Friday, August 31, 2012

.......أمطــار على النوبـــــة....

0 comments


تعودنا أن يستأثر الأدباء النوبيون
بإبداعهم عن موطنهم‏ ولعل هذه القصة
أول إبداع من زميل قاهري يحشر نفسه بينهم
كان ذلك يوم الجمعة28 أكتوبر من عام
... قبيل إقامة السد العالي
حينما تلبدت السماء بالغيوم
وهي من المظاهر النادرة

هنا حتي في أشهر الشتاء
ـ ديسمبر ويناير وفبراير ـ
قال زميلي رشدي إن اليوم
ومنظر السماء هكذا يذكره بأيام
رأس السنة الميلادية في القاهرة
وبدأ العصر يدخل علينا فإذا
برياح متوسطة الشدة
تحمل الأتربة حتي أصبحت
الرؤية متعذرة علي بعد مائة متر تقريبا
وعندما تثور الأتربة هنا
لايستطيع الإنسان
أن يحمي نفسه
فلا بد أن تأخذ طريقها إليك
من المنافذ غير المحكمة
كذلك من الأسقف وجميعها هنا
تتكون من جريد النخيل والأبراش
التي تحملها جذوع النخيل
أو عروق الخشب في أحسن الأحوال
في هذه الظروف لا يستطيع الإنسان
أن يؤدي عملا ما.. لاداخل المنزل ولا خارجه
.. وجدت أن خير وسيلة يمكن
أن أستغل بها الوقت هي أن أنام
.. وسرعان ما استغرقت في النوم
كنت قد أدليت الناموسية
لتحميني من التراب والذباب
وإذ أذكرالذباب فلا يمكن للإنسان
أن يمنع نفسه من الحديث عنه
حتي لو كان في هذا خروج عن الموضوع
.. أو عن الذوق والأدب..
!!
ماذا أقول عن الذباب؟؟
يكفي أن أذكر لكم هذه القصة
يحكي أن بعثة طبية
وصلت إلي بلاد النوبة
في أثناء الطعام كانوا
لايأكلون في وقت واحد
فواحد يأكل وآخر يتولي مهمة
منع الذباب من الوقوف علي الطعام
بعد انتهاء المجموعة الأولي
من طعامها تتبادل المجموعتان العمل
هذه القصة الواقعية تصور لكم
مدي اختلاف الذباب هنا
عن أي ذباب آخر في العالم
ليس في الكمية فحسب بل
ـ وهذا هو المهم ـ
في النوع أيضا
القواعد التي نعرفها عن
سلوك الذباب في أي مكان
من حيث أنه يطير
إذا اقتربت منه إلي مسافة معينة
ومن حيث قدرة الإنسان
علي منعه من الوقوف
علي جسمه وطعامه
ومن حيث عدم ظهوره في الليل
هذه القواعد وأمثالها
لا يتعامل معها الذباب هنا
إنما له قواعده وتقاليده ومثله
التي يحافظ عليها ويتمسك بها
رغم كل الظروف والأحداث

أرجو أن تعذروني لخروجي
عن الموضوع رغم خطورته
لكن ـ كما ذكرت لكم ـ لا

أستطيع أن أمنع نفسي
من الحديث عن الذباب
.. ولنعد الآن إلي موضوعنا الأصلي

سرعان ما استيقظت من النوم مذعورا
.. ولماذا لا أكون مذعورا
وأنا أجد نفسي وسط ظروف
لا تختلف كثيرا عن الظروف
التي سنكون فيها يوم القيامة
.. ظلام دامس..
رعد صوته يزلزل البلدة
.. هواء يعوي كجملة وحوش مفترسة
.. الماء يهطل علي من جميع
أجزاء السقف كما لو كنت أقف تحت دش

أنا الآن وسط الحجرة بعد
أن قفزت من السرير
.. أخذت أنادي بأعلي صوتي

رشدي.. صفوت.. رشدي
.. ولامن مجيب.. فزاد ذعري
.. أين هما؟؟.. ماذا حدث لهما؟؟
.. لماذا خرجا في هذا الوقت؟؟
..أين ذهبا؟؟.. وأنا ماذا أفعل الآن ؟؟
.. وقفت وسط الغرفة والماء بما يحمل معه
- بعد مروره من السقف ـ يهطل فوقي
.. وأنا عاجز تماما عن التصرف
.. أي تصرف.. البقاء في الغرفة لا معني له
.. الخروج من الغرفة أو البيت لا معني له
.. إذا خرجت فإلي أين؟؟
هل أنا في كابوس؟
الإنسان لايدرك الكابوس
إلا بعد أن يصحو
لعلني لم أفق تماما
ولقد صحوت لأجد هذه الأحداث
تجمعت كلها مره واحدة
وعلي أن أواجهها
.. لو كنت لم أنم فربما
كانت مواجهتي لهذه العاصفة
بالتدريج تجعلني أستطيع التصرف

في ذلك الوقت سمعت صوتا يناديني بشدة
.. سرعان ما تبينت أنه صوت رشدي
.. فهدأت نفسي قليلا رغم أن الحالة
كانت قد ازدادت سوءا
.. فتحت لهما باب غرفتي فدخلا
.. قالا: هيا بنا..إلي أين ؟؟
.. إلي مدرسة الكنوز
.. كنت مستعدا في تلك اللحظة
أن أوافق علي اقتراح
.. خاصة إذا كان صاحب الاقتراح
قادما من الخارج ولم يكن نائما
.. لاشك أنه أقدر مني علي التصرف السليم
.. لكن لكي نخرج لابد أن نلبس شيئا
.. ولكي نلبس شيئا لابد
أن يكون هناك ولو بصيص من نور
.. وتشاء الصدف أن ماكينة النور
كانت معطلة منذ أيام حتي تكتمل الصورة
.. لم يكن هناك إلا ملجئي الأخير
لمبة الجاز نمرة(10) كان
لابد من وضعها في مكان يحميها
من الماء قبل محاولة إنارتها
..وضعتها في طاقة بين غرفتي وغرفة زميلي
.. فأنارت الغرفتين وأخذت أنا
في غرفتي وزميلاي في غرفتهما
ـ نستعد للخروج.. كراسات الطلبة
كنت قد جمعتها في اليوم السابق
 أسرعت بإدخالها في الدولاب
, المكان الوحيد الذي لم تصل إليه المياه
.. أكوام الصحف القديمة أخذت أفرشها
علي المائدتين الصغيرتين
لأحمي ما عليهما
.. ثم أخذت أفرش طبقات من الصحف
فوق الناموسية بعد أن تخللها
الماء وأخذ يتساقط علي السرير
.. آسف إذا كنت قد نسيت أن أذكر
لكم أن هذا الماء لونه طيني
.. فجأة انطفأت اللمبة.. اللعينة
.. حاولت إضاءتها مرة أخري
.. رفضت
.. تضرعت لها أن تكف عن هذه المداعبات السمجة
وشرحت لها الموقف الذي لايحتمل
أي سلوك من هذا النوع
.. تكررت محاولاتي لإضاءتها
تكرر فشلي..كان الهواء ـ رغم جميع منافذ

الغرفتين ـ أقوي من أن
تحتمله اللمبة المسكينة
.. فكرت أن أغير مكانها
..وضعتها تحت المنضدة علي الأرض
.. صمدت قليلا لكن سرعان ما طالها
رذاذ الماء بعد اصطدامه
بالأرض فكسرت زجاجتها
. تهيأنا للخروج
.. كنت في تلك اللحظة
أرتدي مجموعة
عجيبة من الملابس
.. شورت.. قميص.. فوقهما بيجاما
.. وعلي رأسي فوطة وجه
. خرجنا نجري رشدي سبقنا
.. خرجت أنا بعده, لم أجده
.. بعدنا صفوت, لم يجدنا
.. أخذت أعدو خارج البيت علي غير هدي
.. ورغم أن مدرسة الكنوز.. هدفنا
.. لايفصل عن منزلنا إلا فضاء
لا يزيد علي عشرة أمتار
إلا أني تجاوزتها وابتعدت عنها
.. تنبهت فعدت إليها ثانية
.. كانت حالتنا في تلك اللحظة
تشبه الحالات التي تصاحب
حدوث الزلازل أو انفجار البراكين
.. اتجهت إلي مدرسة الكنوز
.. ليس هناك ما يضيء الطريق
غير ومضات برق خاطف
.. وصلت إلي باب المدرسة
..منه اتجهت إلي حجرة الناظر
.. يشع منها ضوء خافت
.. صدمت بمنظر عجيب
.. !!
الغرفة بها سيدات.. يا إلهي..
لم يحدث منذ أن وصلنا قورته
أن اجتمع الرجال والسيدات في غرفة واحدة
.. هذا رجس من عمل الشيطان
.. لكنها الأحداث الهادرة القادرة
علي أن تعصف بكل عرف
.. ولأصف لكم الغرفة
.. غرفة مرتفعة عن الأرض نحو نصف متر
.. مساحتها5*7 أمتار تقريبا
أرضيتها مرصوفة بالبلاط
.. بداخلها نحو مائة نسمة
مكدسون فوق بعضهم البعض
 معظم المدرسين وزوجاتهم وأطفالهم
بعض الطلبة هدأت حالتنا إلي حد كبير
.. يكفي أنه لا يوجد أي أثر للماء الآن
رغم أنه ازداد حدة وعنفا في الخارج
.. أخذت أستعيد ما حدث منذ
أن قمت من النوم فزعا
.. تكشفت لي حقيقة بسيطة
: أن الليلة لا تزيد علي أي ليلة
من ليالي الشتاء في القاهرة أو الإسكندرية
.. فقط ظروف البلدة
.. المباني, النور, توصيلات النور
وغير ذلك غير مهيأ لمثل هذه الهجمات
مما غير من النتائج
 كانت البيجامة قد غرقت
بالماء فخلعتها وبقيت بالقميص والشورت
.. في ذات الحجرة التي بها سيدات
!!
واللي مش عاجبه يطلع
هدأت الأمطار حتي كادت تنقطع
.. فكرنا قي بقية الطلبة
.. قررنا أن نخرج
لتفقد داخلية المعلمين
والإعدادي والمدرسة

والاستراحة..وجدنا الحالة سيئة
.. جميع المراتب والملابس
كأنها منقوعة في الماء
لطلبة في الداخلية لا يجدون
مكانا يحتمون فيه
فكرنا أن نذهب إلي المدرسة
قد نجد بعض الفصول صالحة لمبيت الطلبة
.. لكن حال المدرسة لم يكن أحسن حالا
كذلك كانت حالة الاستراحة
ألطف منظر شاهدناه لطالبين صغيرين
من طلبة الإعدادي يقبعان داخل دولاب
هنأناهما علي حسن تفكيرهما
لم نجد ما نفعله إلا أن نعود
إلي الغرفة التي كنا نحتمي بها
..لم يكن قد جد فيها
إلا زيادة عدد اللاجئين
بعد وصولنا بقليل عادت
الأمطار تهطل يصحبها رعد وبر

وكما لو كانت المشكلات
التي نواجهها حتي هذه اللحظة غير كافية
.. فقد قفز الجوع ليأخذ مكانه بينها
..كان من الواضح أن مبيتنا
في غير هذه الغرفة ضرب من الجنون
.. انتهزنا فرصة هدوء الأمطار
.. انتهزنا فرصة هدوء الأمطار قليلا
وعدنا إلي منزلنا
وعندما فتحت باب غرفتي وجدت مقاومة
إتضح لي أن الماء قد تجمع
عند مدخل الغرفة لأن أرضيتها منحدرة
 بحيث أصبح عمقه نحو20 سم
التهمنا ما يسد الرمق انتزعت بطانية
عندنا إلي حجرة ناظر المدرسة
وبدأت أفكر في طريقة للنوم
حين اكتشفت أن الجميع قد افترشوا الأرض
...وجدت أمامي ثلاثة كراسي
 لماذا لا أقسم منها سريرا ؟؟

في الفجر استيقظ الجميع
كل منهم في لهفة لأن يعرف حال بيته.. لا شك

انكم تحبون ان تعرفوا عن هذا شيئا
عن هذا المكان قبل أن نغادره. مدرسة الكنوز

هذه هي المدرسة الابتدائية في البلدة
ليست غريبة علينا
نحن نذهب إليها كل أسبوع
للإشراف علي طلابنا في التربية العملية
لكن بماذا تمتاز غرفة الناظر
!!
عن بقية غرف البلدة كلها
.. هل لها سحر يمنع الماء؟؟
أو هل حجاب يحميها من المصائب والأحداث؟؟
بل للعلم..إنه الأسمنت المسلح
.. فهذه هي الحجرة الوحيدة في
قورته كلها المبنية بالأسمنت المسلح

نحن الآن في طريقنا إلي المنزل
.. السماء صافية تماما
لولا الآثار المتخلفة
خارج البيت وداخلها
لما أمكن للإنسان أن يصدق
أن شيئا غير عادي قد حدث الليلة السابقة
ففي غرفتي وجدت بركة الماء كما هى
التي حدثتكم عنها
ووجدت شيئا آخر عجيبا
 !!
الملاءة التي علي السرير ليست ملاءتي
يا إلهي!!.. الغرفة كانت مغلقة
.. الناس هنا مشهورون بأمانتهم
لم أحاول أن أبحث عن أول حرف
من اسمي الموجود علي طرف الملاية
, كان من الواضح
ـ دون بحث ـ
أن الملاءة قد تغيرت لسبب بسيط
هو اختلاف اللون..
فملاءتي بيضاء وهذه سوداء.

. لكني بعد البحث عثرت علي اسمي
!!
علي الملاءة السوداء
واجتمعنا رشدي وصفوت وأنا
..لنشرب الشاي..
كان لذيذا للغاية, تناولنا إفطارنا
 وأسرعنا إلي المدرسة للاجتماع
الذي اتفقنا عليه لنقرر مصيرنا

قمنا بمعاينة المدرسة والداخليتين
قررنا إرسال البرقيات الآتية
وهي تعطيكم فكرة عن حالة المدرسة والمباني التابعة لها
-1-
برقية من المدرسة
  إلي مدير منطقة أسوان التعليمية
 بتاريخ29 ـ10
هبت عواصف شديدة ليلة أمس وهطلت أمطار غزيرة جدا مما أدي إلي تعطيل الدراسة نتيجة سقوط بعض الأسقف والبعض آيل للسقوط بالمدرسة, الداخلية يخشي من سقوط بعض أسقفها, تبللت المراتب والبطاطين والمخدات جميعها  تلفت بعض أجولة الدقيق والصابون وبعض الكتب الدراسية
صرفونا تلغرافيا
-2-

برقية من هيئات التدريس بقورته
 إلي مدير المنطقة التعليمية
وإلي محافظ أسوان
اشتدت العواصف, هطلت الأمطار بغزارة ليلة أمس.. المساكن أصبحت غير صالحة للسكن بعضها سقطت أسقفها, المدرسون وزوجاتهم وأطفالهم مشردون خارج منازلهم.. قضينا هذه الليلة خارج منازلنا.. لاتوجد أي عناية صحية..المواد التموينية بالبلدة تلف معظمها والباقي غير كاف.. مهددون بالجوع والمرض..
أنقذونا

جميع ما في هذه البرقيات صحيح
ماعدا القول إن المساكن أصبحت غير صالحة

للسكن وبعضها سقطت سقوفها
 فهذا ما كان يحتمل جدا أن يحدث
وكتبناه ليكون له تأثير قوي
كذلك القول إن المواد التموينية
بالبلدة تلف معظمها والباقي غير كاف
 فهذا أيضا كتب دون التحقيق من صحته
 إنما لاحتمال حدوثه خاصة
بعد تلف بعض أجولة الدقيق في مخزن المدرسة
.. ماعدا ذلك صحيح ودقيق
للأسف فإن أحدا من المسئولين
لم يسارع إلي التحرك

بعد ثلاثة أيام سقطت بعض أسقف الداخلية
 لذلك فجميع الطلبة ينامون
خارج العنابر في العراء مما يعرضهم
للمرض خاصة أن الجو الآن مائل
للبرودة ليلا
في يوم الاثنين
أرسلت المدرسة
البرقية الآتية للمنطقة التعليمية

: تهدمت أسقف الداخلية تلفت
معظم المراتب والمخدات بفعل الأمطار
 الطلبة ينامون في العراء
أغيثونا
بخيم ومراتب لإيوائهم
 التعجيل بالإصلاح لأنها ملك الدولة

بالنسبة للأهالي تهدمت بعض بيوتهم
 لكن لم تحدث خسائر في الأرواح
بقورته في بلدة مجاورة
توفي شخصان بعد سقوط منزليهما

والآن فلنعد مرة أخري الي غرفتي
 أهم الخسائر أو بالأحري فالخسارة الوحيدة
كانت في محتويات السرير
الناموسية تحولت الي اللون البني
 المرتبة كنت أعصر الماء
من بعض أركانها وأفرشها في الشمس
الي أن يجف الوجه المعرض لها
فأقلبها الي أن يجف الوجه الآخر
وأعود لأتحسس الوجه الأول
!!
الذي جف أولا فأجده مبتلا
هكذا استمر هذا الحال أربعة أيام كاملة
 كنت أستعين خلالها
إضافية عند زميلي رشدي

الناموسية لها قصة لطيفة
 كان المفروض أن تذهب
مع أكداس الملابس الأخري
الي المكوجي ليغسلها
لكي تكون صالحة للاستعمال مرة أخري
ولعلكم تقدرون أهمية الناموسية
بعد أن حدثتكم عن الذباب اللزج
, أما لماذا لن تكون الناموسية
صالحة للاستعمال إذا ذهبت للمكوجي
 سبب بسيط.. إنها نفس الناموسية
التي استعملها أبي عندما تزوج أمي
 من هنا كان لابد أن أغسلها بنفسي
 ولم يسبق لي أن غسلت شيئا
 الحديث هنا عن الملابس
أما الأطباق والأواني والأكواب
فقد أصبحت لي دراية كبيرة
في تنظيفها بأحدث الطرق العلمية والعملية
كانت مهمة غسل الناموسية صعبة
.. لكن لا بأس.. فالرجال
ـ كما النساء ـ
يعرفون عند الشدائد
طلبت المشورة الفنية
سرعان ما كانت أمامي علبة أومو
.. وعلبة بياض تيري
وصفيحة وبعض القروانات وموقد
  وأحتفظ لنفسي بالتفاصيل
التي حدثت بعد هذا
.. المهم
.. النتيجة
.. من الصعب النظر
الي الناموسية مدة طويلة
.. فبياضها يخطف الأبصار

من حسن الحظ أنه لم يكن
لي شيء عند المكوجي
قبل تلك الليلة
إلا بنطلون رخيص وقديم جدا
.. لم أحاول أن أسأل عما حدث له
ولم يحاول هو أن يحضره لي
 أو يخبرني بشيء عن مصيره
لكن أخباره وصلتني
فقد كان قابعا في كومة كبيرة
من الملابس الملونة
.. لم أتأسف عندما شاهدته
.. فقد بدا وكأن فرشاة فنان ملهم تحركت عليه
.. الذي أسفت له أني علمت
بموت هذا الفنان قبل أن ينقل
فرشاته من الساق اليمني الي الساق اليسري

والآن.. عادت الدراسة
.. بعد إجراء بعض الإصلاحات
العاجلة في المدرسة
 وهي ملك لبعض الأعيان
 بدأت الإصلاحات بسرعة عجيبة
دون حضور لجنة فنية للمعاينة
وتقرير مدي صلاحية مباني المدرسة
. ثم تحديد الإصلاحات اللازمة بطريقة فنية

أما مدرسة الكنوز الابتدائية
 فقد عطلت الدراسة فيها
إذ لم تعد فيها حجرات صالحة
 غير حجرة الناظر.. المسلحة

والحياة تسير الآن هنا
كعادتها باختلاف بسيط في المناظر
 حوائط البيوت بعضها
أزالت المياه الطبقة الطينية
من بعض أجزائها فظهرت الحجارة
 وبعضها الآخر أصبح منظره عجيبا
.. فالمياه عندما سالت علي الحوائط
بعد مرورها علي الأسقف رسمت أشكالا عجيبة
.. بلون واحد هو اللون البني
لذلك نجد بعض الحوائط
ـ كما في منزلنا ـ
وقد رسمت عليها المياه خطوطا طينية سريالية
 بعضها يبدأ من السقف وينتهي عند الأرض وبعضها عجز عن الوصول الي الأرض هذه الخطوط بعضها يصل عرضه الي متر والبعض لا يتجاوز بضعة سنتيمترات وهذه الخطوط نراها داخل غرفنا.. وخارجها

والذي أحب أن أعرفه
هل وصلكم من أنبائنا هذه شيئا؟

!!
فنحن نعيش هنا في عزلة
ليس هناك من يعتبر نفسه مسئولا
عن هذه المنطقة ولو حتي بمجرد نقل أخبارها الي العالم؟

من ناحية أخري فهل حدث عندكم
في القاهرة شيء من هذا؟
الذي علمناه أنه حتي الثامنة من مساء الجمعة الماضي
لم يكن قد حدث شيء عندكم
بينما كانت الأمطار هنا
قد بدأت قبل غروب شمس
ذلك اليوم واستمر الحال
طوال هذه الليلة ـ الليلة الرهيبة

والذي علمنا أيضا أن القطار المفتخر
الذي قام في الثامنة من
مساء الخميس الماضي
من محطة مصر قد تعطل
 بسبب الأمطار والسيول نحو18 ساعة
 وأن التعطيل كان قرب قنا
 يبدو أن هذه الأحداث قد بدأت من قنا
وزحفت جنوبا الي بلاد النوبة

أخيرا
 بعد هذه الاطالة
التي أرجو ألا تكونوا
قد سئمتم من تفاصيلها
 أتمني لكم وللناس جميعا
.. كل صحة وسعادة.. وسلام






مواضيع ذات صلة
منتديات نوبى أنا

 تعقيب لى
وبعد ذلك نسأل
هم آهل الصعيد والنوبة زعلانين ليه؟

Thursday, August 30, 2012

.....وألتـــــقيـــــنــــا......

8 comments



وألتقــينا بعد


فــراق طويل


وشوق كثيــــر


فكان ولابد أن


يحدث ما حـدث


.
.
.
.
.
.
.
.


؟


؟


؟


؟


؟


شربته لأخر


نقطة








حبيب قلبى


أو حليب هارتى


زى ما بيقولوا دلوقتى


الشاى بحليب


laughing smiley Pictures, Images and Photos




صباح الفل


نهارنا أبيض


وفـــــل


لبأذن


الله


سبحانه وتعالى


تدوينة قديمة
تحية للشاى العزيز
باللبن واللى ساعات
لما بشم ريحته وهو على
النار بحس انى (بفوووق)بجد

Tuesday, August 28, 2012

.......الجــــــدار.....

2 comments


أفكر فى حالنا وحالهـم


تُقطع عنا المياة
لحظات فنبدأ فى الصراخ


تُتوقف عنا الكهرباء
دقائق فنضّج بال
شكوى



يحظر علينا السير
بعد منتصف الليل


فنتبرم بالتضيق
وخنقة الروح




فكيف هى حياتهم
وقد أحاط  بهم عدوهم
من كل جانب


واقام

اسوارا وجدرانا عاليةان إستطاع ان  يمنع
نور الله بها لفعل



ولكنهم
المرابطون فى
الأرض
الى يوم القيامة



اللهم شد على ايديهم
وقوى قلوبهم
وأنزل
عليهم رحمات من عندك
وبارك لهم
 


 


********
******
****
**
*



الصـــــــور
مأخوذة من مدونة

المـــــصـــوراتى

تدوينة قديمة
نشرت بتاريخ
21-6-201
2

Monday, August 27, 2012

.....ســـــــرك فى قلبك.....

6 comments

سرك فى قلبك
قلبك انت وحدك
إن لم تحـــــــــــفظه
فلـــــن يحفظه غيرك
تعـــلمت الـــــــــــــدرس
نعم تعلمت الــــــــــــــدرس
ان ليس كل ما احسه صحيحآ
أن ليس كل مــــــا احبه خيرا
وان ليس كل ما اكرهه شرا
ان ليس كل ما اراه حقيقى
وان ليس كل ما لا اراه خيال
لابد وان اترك مساحة للإحتمال
بالــــــــــــــــخطأ او الصواب

.............
هى تجربة مررت بها
----------------


هكذا كتبت منذ
ما يقارب الأربعة أعوام
وبالضبط فى 17-10-2008
ظننت حينها انى تعلمت
الـدرس ولكن اتضح لى
انى مــــــا تعلمت شيئا
ومازال على ان اتعلم
الـــــــكثير  والكثير


Friday, August 24, 2012

.......ســـوريا تتحرر أم......!!!

4 comments



قـــــــــــــال
سوريـــــــا تتحرر
قــــــــــــــــــــــالت
أخشى أن تـــكون
سوريا تتبعثــــر
كما تتبــــــعثر
العــــــراق
الأن


Thursday, August 23, 2012

......هــــذا ما تفعـله إســــرائيـــل الأن....

8 comments

بينما نحن مشغولون هنا فى مصر 
فى لبنان فى سوريا فى الســــــودان
فى ليبيا فى البحرين فى اليمن فى الصومال
فى تونــــــس فلسطين فى العراق
بينما نحن مشغولون
بالتراشق بالكلمات
وبالإتهامات
يبنى أعـــــداءنا
مزيداً من المستوطنات
وتتــــــأكل أرضـــــنا
اكثر وأكثر وأكثر
اللهم سترك





Wednesday, August 22, 2012

........تـمضى الأيام سريعــــــاً...

4 comments


شنطتى على كتفى
مفاتيحى فى يـــــدى
إبتسامتى على ووجهى
حـــزنـى فى قــــــــــلبى
الى العمل مـــــــعتــــدل
ماااااااااااااااااااااااااارش

Tuesday, August 21, 2012

.......محمد على باشا:سهرة تاريخية .....

4 comments









صراحة ما جاء بالفيلم
يخالف كل ما درسناه
فى كتب التاريخ
فى مدارسنا

Monday, August 20, 2012

......الأ تجلسين قليلاً..الأ تجلسين؟

0 comments



ألا تجلسين قليلاً .. ألا تجلسين ؟
فإن القضية أكبر منك . وأكبر مني .. كما تعلمين
وما كان بيني وبينك , لم يك نقشاً على وجه ماء
ولكنه كان شيئاً كبيراً .. كبيراً .. كهذي السماء
فكيف بلحظة ضعف نريد اغتيال السماء ؟

ألا تجلسين لخمسة دقائق أخرى ؟

ففي القلب شيء كثير .. وحزن كثير ..

وليس من السهل قتل العواطف في لحظات

وإلقاء حبك في سلة المهملات

فإن تراثاً من الحب , والشعر , والحزن ,

والخبز , والملح , والتبغ , والذكريات

يحاصرنا من جميع الجهات ..

فليت تفكرين قليلاً بما تفعلين

فإن القضية أكبر منك .. وأكبر مني ..

كما تعلمين ..


أنا لا أحاول رد القضاء ..

ولكنني أشعر الآن أن التشنج ليس علاجاً

لما نحن فيه . وأن الحماقة ليس طريق اليقين

وأن الشؤون الصغيرة بيني وبينك ..

ليست تموت بتلك السهولة

وأن المشاعر لا تتبدل مثل الثياب الجميلة


أنا لا أحاول تغيير رأيك .. أن القرار قرارك طبعاً

ولكنني أشعر الآن , أن جذورك تمتد في القلب ,

ذات الشمال , وذات اليمين .

فكيف نفك حصار العصافير ,

وكيف نقص بثانيتين شريطاً غزلناه في

عشرات السنين ؟


سأسكب كأساً لنفسي ..

وأنت ؟ تذكرت أنك لا تشربين

أنا لست ضد رحيلك .. لكن

تذكرت أن السماء ملبدة بالغيوم ,

وأخشى عليك سقوط المطر ..

فماذا يضيرك لو تجلسين لحين انقطاع المطر ؟

وماذا يضيرك لو تضعين قليلاً من الكحل فوق جفونك

أنت بكيت كثيراً ..

وما زال وجهك – رغم اختلاط دموعك بالكحل –

مثل القمر ..


أنا لست ضد رحيلك . لكن ..

لدي اقتراح بأن نقرأ الآن شيئاً من الشعر ..

عل قليلاً من الشعر .. يكسر هذا الضجر

.. تقولين إنك لا تعجبين بشعري !!

سأقبل هذا التحدي الجديد بكل برود , وكل صفاء ..

وأذكر كم كنت تحتفلين بشعري ..

وتحتضنين حروفي صباح مساء ..

وأضحك من نزوات النساء ..

فليتك , سيدتي تجلسين

فإن القضية أكبر منك . وأكبر مني

كما تعلمين ..


أما ذلت غضبى ؟ إذن سامحيني ..

فأنت حبيبة قلبي على أي حال ..

سأفرض أني تصرفت مثل جميع الرجال

ببعض الخشونة ..

وبعض الغرور ..

فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسور ؟

وإحراق كل الشجر ..


أنا لا أحاول رد القضاء , ورد القدر

ولكنني أشعر الآن أن اقتلاعك من عصب القلب صعب

وإعدام حبك صعب ..

وعشقك صعب وكرهك صعب ..

وقتلك حلم بعيد المنال ..

فلا تعلني الحرب .. إن الجميلات لا تحترفن القتال

ولا تطلقي النار ذات اليمين , وذات الشمال

ففي آخر الأمر ..

لن تستطيعي اغتيال جميع الرجال ...


نزار قباني


Sunday, August 19, 2012

.....عُــــــكاشنا ....بــــــــوابـــنا........

2 comments




اخيرا وبعد
جهد جهيد

وتعب شديد ومفاوضات
مضنية
وفريق من المفاوضين
الجامديين
اوى يا انت
وافق وتفضل وتكرم علينا
عمونا
عكاشة انه
يشتغل عندنا بواب
والله وااااااااااااااااااااااااااااااافق
طبعا كلوكواحتقولوا ياسلام وفيها ايه دى؟
اقولكم اصل انتم ممكن 

ماجربتوش العيشة من غير بواب
لكن انا او احنا جربنا وبقى لنا اكتر
من 20 سنة من غير بواب حتوقولوا
ومالله احسن! متهيألكم على قد ضرره
وبواخته وسماجته وتلامته
( هو هنا ولا بعيد!محدش يقوله ربنا يخليكوا )
لكن له فايدة او فوائد
اول هام
الباعة الجائلين باللغة العربية الفصحى
او بالبساط الاحمدى البياعين السريحة
يبقوا عارفين ان البيت فيه بواب
(هه مين هناك)
ومش كل شوية تلاقى حد بيخبط
على بابك وطلع لك
من ورا الحيطة
زى عفريت العلبة
بالظبط تشترى كلب ياهانم
امشاط فلايات
تلاجات بوتاجازات
انتريهات فضيات ملايات
حاجات ومحتاجات
دى اول حاجة واللى زاد وغطى 

الجماعة الصينين كمان
الباب يخبط
أصل انا شايلة الجرس بقى لى
 كتير علشان الازعاج بتاعه
لكن مش قادرة اشيل الباب كمان !!!
لاجل ما حدش يخبط عليه
المهم الباب يخبط ....مين؟
انا افتحى ماما
بالصوت الرفيع اياه ده
قلبى ينخطف منى صراحة
ومن قبل ما افكر الاقينى فاتحة
الاقى الست فى وشى ومابعرف
الحقيقة ما اشتريش منها بتصعب عليا
اصلها وليه برضة ومكسورة الجناح
ومتغربة لاجل ماتجيب القرش
وانا مجربة الغربة لاجل اكل العيش
ودى تلاقيها سايبة ابنها ولا بنتها
وجاية تزاحمنا فى اكل عيشنا
لكن الحقيقة حاجتهم حلووووة
ورررررررررخيصة اوى
واحلى ستين مرة من نفس المنتج
بتاعنا حتقولولى
بيستعملوا حاجات ضارة
اسم الله احنا اللى بنتج حاجاتنا
على الفرازة والحاجات المتعقمة
استنوا بقى ماتخلونيش
اسيب موضوعنا الاساسى
تالت هام برضه
ودى من ضمن الحاجات
اللى مش حاشرحها لكن الحدق يفهم
وانتم كلكم حداقة بالصلاة على
سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم
احنا عندنا شقة مفروشة فى العمارة
بس خلاص كله يفهم
المهم طيب ليه مكانش عندنا
بواب طول المده اللى فاتت دى
اصلنا ما عندناش اوضة بواب
!!!اه والله
لأ استنوا بس كان عندنا اوضة بواب
وبعدين الراجل بتاع الجراج
استولى عليها وهد الحيطان
بتاعتها ودخلها من ضمن الجراج
ياسلام عويصة دى؟
طبعا عملنا قضيه وقعدت فى المحكمة
شهور وسنين واتجددت مش فاكرة
والله كام مرة لوفاة مستاجر الجراج الاصلى
او حد من الورثة او وفاة وارث من ورثة الورثة
وكل ده مصاريف وورق ومواسم قضائية
وأجازات واستشكالات ووووو
المهم الخلاصة فى المصاصة
اتحكم لنا بيهاحلو!!!!
لأ مش حلو ابدا
اتحدك لو عرفت تنفذ حكم فى بلدنا بالقانون
لو شاطر روح هاتلك 4- 8 قباضيات
فتوات يعنى بالبلدى
عريض المنكعين اشلولخ
ونفذ بيهم
وبعد كده على المتضرر اللجوء للقضاء
المهم احنا ماعندناش اوضة للبواب
وكل ما كنا نقول لحد تعالى اشتغل عندنا
يقعد كده ويبص بعين ويقفل التانية ويقولك
عندوووووووووووووووووووكم سكن!!!
طبعا احنا نسكت
ونتكسف
ووشنا يبقى احمرررر
امال معطلينى ليه
دا هو اللى بيقول
كل ده لحد ربنا يطرح فيه البركة
عم عكاشة ما وافق يشتغل عندنا
من غير اوضة
هههههههه
اصله ساكن قريب مننا
وعنده سكنه الخاص (لو سمحت) بس عايز
بدال ما يجعد على الجهوة كل يوم
يجى يجعد على الكراويته
اللى ادام الباب ده
(باب بيتنا يعنى)
نسيت اقولكم ان عم عكاشة كان مستوظف
ساعى بالعامية الدارجة بتاعتنا
الأوفس بوى بالدلع بتاع الايام دى


فى
الحكومة
بس طلع معاش
من عشرة خمستاشر سنه كده
وزهج من جعدة البيت مثل
(الحريمات بردون يعنى لأمؤاخذة)
وكمان المعايش
بتغلى كل يوم عن اليوم اللى جبله ياست
والولد مابيرحموش
عايزين!! عايزين!!!!! عايزين
اهه اجول ايه حجهم برضة ولا ايه!!!
ياسلااااااااااام عداك العيب ياراجل
كنت فين من زمان
وحشتنا
بس ادى الحكايه
واهو بقى له شهر معنا
مااعرفش احنا كنا عايشين ازاى
من قبله
طول النهار
الناس
(واحنا الصراحة)
مابنبطل ننده عليه
عم عكاااااااااااااااااااشة
يـــــــــــاعم عكاشة
يــــــاعم عكاشة
اخر حاجة حصلت اقولها وامشى
بنطلب دليفرى من الصيدليه وبنقوله على العنوان
يرد اللى على الخط
ويقولك
ااااااااه عارفة
مش بيت عم عكاشة
يالهوتىىىىىىىىى
هو بيتنا بقى بيت عم عكاشة وانا مش عارفة!!
الله يرحمك ياأبويا انت وجميع موتى المسلمين

عاوزة أضيف حاجتين فى الأخر
الأولى أن دى
تدوينة قديمة على حبيبتى
ومدونتى صعبان على حالنا نمر ون

قلت احطها النهاردة
بمناسبة العيد
بعيد عن السياسة والذى منه
وخلى اللى فى القلب فى القلب
والحاجةالتانية
أن عم عكاشة

ساب الشغلانة عندنا بعد ما اتعودنا عليه
قال انه تعب من جعدة الكراويتة!!المهم
احنا طبعا أتعودنا على وجود بواب
وبالتالى جبنا واحد تانى
الا وهو المعلم رجب
ودا خلينى أحكى حكايته بعدين
وكل سنة وانتم طيبين