفساد مش فى النظام بس لكن كمان كان فى بعض النفوس اللى فقدت الامل فى التغيير
وعلشان كده لازم احنا كمان كلنا نتغير مع تغيير البلد والنظام


الف الف مبروك علينا كلنا ودعاءنا ان ربنا يحفظ بلدنا دايما ان شاء الله

تحياتى لك وتقديرى
BNT ELISLAM said...
ربنا هيسترها ان شاء الله
والى جاى باذن لرحمان يكون افضل
بس احنا متحاجين همه ونشاط
بس صدقينى ده احساسنا كلنا
ميرام said...
ماتخافيش
..
اللهم ول أمورنا خيارنا
جنّي said...
السلام عليكم

صباح العزة والكرامة..

صباح الثورة والحرية والفخار ..

والخلود لشهدائنا..

ما تخافيش ان شاء الله الخير قادم..

انا متفائل جدا
خواطر شابة said...
لاداعي للخوف عزيزتي من استطاع انجاح ثورة أبهرت العالم كله قادر ان شاء الله على حماية مكتسباتها وعلى أنجاحها بشكل كامل
افرحي عزيزتي واستنشقي نسيم الحرية واستبشري بمستقبل مشرق ان شاء الله
تركي الغامدي said...
تحياتي لك ... وهذا كنت قد ألمحت إليه في تدوينتي صباح الخير يامصر ، فاللبيب بالإشارة يفهم ... ومع ذلك كله فليكن الأمل في الله تعالى ثم في جهود المخلصين الصادقين .. وبالله التوفيق .
حفيدة عرابى said...
خوفك مبررومنطقى يادكتور
ومعنديش حاجة محددة ممكن اطمنك بيها غير ان ربنا سبحانه وتعالى اللى اراد ان الثورة العفوية دى تنجح
قادر ينقذنا من الفوضى والاختلافات بعدها وان الشباب اللى فرحان انه انجز كتير
اكيد هيحاول مايضيعش انتصاره
هناخد وقت يادكتور على مانفهم ونستوعب ايه اللى حصل ونتعامل معاه ازاى
ارمى خوفك اللى كنا حاسين بيه على ربنا سبحانه وتعالى
Tarkieb said...
تخافي ايه ؟ هو كان في اوسخ من كدة دي كانت عووووووووووصابة حاكمة
Anonymous said...
I AM AFRAID TOO ABOUT THE FUTURE OF EGYPT....WE BEG ALLAH THAT OUR FEARS WILL DISAPPEAR IN THE FEW COMING DAYS AND WE WILL SEE AGAING A FLOURISHING FREE COUNTRY ..EGYPT FREE FOR EVER
FROM JASSAN MOROCCO
إبن النيل said...
أنا شخصيا متفائل جدا
معدش فيه خوف خلاص بكره أحلي إن شاء الله
وبعد كده مش هقول تاني صعبان علي حالنا ان شاء الله كلنا نكون فرحانين لحالنا
Michael Jacobs said...
لاداعي للخوف عزيزتي من استطاع انجاح ثورة أبهرت العالم كله قادر ان شاء الله على حماية مكتسباتها وعلى أنجاحها بشكل كامل افرحي عزيزتي واستنشقي نسيم الحرية واستبشري بمستقبل مشرق ان شاء الله

_______________

تدوينة قديمة
بتاريخ
13-2-2011
أى بعد حوالى اسبوعين فقط
من الثورةواللى خفت منه حصل
حصل اكتر منه
ملناش يظهر
نصيب
فى الفرح

Thursday, June 19, 2014

...قــــانون المرور الجديد....

0 comments

!!! الأ تمتلك سيارة ...نعمة
تدوينة قديمة 
ذكــــــــرنى بهــــــا
قانون الــمرور الجديد


مخالفة: عدم إرتداء السائق حزام الأمان
الغرامة: من ١٠٠ إلى ٣٠٠ جنیه
العقوبة: الحبس من ١ شھر إلى ٣ أشھر
المخالفة: أستخدام التلیفون المحمول یدویاّ
الغرامة: من١٠٠ إلى ٣٠٠ جنيه
العقوبة: لا یوجد
المخالفة: السیر عكس الإتجاه
الغرامة: من ١٠٠٠ إلى ٣٠٠٠ جنیه
العقوبة: لا یوجد
المخالفة: الإنتظار الخاطيء
الغرامة: سحب رخصة القیادة مدة لا تقل عن شھر
العقوبة: لا یوجد
المخالفة: إزالة أو فك الكلابش بمعرفتك
الغرامة: من ٢٠٠ إلى ١٠٠٠ جنیه
العقوبة : الحبس مدة لا تزید عن ستة أشھر
المخالفة: إرتكاب أفعال مخالفة للآداب العامة داخل السیارة
الغرامة: لیس أقل من ٣٠٠ جنیه
العقوبة: الحبس مدة لا تزید عن ستة أشھر
المخالفة: قیادة المركبة لیلاّ بدو ن استعمال الأنوار الأمامیة المقررة و الأنوار الخلفیة الحمراء أو عاكس الأنوار المقررة
الغرامة: لا یوجد
العقوبة: سحب رخصة القیادة مدة لا تقل عن ستة أشھر
المخالفة: قیادة المركبة في مواكب خاصة من دون تصریح
الغرامة: لا یوجد
العقوبة: سحب رخصة القیادة لمدة لا تقل عن شھر
المخالفة: أستخدام الأنوار المبھرة لیلاّ
الغرامة: لا یوجد
العقوبة: سحب رخصة القیادة مدة لا تقل عن شھر
المخالفة: عدم أستخدام غطاء الرأس الواقي أثناء قیادة الدراجة الناریة
الغرامة: لیست أقل من ١٠٠ جنیه
العقوبة: لا یوجد
المخالفة: الأمتناع عن نقل الركاب (بالنسبة للمركبات الأجرة)
الغرامة: من ٣٠٠ إلى ١٥٠٠ جنیه
العقوبة: لا یوجد
المخالفة: القیام بطلب أجرة أكثر من المقرر (بالنسبة للمركبات الأجرة)
الغرامة: من ٣٠٠ إلى ١٥٠٠ جنیه
العقوبة: لا یوجد
المخالفة: نقل عدد من الركاب یزید عن الحد الأقصى المقرر (بالنسبة للمركبات الأجرة)
الغرامة: من ٣٠٠ إلى ١٥٠٠ جنیه
العقوبة: لا یوجد
المخالفة: نقل الركاب من غیر مواقف الانتظار المخصصة (بالنسبة للمركبات الأجرة)
الغرامة: ٣٠٠ إلى ١٥٠٠ جنیه
العقوبة: لا یوجد
المخالفة: مخالفة خط سیر المركبة الأجرة المحدد
الغرامة: لا یوجد
العقوبة: سحب رخصة القیادة مدة لا تقل عن شھر
المخالفة: السیر بالسیارة الأجرة بعطل العداد
الغرامة: لا یوجد
العقوبة: سحب رخصة القیادة مدة لا تقل عن شھر
المخالفة: عدم وجود مثلث عاكس للرؤیة
الغرامة: لا یوجد
العقوبة: سحب رخصة القیادة لمدة لا تقل عن شھر
المخالفة: عدم وجود حقیبة إسعافات أولیة بسیارتك
الغرامة: لا یوجد
العقوبة: سحب رخصة القيادة مدة لا تقل عن شھر ....

Wednesday, June 18, 2014

...الشيخ محمد متولى الشعراوى...

 

أبـ
15ـــريل1911- يــ17ــونيو1998

ستة عشرة عامــــاً
على الرحيــــــل
وكأنك لم تغب
لحظـــــة

Monday, June 16, 2014

...المرة دى التحريات هى اللى قااااااالت ...

2 comments



فى مسلسل ليالى الحلمية
سناء شافع


كان طالع

بشخصية غامضة
لكن محسوبة
على الرئاسة
وكان
(اليد التى تنفذ الأعمال القذرة للمسئول الكبير)
على فكرة الجملة اللى فوق دى
 سمعتها فى فيلم مش من عندى ياعنى
المهم سناء شافع كان الواسطة التى تقترح
ادخال (ذوى الأمر)كشركاء فى كل مشروع
تجارى و صناعى أو زراعى حتى يضمن
صاحب اوأصحاب المشروع
الأ تصادر تجارتهم أو مشاريعهم
تحت اى مسمى

تذكرته لما سمعت
الخبر دا

مين وفين ايه
المستثمر
اللى حيجى يستثمر فى بلدنا
ما دام سيف المصادرة
مرفوعا فوق الرقاب
الأ إن كان
صاحب السلطان
!!كما وسمعنا من قبل
عليه العوض
ومنه العوض
****

حد حيقولى أنتى
مش فى أجازة
!!حاقوله مش انا قلت
 اجازة كده وكده

Sunday, June 15, 2014

....أجازة **كدا وكدا**.....

6 comments



نظراً
لظروف أستمحان
الثانوية العامة
و
و
و
ومباريات كاس العالم



وقرب دخول رمضان الكريم
كل سنة وأنتم طيبيـــــــــــــــن



فخلينا ناخد أجازة
او نقول شبة اجازة
وننزل تدوينات
سبق نشرها
لحد
الجمهور
ما يرجع
 

Thursday, June 12, 2014

فيلم مسيو لزهرMonsieur Lazhar

3 comments


غالباً ما يتوقع الجمهور من الأفلام التي تدور حول
 المدارس والطلاب نوعاً من المعالجة التي ألفوها فأصبح كثيرٌ منها عالة على أفلام سبقت في رؤية الموضوع من زاوية مميزة وحصدت تقديراً واسعاً، فكثرت الكليشيهات المكرورة مرة بعد أخرى، حتى ضاقت مساحة التوقعات ليأتي فيلم "السيد لزهر –Monsieur Lazhar" للمخرج الكندي فيليب فالارديو عام 2011م، ليمنح حكاية ما ألقاً مختلفاً لا سيما وإن أخذنا في الاعتبار مبدئياً أن الحكاية في حد ذاتها مدهشة ومختلفة كلياً عن النمط المعتاد من أفلام المدارس.

يبتدئ الفيلم بهدوء مدروس، حكايته عن طلاب مدارس ابتدائية في مونتريال، يتجمعون في ساحة المدرسة الخارجية استعداداً لبدء اليوم الدراسي، وعندما يدخل أحد طلاب الصف الخامس ليعد علب الحليب لزملائه في الصف، يرى مشهداً صادماً لا يستطيع عقله الغض استيعابه، معلمة الفصل السيدة مارتين– والتي لا نرى لها حضوراً في الفيلم سوى في صورة يتيمة تظهر لاحقاً- معلقة في زاوية الفصل وقدماها متدليان فوق كراسي الفصل الصغيرة. بشكل عاجل وحاسم تحاول إدارة المدرسة أن تتلافى تكرار الصدمة فينطلق طاقم المعلمات وبعض المعلمين في محاولة صد الطلاب عن رؤية المشهد وفيما يبدو أنهم نجحوا فيه، إلا إننا نرى طالبة أخرى من نفس الفصل تقف مذهولة بعد ما رأت ما حدث. هنا تبدأ إدارة المدرسة في محاولة رأب الصدع النفسي الذي حل بالطلاب عن طريق استدعاء معالجة نفسية، لكن الأمور تبدو أعقد من ذلك، وهنا في هذه اللحظة الحاسمة، يظهر رجل تبدو عليه سيماء الطيبة والاحترام، السيد "بشير لزهر" – يؤدي دوره الممثل الجزائري الفرنسي محمد فلاق- الذي يبدي رغبته في التعاون وحل محل معلمة الفصل الراحلة، مؤكداً حبه للأطفال وشغفه بالتعليم، بزعم خبرة تبلغ عشرين عاماً في المدارس الجزائرية
لا يواجه الأستاذ بشير مشاكل حقيقية في الفصل عند شروعه بتدريس الفصل، وفي ذلك استثمار ناجح لفكرة أن الطلاب صغار وفي المرحلة الابتدائية مع اعتبار الحادث النفسي الرهيب الذي مروا به، لكن ذلك لا يعني أن الأمور كانت برداً وسلاماً، فالسيد بشير بحاجة للكثير من الأشياء ليتعلمها من أجل القدرة على النفاذ إلى عقول وقلوب الأطفال الذين يبدون مستوى ذكاء وإدراك أكثر مما يتصور، لكنهم رغم ذلك لا يعتقدون أن بلزاك مناسب لتدريسهم اللغة الفرنسية
بشير هو الآخر لا يجد حرجاً في التعلم وتغذية معلوماته الناقصة حول كل ما في المدرسة، فهو ودود ولطيف وسهل المعاشرة، لكن وخلف هذا القناع المبتسم والمتعاون تكمن معاناة إنسان محطم يحاول اللجوء إلى كندا بسبب عملية إرهابية كانت ضحيتها أسرته وبعض جيرانه، ما يجعل الفيلم ينطلق في استقصاء الردم النفسي الذي يتم على شكل عملية راجعة لكلا الطرفين المعلم وطلابه، لكن بشير يبدو قادراً على أن يكون متوازناً حتى اللحظة الأخيرة في عدم توريط طلابه في تجربة أخرى تجربته الشخصية


الفيلم واعٍ جداً ويسير في خطوط مدروسة بعناية، كما أن لغة حواراته على الرغم من سلاستها، كانت شديدة الشاعرية وتحمل في طياتها دفئاً إنسانياً نادراً، حتى في أحلك مواقف الفيلم مثل جلسة التحقيق في طلب السيد "بشير" حق اللجوء السياسي
قد يرى البعض أن الفيلم يناقش قضايا أخلاقية متعلقة بالشرف والصدق وربما الأخوة الإنسانية التي لا تعرف جغرافية المكان أو أيديولوجية المعتقد، لكن الفيلم وإن عكس بعضاً منها كطيف، إلا أنني أظنه كان مرتهناً بالتجربة الإنسانية في العلاقة الحاضرة بين شخوص تجمع إنساني ما، وانعكاس كل ذلك الأخذ والعطاء بينهم، فيما يجسد ترميم الأرواح بما بقي في داخلها حياً، تلك القدرة على المواساة والتعزية رغم كل ندوب الحياة، لكن الوصول لتلك الحالة كان لا بد له من المرور من بعض المآزق من خلال روابط الطلاب مع ذويهم، والذين لم يزالوا يذكرون السيد "بشير" بغفلته عن إدراك اختلاف هويته الثقافية والاجتماعية وفي مساحتها الأقل حضوراً، الأمر الذي كان يربكه ويجعله فريسة لحالة من الاستغراب البالغ، لكن الفيلم رغم كل ذلك متخم بالتسامح في كل مسار من أحداثه التي تعطرها موسيقى تلميذ الأيقونة إينو موريكوني "مارتين ليون"
لغة الفيلم السينمائية هادئة وهي تتنقل رغم هدوئها بحيوية شديدة تستقي أجواءها من فصول الدراسة التي تبتدئ بالشتاء وتنتهي في الربيع في إشارة ربما كانت لها دلالة ما، كما أن غرق الشاشة في الأخضر الشفاف جعل صبغة الهدوء حاضرة وحتى في المشاعر الأكثر حميمية كان مفهوم الرثاء الواعي هو الأكثر سيطرة على أطفال في عمر الزهور، لا ينتظر منهم البالغون ذلك، لكنهم لا يستكثرونه عليهم، مفاهيم مثل الجريمة والعقاب، والتهرب من العقاب عبر تجربة الموت، وأحداث الفيلم في سياقها الزمني مبنية على قفز مدروس في تيار الزمن، الأمر الذي يمنح المشاهد ذلك الشعور باستمرار الحياة رغم الموت الجاثم على مخيلة الأطفال الذين هم أكثر شغفاً بالحياة وأقل استيعاباً للموت وتداعياته، ومن هنا يكتسب الفيلم نقطة أخرى لصالحه، من حيث قدرته على النجاة من شرك المباشرة والاستجداء العاطفي ومحاولة الاستفادة من وجود الأطفال الذين يمنحون الجمال لكل جنس فني وأدبي يظهرون فيه
فالارديو حقق عملاً مميزاً من خلال إدارة فيلمه وممثليه باقتدار بالغ وعلى رأسهم محمد فلاق الذي ربما أثار ردود فعل غاضبة لدى بعض التيارات الفكرية الجزائرية، إلا أنه من ناحية فنية مباينة حاز على كثير من التقدير لأدائه المميز، كما استحق جائزة مهرجان "جيني" الكندي بأونتاريو عن فئة أفضل ممثل في دور رئيسي، كما حاز "رولاند بلانتي" على ترشيح آخر على إنجازه في التصوير، لكن مجمل الجوائز والترشيحات كانت من نصيب فالارديو الذي برز منذ أول أفلامه التي تبلغ أربعة بفيلمه هذا، الذي ترشح في فئة أفضل فيلم أجنبي في الحفل الرابع والثمانين للأكاديمية الأمريكية

منقول
طارق الخواجى





Wednesday, June 11, 2014

.........حــــــــــبل غـــــــــســـــيل

2 comments

حبــــــل الغسيل
خيري شلبي


لم يعد يفصلني عن شباك صراف البنك الأهلي‏-‏ فرع الشواربي‏-‏ سوي خمسة أفراد‏.‏ كانوا جميعا متذمرين‏,‏ ليس بفعل السأم من طول الوقفة في طابور مزدحم‏
ولكن هذا الواقف أمام الشباك بجسده الضخم قد طالت وقفته وكثر جداله مع الصراف بكلمات غير مفهومة لنا, يتخللها مزاح سمج ومداعبات أكثر سماجة يرسلها إلي الصراف وإلي بعض الجالسين إلي مكاتبهم خلف الحاجز الزجاجي لكابينة الصراف, فلا يضحك لها أحد سواه بصوت كقصف الرعد
أخيرا فهمنا أنه هو الآخر صراف في احدي الشركات جاء يسحب مرتبات موظفيها, ولا يني يردد أنه لابد أن يرجع بالفلوس مبكرا لتقبيض الموظفين اليوم قبل انصرافهم
لم أكن متذمرا بقدر ما كنت مغتبطا. فلقد تم كل شيء حتي الآن بسلامة. أهم ما كان يخيفني هو ضياع شهادة الاستثمار( فئة ج) التي كنت اشتريتها بجنيه واحد منذ أعوام مضت, من أول مرتب قبضته من محل السنديوني المتخصص في الأحذية الحريمي, التي اشتغلت فيه بائعا رغم حصولي علي شهادة الثانوية العامة, ثم نسيتها تماما, خاصة أنني كنت كثير التنقل من حجرة في بنسيون إلي حجرة فوق سطح عمارة في وسط البلد إلي حجرة في شقة مفروشة مشتركة مع بعض الزملاء والأصدقاء, وإلي أن وفقني الله وهداني إلي بنت الحلال الغلبانة العياشة فأكملت نصف ديني بالزواج منها وتعاونا معا في شراء شقة صغيرة محندقة بمساكن حي زينهم الشعبية لانزال ندفع أقساطها شهريا إلي اليوم. في كل هذه الانتقالات تاهت أوراق واختفت أشياء وأضيفت أشياء ثم طغت أشياء علي أشياء.. حتي فوجئت البارحة بخطاب يأتيني من البنك الأهلي علي عنواني بمحل السنديوني بشارع الشواربي, يخطرني بأن شهادة الاستثمار الخاصة بي قد فازت في السحب الأخير بعشرة آلاف جنيه
أسعدتني المفاجأة أكثر من ليلة زفافي زوجتي مني استخفها الطرب فجعلت تنقر علي قعر الطاسة وهات يارقص أذهلني قدر ما أبهجني بمرونة خصرها الخيزراني. حتي طفلنا جاء يزحف ثم قعد يتفرج علي أمه ويضحك ويصفق بيديه ويصدر أصواتا نزقة صارخة بالفرح
عند ذاك تذكرت الشهادة, فارتج قلبي شعرت بالفزع والضياع بل تشاءمت ويبدو أن وجهي قد اكفهر. سألتني مني بوجه شاحب
 إيه؟ مالك؟
الشهادة! ألا تعرفين أين هي في كراكيب هذا البيت؟
توقف الدم تماما في وجهها
 !لا تقل إنها ضاعت وإلا وقعت من طولي
 اللهم اكفنا شر النحس يارب
تركتها إلي حجرة النوم. فتشت محفظتي, وتحت الجرائد المفروشة علي أرفف الدولاب, وفي جيوب الملابس المهجورة, وتحت المرتبة. لحقت بي مني, سحبت أدراج الكومدينو كلها, قلبتها فوق الأرض. تبعثرت أوراق كثيرة: قسيمة الزواج, ايصالات أقساط الشقة والنور, كروت بأسماء نخبة من زبائن المحل. راجعنا كل ذلك عدة مرات, لا فائدة. من فرط اليأس والقهر صرت علي أهبة البكاء. فلقد ظهرت في الحال مشاريع اتضح أنها ملحة ولابد من تنفيذها فورا. ولكن, سبحان الله, اللي من نصيبك يصيبك فعلا. انتبهنا إلي طفلي الحبيب تامر زحف بين الأوراق وصار يفركشها بيديه ورجليه. فركعت مني لتجمعها, فحانت منها نظرة داخل فراغ الكومدينو حيث تركب الأدراج, فلمحت ورقة مطوية علي نفسها اربع طيات. مدت ذراعها, قبضت عليها, أخذت تفكها كأنها تفرد طيات قلبي. أطل اسم البنك الأهلي علي المساحة الخضراء ساطعا. زغردت مني, فانتعش تامر وقهقه, فزغردت له مرة ثانية ثم ثالثة
طويت الشهادة مثلما كانت, حشرتها في محفظتي, وأوينا إلي الفراش في أحضان حلم كأنه الفجر الندي الصبوح

في البنك دلوني علي الموظف المختص. راجع بطاقتى العائلية وردها لى وراجع الشهادة علي دفتر بجواره ثم ردها لي هي الأخري, ثم حرر لي إذن صرف أقبض بموجبه الجائزة من هذا الشباك
الرجل الضخم الجثة مندمج في عد الرزم وحشرها في حقيبة من نوع المنفاخ
ـ إزيك ياأستاذ! فينك وفين أيامك؟
امرأة رشيقة القوام فارهة. كل عضو في جسدها بارز بشكل مستفز, دائم الحركة يكاد يستقل عن الجسد. علي وجهها طبقة من المساحيق لابد أنها استغرقت ساعات أمام مرآة التسريحة لكي تقوس الحاجبين وتطيل الرموش وتقص شعرها الغزير المصبوغ بلون الحناء في كعكة متدرجة كهرم سقارة فوق رأسها. ترتدي تاييرا من الشمواه الفاخر زيتي اللون, مفتوح الصدر تكشف الفانلة الداخلية عن بحر من المرمر تحيط برقبة طويلة مبرومة. ثمة سلسلة ذهبية تحيط بالرقبة يتدلي منها مصحف ذهبي في حجم علبة الكبريت, ويتدلي من أذنيها قرط ذهبي علي هيئة جعران فرعوني, وفي معصمها الأيمن أسورة علي شكل ثعبان, وفي الآخر غويشة, وفي أصابعها خواتم بأحجار الفيروز والعقيق
من تكون يا تري هذه السيدة العجيبة التي حيتني من الطابور المجاور, ولا تلوي رقبتها وتحملق في وجهي بإبتسامة المعاتب المتسامح!!؟
هذه الابتسامة مألوفة لي. هذه الأسنان المفلوجة التي يقال انها علامة حسن الحظ وسعة الرزق سبق لي أن أعجبت بها. حتي الوجه الدائري بملامحه البلدي الخفيفة الظل والجاذبة لم تستطع طبقة المساحيق أن تحجب ظله الكامن في ذاكرتي
ثم هذا الجسد لقد سبق لي أن تغزلت في تفاصيله. اللعنة علي ذاكرتي التي يبدو أنها باظت. ذاكرتي الآن كحجرة تخزين الكراكيب, تحتاج إلي ضوء قوي للمرور فيها حتي لا أدوس فوق كراكيب وأشياء لم يعد لها ثمة من حاجة لكنني إن دست فوقها دون ضوء فقد تغتالني الأشياء مدافعة عن نفسها عند الصدام المفاجيء, أو علي الأقل تمزق ثيابي إن لم تسبب لي جروحا وكدمات أليمة
ها هو ذا بصيص من الضوء الخارجي من خصاص باب فتحه صوتها
ـ نسيتني؟!! إخص عليك: زعلتني.
أكاد أنطق اسمها. هززت رأسي بابتسامة ترحيب وسرور
!!كيف حالك؟ منذ مدة لم نتقابل
بابتسامة عريضة ونظرة ذات معني أزاحت ذقنها في اتجاهي بحركة من يقول: سيبك من الكلام ده. كان وجهها يؤكد أنني لم أتذكرها تماما وأن هذا قد أغضبها بالفعل, حيث أهملتني وانتظمت في الطابور. وكانت توشك أن تقترب من الشباك الذي يستقبل الايداعات

دماغي كله دخل في حجرة الكراكيب المهملة بإصرار عنيد. قادني ضوء صوتها
ـ لا أدري كيف ـ إلي الجانب الخاص بمحل السنديوني في ذاكرتي..
كنت مستجدا في العمل, ولا أزال تلميذا في الثانوية العامة, وأهلي في شبين القناطر قد رموا طوبتي لتكرار رسوبي وارتفاع تكاليفي فأهملوني وضنوا علي حتي بالكسوة, فتحديتهم وجئت إلي القاهرة لأشتغل وأذاكر من منازلهم. من حسن حظي كان محل السنديوني في ثاني أو ثالث يوم علي افتتاحه. ولأن أبي جزمجي يفصل الأحذية للناس في بلدتنا فإن طفولتي كانت عالما من الأحذية بمختلف أنواعها وأشكالها وألوانها وأنواعها ومميزات جلودها طبيعية كانت أو صناعية. ولهذا فقد جذبني هذا المحل الجديد. عرضت نفسي علي السنديوني فأجلسني تحت نظره يوما كاملا إطمأن فيه إلي معلوماتي وحلاوة لساني ورقة طبعي الذي يؤهلني للتعامل مع سيدات رقيقات
سرعان ما أصبحت البائع الأوحد في المحل يساعدني ثلاثة صبيان. تعلمت كيف أفهم الزبونة من دخلتها, من طريقة كلامها, من مظاهرها وحركاتها. تعلمت كيفية التسلل إلي قلوب الزبونات من خلال قياس أقدامهن واستكشاف الموديل الملائم. زبونات كثيرات كن علي وشك الانصراف دون شراء ليأسهن من العثور علي ما يناسب أذواقهن في اللون أو في الموديل. كنت ألاحظ ذلك وأنا بعد في مرحلة الصبينة في المحل, فكنت أفطن ـ ربما بالفطرة ـ إلي أن يأس الزبونات ليس في عدم وجود ما يناسبهن بل من ضجر البياع في قصر نفسه في تطويل البال وأخذ الزبونة علي كفوف الراحة, فبجرأة لطيفة أعطي نفسي حق التدخل بتشجيع ومباركة من نظرات صاحب المحل, الذي أصبح يصنفني بأنني أعرف بالضبط الحالة المزاجية للزبونة وخاصة إذا كانت بمفردها. من أول نظرة في عينيها أدرك إن كانت تود الشراء حقا أم أنها ستقرفنا لمدة عشرين أو ثلاثين دقيقة وفي النهاية لا يعجبها الأذواق أو الألوان أو الموديلات أو الأسعار فتنصرف مصحوبة بالسلامة. يا هانم وهي قد لا تكون هانم ولا حاجة.. تعلمت أن الزبون صيد وقع في المصيدة بمجرد دخوله المحل ويستحيل التفريط فيه بأي حال من الأحوال وإلا فلا يكون البياع بياعا بحق.. ثم إن الزبونات مستويات وكذلك البضاعة.. ومثلما هناك زبونات سناكيح في لباس الهوانم الثمينة ففي المقابل هناك ألوان من الأحذية يتطابق شكلها مع الموديلات الثمينة إلي حد تكاد تكون شعبية, لكنني أقدمها للزبونة علي أنها من الموديلات الراقية المتطابقة مع المعروضة في الفاترينة, اختار لها الموديل واللون الملائمين لحجم القدم ولون البشرة, تفضلي يا هانم.. تجلس علي المقعد الجلدي المريح, أجلس أمامها مقعيا كجلسة ماسح الأحذية, أتناول قدمها بيد حانية أبث فيها حرارة قلبي المتوفرة المتوقرة, أخلع حذاءها برفق, ألبسها الجديد وأتمم عليه عند الكعب والكاحل فتلمس أصابعي لحم الساق دون إرادة, فيشب وهج الحرارة في قلبي.. أشير لها أن تمضي لتجرب, تروح وتجيء وأنا أصاحبها بالموسيقي التصويرية التي تطربها منطوقة في كلمات: يا أرض احفظي ما عليك, مبروك علي الأرض.. يشرق وجهها بالنور والبهجة حين تعرف أن السعر أقل مما تخوفت. أما الهانم الحقيقية فإنها ليست مجرد شكل براق بملابس ثمينة مستوردة وسيارة فارهة وما إلي ذلك بل ربما كانت لا تملك شيئا من هذا علي الإطلاق; إنما الهانم سلوك يقول لك ـ دون أن يقول ـ احترم نفسك فإنك, أمام هانم حقيقية واضحة الأصول, في صوتها في طريقة كلامها في ألفاظها في حركتها كل شيء فيها متسق غير مفتعل غير منتحل. هذه لها بالطبع معاملة خاصة هي التي تفرضها علي المحل, نقول من فضلك هات الموديل الفلاني ماركة كذا من جلد كذا.. فإن جاءها فحصته بالنظر المتمعن قبل أن تلمسه.. وحين أساعدها في الخلع واللبس أضاعف من أدبي واحترامي لنفسي قبل احترامها, وأكون صادقا معها في كل كلمة, حتي في الموسيقي التصويرية وهي تتمشي رائحة جائية تختبر راحة قدميها في الحذاء, أتخير ألفاظا راقية مهذبة مثلها: منتهي الشياكة, فيري فيري جود, ياسلام لو الطقم اكتمل, وأقدم لها حقيبة يد من نفس الجلد بنفس اللون; وأثناء شرحي لمميزات الحقيبة التي أعدها المصنع لتكون مع الحذاء يكون صوتي دافئا بقدر ما أستطيع, أقرب إلي الهمس الودود, مما يقرب المسافة بيننا, فتعاملني كأنني أخ أو صديق أو زميل; المهم أن البيع لابد أن يتم.. وهكذا كل الزبونات صرن أصدقائي, أحبني, بعضهن يسأل عني أول ما يدخل المحل كأنني أصبحت شرطا للشراء.. ثم إنهن ـ حتي السناكيح المتنكرات في قالب الهانم ـ يغدقن علي من البقشيشات السخية باسم الله ما شاء الله.. بفضل البقشيش استطعت السكني في البنسيونات والحجرات المفروشة, وأدخل السينما وأفنظز مع الصحاب, زجاجتان من البيرة لا بأس, كأس براندي في بار في آخر الليل لا مانع, حجران في تحشيشة مع الصحبة ليلتنا فل وعشرة, امرأة يتصيدها أحدنا في الطريق أهلا بها.. شفت لي يومين حلوين إلي أن قيدني الزواج فعلمني الأدب والاستقامة من أجل بنتين وولد أنجبتهم وراء بعضهم فقعدت زوجتي بهم في البيت وشلت أنا الحمل وحدي فأصبحنا نمشيها بالتيلة..
وذات عصرية بعيدة جدا, في الفترة الميتة قبل حلول المساء, دخلت علينا فتاة فارعة تتأود, تتعمد إظهار مفاتن جسدها الفاتن بالفعل. كانت في حوالي العشرين من عمرها, ووجهها قمحي اللون طازج الملامح, خجلها المصنوع المبالغ فيه أقنعني أنها سنكوحة حديثة الدخول في المقدر.. مساء الخير, مساء النور يا هانم. برقة مفرطة أشارت إلي صندل معروض في الفترينة ممكن أشوفه؟ ممكن طبعا, تفضلي.. ما أن بدأت أدس قدمها في الصندل حتي تأكد لي أنها زبونة جاءت تبحث عن زبون. أنا أيضا ولد مفتح أفهمها وهي طايرة, لاغيتها, بالعين قلت وبالرمش قال. تواعدنا علي اللقاء في العاشرة والنصف مساء يوم الخميس المقبل في حديقة جروبي عدلي
بنت المجنونة جاءت في موعدها. وفيما نشرب عصير البرتقال قلت لها
أريد أن أصارحك بشيء يابنت الحلال
 إني أموت حبا في الصراحة
ـ نحن ثلاثة أصدقاء نسكن في شقة واحدة ونشترك في كل شيء!
الشرط نور: كل واحد منكم يعطيني جنيها
! الرحمة
!أكره المساومة في هذا الأمر
! تستحقين الأكثر علي كل حال
ـ إهرش!
وفركت أصابعها كأنها تعد النقود..
ـ تقبضين مقدما!
ـ إذا كان يعجبكم!
كانت ليلة مكلفة جدا, لكنها كانت ممتعة بشكل لا يصدق, أشبه بالخيال; لدرجة أننا بتنا نكررها كل خميس, إلي أن جلست ذات ليلة أمام التليفزيون أشهد الشيخ الشعراوي يفسر القرآن الكريم بطريقة سحرتني وألقت الرعب في قلبي خوفا من عذاب جهنم علي ما اقترفته من خطيئة. ذهبت إليه في المسجد الذي يتكلم فيه, سألته عن كيفية التوبة وهل يقبل الله توبتي؟ فقال جزاه الله كل خير إنني يجب أن أصفي حسابي مع نفسي أولا, وأستمع الي قلبي وضميري وأراعي الله في كل عمل أعمله وكل نظرة أنظرها إلي امرأة, وأن أداوم الصلاة والزكاة والصوم فإن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ثم إن الله غفور رحيم. وقد حصل, كففت عن رؤية سونيا, كففت عن ملامسة سيقان الزبونات وعن نظرات الاشتهاء التي كنت أنقاد إليها دون أن أدري, خدمتني الصلاة بالفعل وجعلتني مطمئن النفس فأقبلت عليها بإخلاص لا أفوت فرضا مهما كنت منشغلا, وأكتفيت بالكلام المحترم لتحسين البضاعة وإغراء الزبون علي الشراء. ثم اكتملت هدايتي بالزواج من بنت الحلال, فسقطت سونيا من ذاكرتي تماما.

ها هي ذي قد وقفت أمامي حية متوردة الخدين متأودة لم يغادرها الشباب رغم مرور أكثر من عشر سنوات, بل ازدادت نضارة ورعرعة. صارت أمام شباك الإيداع مباشرة, وصار بيني وشباك الصرف شخص واحد كانت سونيا قد فتحت حقيبة يدها وأخرجت منها عدة رزم من النقود من فئتي الخمسين والمائة: يتناولها الموظف واحدة بعد الأخري فيضعها في ماكينة العد, مرة بعد مرة, ثم يرمي بها إلي جواره, يكتب إيصال إيداع500, يا بنت المجنونة لديك رصيد يبدو كبير في البنك الأهلي! طبعا! رسمالك لايزال ريانا عفيا. أخذت سونيا الإيصال فدسته في حقيبة يدها واستدارت, فواجهتني. غمزت لي بعينها: تأمر بشيء؟ يمكنني أن أنتظرك. قلت بشيء من الود: شكرا ياسونيا مع السلامة انت. فمضت في خطوات معجبانية, ملوحة بزراعها كالفنانات النجمات, فتابعتها بنظرة خاطفة, فلاحظت أن رجلا في طابور الإبداع كان يتأهب لمصافحتها بوجه بشوش لكنها لم تنتبه إليه
لحظة أن صرت أمام الصراف. أعطيته إذن الصرف.. راجعه, تلفت حواليه وقلب في أدراجه بحثا عن نقود فلم يجد سوي القليل من الفكة. فنقر بأصبعه علي الزجاج الفاصل بينه وكابينة الإيداع قائلا
ـ هات ماعندك
فتناول زميله الرزم التي أخذها من سونيا وسربها إليه عبر فرجة في الزجاج. فوضع الصراف إحدي الرزم في ماكينة العد, فتأكد من صحة الرقم: عشرة آلاف, ثم أزاح الرزمة أمامي علي الرخامة. فما دريت إلا ويدي تزيحها بعنف مذعور تجاهه, قلت في توسل ورجاء:
ـ لأ! أرجوك! بلاش دي!
ذهل الصراف. راح يرمقني بعين جاحظة كأنه يتفرج علي كائن غريب:
ـ يعني إيه بلاش دي!؟ مش فاهم!
ـ أرجوك! أعطني فلوسا غيرها!
ـ لماذا؟ ما السبب؟!
ـ لـ.. لـ.. لغير سبب إنما أرجوك أن تغيرها من أجل خاطري!
صفق الصراف كفا علي كف, بدت عليه الحيرة, لمحت في عينيه نظرة خوف تشي بأنني في نظره ملئاث. وبدأ الناس من خلفي يجأرون في ضجر:
ـ خلص ياأخينا!
ـ ماهذا الدلع الماسخ؟
ـ المجانين كثروا في هذه الأيام المطينة بطين!
ـ أين شرطة البنك؟ أزاح الصراف الرزمة خارج الشباك هاتفا بجفاء وفي عينيه نظرة تهديد:
ـ وسع! وسع! إللي بعده!
بغلظة قبض الواقف ورائي علي كتفي قبضة مفاجئة آلمتني جدا كأن كتفي صارت في حنك تمساح غرز فيه أنيابه, ثم حدفني بعيدا, صرت أتطوح كالبهلوان أحاول منع جسدي من السقوط علي الأرض. مع ذلك اضطررت إلي الانخناء لالتقاط الرزمة التي رمي بها الرجال ورائي وراح يباشر عمله مع الصراف بثقة كأنه لم يفعل شيئا.
في شعور بالهوان وقفت مهزوما لا أدري ماذا أفعل. لكن شد انتباهي رجل شكله محترم إلا أن وجهه طافح بالمرح والشقاوة والصبيانية, قد راح يرمقني بإشفاق وهو مستغرق في ضحك مكتوم يهتز منه بدنه وتدمع عيناه. إغتظت منه أشد من غيظي من هذا الذي دفعني بقوة. حملقت في الضاحك بنظرة متحدية, ثم اقتربت منه بحركة تهديد توهمت فيها الثأر كرامتي. صرخت فيه
ـ علام تضحك ياأخ؟ أعجبك مافعله بي هذا المتهور؟
فوجئت بملامح الرجل قد لانت وبدت جاذبة وطيبة, وفي عينية إنسانيه
حملق في وجهي. كانت عضلات وجهه تتراقص بفعل ضحك مكتوم وعارم يريد الانطلاق في قهقهة. نفس الشعور انتابني فصرت أقاوم الرغبة في الضحك مثله. أدرك هو هذا, فارتمي علي صدري فاتحا ذراعيه ثم احتواني بها في حرارة, واضعا رأسه فوق كتفي, مطلقا الحنان لضحك عميق من ذلك النوع الذي تشعر بأنه يغسل القلب مع أن بعض الواقفين في الطابورين المتجاورين ظن أنه يبكي. ثم سحبني لجنب, وضع يده علي كتفي قائلا بصوت خافت فيه حميمية الأصدقاء القدامي:
ـ أنا الوحيد هنا يفهم موقفك ولهذا ضحكت!
ـ مكشوف عنك الحجاب ياتري؟
ـ نعم!
ـ بركاتك! تشرفنا! قل ياضارب الودع!
ـ أنا أيضا أعرف سونيا!
ـ نعم؟!
ـ رأيتها وهي تلاغيك! ولو هي انتبهت إلي وجودي لتصرفت معي نفس التصرف وربما أكثر
جرادل من الماء البارد تندلق فوق بدني حتي كدت أرتعش من الشعور بالبرد في العراء
عليها اللعنة! وشها نحس! ليتني ما تذكرتها !
ـ أنت طبعا كاشش من فلوسها باعتبارها فلوسا ملوثة جاءت من الطريق إياه!
ـ بنت المجنونة كانت تأخذ جنيها من كل فرد!
ـ أنت إذن عرفتها أيام الرخص! اليوم صار الجنيه خمسمائة!
ـ إني متشائم من هذه الفلوس! انطفأت فرحتي وتعكر دمي! انخرط في الضحك!
ـ علي فكرة!! الفلوس بمجرد انتقالها من يد سونيا لإصراف البنك تعتبر قد غسلت وتطهرت!
ـ سأطلب فتوي من مشايخ برامج التليفزيون! لكنها ستكون فضيحة لا لزوم لها وقد تعرف زوجتي فينخرب بيتي!
رتب علي كتفي بيد حانية:
ـ هات أغيرها لك! ومال علي الأرض فأمسك حقيبته من بين قدميه. فتحها نصف فتحة:
ـ كم معك؟
ـ عشرة آلاف!
سحب من حقيبته رزمة من فئة المائة قدمها لي:
ـ ولا تزعل نفسك! سأودعها في البنك علي كل حال!
ووضع رزمتي في الحقيبة وأقفلها وتزحزح الي مكانه الذي تقدم في طابور الإيداع. صافحته بحرارة ودعوت له بالستر, واندفعت خارجا أكاد أطير من الفرح. فإذا بالرجل الذي حدفني خارج الطابور كان واقفا في انتظاري علي مبعدة خطوات. رفعت إليه رأسي في توتر, لا أريد أن أفسد فرحتي بعد أن امتلكت عشرة آلاف جنيه من فلوس طاهرة مستحمة بعرق الكد والشغل الشريف. حاولت أن أتجاوزه, لكنه لم يوسع لي, بل حملق في عيني بوجه بشوش يقطر حرجا:
ـ آسف: ما كنت أقصد إيذاءك لكنني كنت متوتر! آسف!
عندئذ إنهمرت دموعي بغزارة. فاحتضني وربت علي ظهري:
ـ آسف مرة أخري! أنا فهمتك! نحستك المرأة العكنة!
وأعطاني منديلا ورقيا لأجفف عيني. شكرته, صافحته بحرارة ومشيت.
ويبدو أن الدموع الغزيرة قد غسلت عيني وقلبي ودماغي. فإذا بي في حالة من السكون النفسي حتي لقد اختفت أصوات الشارع من أذني, في حالة الروقان الطارئة هذه إذا بصوت في دماغي يهتف بي في مرح: ومن أدراك ياحلو أن هذه الفلوس التي أخذتها من صاحبنا ذاك طاهرة؟! أليس من المحتمل أن تكون هي الأخري آتية من طريق أشد وضاعة وقذارة وحرمانية؟! وهذا الرجل نفسه من يكون؟ أليس من الواضح أنه ممن يدفعون لسونيا بالخمسمائة جنيه في الجلسة الواحدة؟..
شعرت أن الفلوس بدأت تشكشكني في جيبي. في الحال تذكرت البقشيشات التي تأتيني من النساء زبائن المحل, المرجح أنهن لسن كلهن شريفات كما كذلك الرجال! أتكون حياتي كلها مسمومة بالحرام؟! أخذتني هستيريا الضحك القريب من البكاء كأنني اكتشفت شيئا غريبا جدا في هذه الحياة, لم أكن منتبها إليه من قبل وأنني فرح باكتشافه حتي وإن كان يدعو للخوف والحيرة, تماما مثل كثير من المنامات المرعبة التي كثيرا ما أراها بعد أيام من الإجهاد, تفزعني ليلا وترهقني طوال النهار.
---------------------------------------
عن الكاتب:
ـ حاصل علي جائزة الدولة التشجيعية في الآداب.
ـ حاصل علي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي.
ـ حاصل علي جائزة أفضل رواية عربية عن رواية وكالة عطية
ـ حاصل علي الجائزة الأولي للتفوق من اتحاد الكتاب.
ـ حاصل علي جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية عن رواية( وكالة عطية)
ـ حاصل علي افضل كتاب عربي من معرض القاهرة للكتب عن رواية( صهاريج اللؤلؤ)
ـ حاصل علي جائزة الدولة التقديرية في الآداب.
صدرت له الروايات التالية:
ـ اللعب خارج الحلبة, الأوباش, السنيورة, الشطار, رحلات الطرشجي الحلوجي, العراوي الوتد, فرعان من الصبار, موال البيات والنوم, وكالة عطية, موت عباءة, بغلة العرش, صالح هيصة, منامات عم أحمد السماك, صهاريح اللؤلؤ, لحس العتب, بطن البقرة, أولنا ولد, ثانينا الكومي, ثالثنا الورق, فلاح في بلاد الفرنجة, زهرة الخشخاش, نسف الأدمغة, صحراء المماليك, إسطاسيه.
المجموعات القصصية:
صاحب السعادة اللص, المنحني الخطر, أسباب للكي بالنار, سارق الفرح, الدساس, أشياء تخصنا, عدل المسامير, تقليب المواجع, ما ليس يضمنه أحد.
المسرحيات: صياد اللولي, المخربشين.
الكتابات النقدية والفكرية:
المسرح المصري المعاصر, محاكمة طه حسين, عمالقة ظرفاء, فتح الأندلس, لطائف اللطائف, نجيب سرور ومسرح الأزمة, صحبة العشاق, أعيان مصر, برج البلابل, موسيقار الكلمات, مؤرخو مصر الاسلامية, غذاء الملكة, أبو حيان التوحيدي, ريا وسكينة مراهنات الصبا, أقمار النيل, حديقة المضحكين, مذكرات اللورد سبسيل, عناقيد النور, برج البلابل, بستان الاعيان, عقد الياسمين.
> ترجمت معظم رواياته الي: الروسية والصينية والانجليزية والفرنسية والعبرية والأوروبية والإيطالية.
****