Friday, August 31, 2012

.......أمطــار على النوبـــــة....



تعودنا أن يستأثر الأدباء النوبيون
بإبداعهم عن موطنهم‏ ولعل هذه القصة
أول إبداع من زميل قاهري يحشر نفسه بينهم
كان ذلك يوم الجمعة28 أكتوبر من عام
... قبيل إقامة السد العالي
حينما تلبدت السماء بالغيوم
وهي من المظاهر النادرة

هنا حتي في أشهر الشتاء
ـ ديسمبر ويناير وفبراير ـ
قال زميلي رشدي إن اليوم
ومنظر السماء هكذا يذكره بأيام
رأس السنة الميلادية في القاهرة
وبدأ العصر يدخل علينا فإذا
برياح متوسطة الشدة
تحمل الأتربة حتي أصبحت
الرؤية متعذرة علي بعد مائة متر تقريبا
وعندما تثور الأتربة هنا
لايستطيع الإنسان
أن يحمي نفسه
فلا بد أن تأخذ طريقها إليك
من المنافذ غير المحكمة
كذلك من الأسقف وجميعها هنا
تتكون من جريد النخيل والأبراش
التي تحملها جذوع النخيل
أو عروق الخشب في أحسن الأحوال
في هذه الظروف لا يستطيع الإنسان
أن يؤدي عملا ما.. لاداخل المنزل ولا خارجه
.. وجدت أن خير وسيلة يمكن
أن أستغل بها الوقت هي أن أنام
.. وسرعان ما استغرقت في النوم
كنت قد أدليت الناموسية
لتحميني من التراب والذباب
وإذ أذكرالذباب فلا يمكن للإنسان
أن يمنع نفسه من الحديث عنه
حتي لو كان في هذا خروج عن الموضوع
.. أو عن الذوق والأدب..
!!
ماذا أقول عن الذباب؟؟
يكفي أن أذكر لكم هذه القصة
يحكي أن بعثة طبية
وصلت إلي بلاد النوبة
في أثناء الطعام كانوا
لايأكلون في وقت واحد
فواحد يأكل وآخر يتولي مهمة
منع الذباب من الوقوف علي الطعام
بعد انتهاء المجموعة الأولي
من طعامها تتبادل المجموعتان العمل
هذه القصة الواقعية تصور لكم
مدي اختلاف الذباب هنا
عن أي ذباب آخر في العالم
ليس في الكمية فحسب بل
ـ وهذا هو المهم ـ
في النوع أيضا
القواعد التي نعرفها عن
سلوك الذباب في أي مكان
من حيث أنه يطير
إذا اقتربت منه إلي مسافة معينة
ومن حيث قدرة الإنسان
علي منعه من الوقوف
علي جسمه وطعامه
ومن حيث عدم ظهوره في الليل
هذه القواعد وأمثالها
لا يتعامل معها الذباب هنا
إنما له قواعده وتقاليده ومثله
التي يحافظ عليها ويتمسك بها
رغم كل الظروف والأحداث

أرجو أن تعذروني لخروجي
عن الموضوع رغم خطورته
لكن ـ كما ذكرت لكم ـ لا

أستطيع أن أمنع نفسي
من الحديث عن الذباب
.. ولنعد الآن إلي موضوعنا الأصلي

سرعان ما استيقظت من النوم مذعورا
.. ولماذا لا أكون مذعورا
وأنا أجد نفسي وسط ظروف
لا تختلف كثيرا عن الظروف
التي سنكون فيها يوم القيامة
.. ظلام دامس..
رعد صوته يزلزل البلدة
.. هواء يعوي كجملة وحوش مفترسة
.. الماء يهطل علي من جميع
أجزاء السقف كما لو كنت أقف تحت دش

أنا الآن وسط الحجرة بعد
أن قفزت من السرير
.. أخذت أنادي بأعلي صوتي

رشدي.. صفوت.. رشدي
.. ولامن مجيب.. فزاد ذعري
.. أين هما؟؟.. ماذا حدث لهما؟؟
.. لماذا خرجا في هذا الوقت؟؟
..أين ذهبا؟؟.. وأنا ماذا أفعل الآن ؟؟
.. وقفت وسط الغرفة والماء بما يحمل معه
- بعد مروره من السقف ـ يهطل فوقي
.. وأنا عاجز تماما عن التصرف
.. أي تصرف.. البقاء في الغرفة لا معني له
.. الخروج من الغرفة أو البيت لا معني له
.. إذا خرجت فإلي أين؟؟
هل أنا في كابوس؟
الإنسان لايدرك الكابوس
إلا بعد أن يصحو
لعلني لم أفق تماما
ولقد صحوت لأجد هذه الأحداث
تجمعت كلها مره واحدة
وعلي أن أواجهها
.. لو كنت لم أنم فربما
كانت مواجهتي لهذه العاصفة
بالتدريج تجعلني أستطيع التصرف

في ذلك الوقت سمعت صوتا يناديني بشدة
.. سرعان ما تبينت أنه صوت رشدي
.. فهدأت نفسي قليلا رغم أن الحالة
كانت قد ازدادت سوءا
.. فتحت لهما باب غرفتي فدخلا
.. قالا: هيا بنا..إلي أين ؟؟
.. إلي مدرسة الكنوز
.. كنت مستعدا في تلك اللحظة
أن أوافق علي اقتراح
.. خاصة إذا كان صاحب الاقتراح
قادما من الخارج ولم يكن نائما
.. لاشك أنه أقدر مني علي التصرف السليم
.. لكن لكي نخرج لابد أن نلبس شيئا
.. ولكي نلبس شيئا لابد
أن يكون هناك ولو بصيص من نور
.. وتشاء الصدف أن ماكينة النور
كانت معطلة منذ أيام حتي تكتمل الصورة
.. لم يكن هناك إلا ملجئي الأخير
لمبة الجاز نمرة(10) كان
لابد من وضعها في مكان يحميها
من الماء قبل محاولة إنارتها
..وضعتها في طاقة بين غرفتي وغرفة زميلي
.. فأنارت الغرفتين وأخذت أنا
في غرفتي وزميلاي في غرفتهما
ـ نستعد للخروج.. كراسات الطلبة
كنت قد جمعتها في اليوم السابق
 أسرعت بإدخالها في الدولاب
, المكان الوحيد الذي لم تصل إليه المياه
.. أكوام الصحف القديمة أخذت أفرشها
علي المائدتين الصغيرتين
لأحمي ما عليهما
.. ثم أخذت أفرش طبقات من الصحف
فوق الناموسية بعد أن تخللها
الماء وأخذ يتساقط علي السرير
.. آسف إذا كنت قد نسيت أن أذكر
لكم أن هذا الماء لونه طيني
.. فجأة انطفأت اللمبة.. اللعينة
.. حاولت إضاءتها مرة أخري
.. رفضت
.. تضرعت لها أن تكف عن هذه المداعبات السمجة
وشرحت لها الموقف الذي لايحتمل
أي سلوك من هذا النوع
.. تكررت محاولاتي لإضاءتها
تكرر فشلي..كان الهواء ـ رغم جميع منافذ

الغرفتين ـ أقوي من أن
تحتمله اللمبة المسكينة
.. فكرت أن أغير مكانها
..وضعتها تحت المنضدة علي الأرض
.. صمدت قليلا لكن سرعان ما طالها
رذاذ الماء بعد اصطدامه
بالأرض فكسرت زجاجتها
. تهيأنا للخروج
.. كنت في تلك اللحظة
أرتدي مجموعة
عجيبة من الملابس
.. شورت.. قميص.. فوقهما بيجاما
.. وعلي رأسي فوطة وجه
. خرجنا نجري رشدي سبقنا
.. خرجت أنا بعده, لم أجده
.. بعدنا صفوت, لم يجدنا
.. أخذت أعدو خارج البيت علي غير هدي
.. ورغم أن مدرسة الكنوز.. هدفنا
.. لايفصل عن منزلنا إلا فضاء
لا يزيد علي عشرة أمتار
إلا أني تجاوزتها وابتعدت عنها
.. تنبهت فعدت إليها ثانية
.. كانت حالتنا في تلك اللحظة
تشبه الحالات التي تصاحب
حدوث الزلازل أو انفجار البراكين
.. اتجهت إلي مدرسة الكنوز
.. ليس هناك ما يضيء الطريق
غير ومضات برق خاطف
.. وصلت إلي باب المدرسة
..منه اتجهت إلي حجرة الناظر
.. يشع منها ضوء خافت
.. صدمت بمنظر عجيب
.. !!
الغرفة بها سيدات.. يا إلهي..
لم يحدث منذ أن وصلنا قورته
أن اجتمع الرجال والسيدات في غرفة واحدة
.. هذا رجس من عمل الشيطان
.. لكنها الأحداث الهادرة القادرة
علي أن تعصف بكل عرف
.. ولأصف لكم الغرفة
.. غرفة مرتفعة عن الأرض نحو نصف متر
.. مساحتها5*7 أمتار تقريبا
أرضيتها مرصوفة بالبلاط
.. بداخلها نحو مائة نسمة
مكدسون فوق بعضهم البعض
 معظم المدرسين وزوجاتهم وأطفالهم
بعض الطلبة هدأت حالتنا إلي حد كبير
.. يكفي أنه لا يوجد أي أثر للماء الآن
رغم أنه ازداد حدة وعنفا في الخارج
.. أخذت أستعيد ما حدث منذ
أن قمت من النوم فزعا
.. تكشفت لي حقيقة بسيطة
: أن الليلة لا تزيد علي أي ليلة
من ليالي الشتاء في القاهرة أو الإسكندرية
.. فقط ظروف البلدة
.. المباني, النور, توصيلات النور
وغير ذلك غير مهيأ لمثل هذه الهجمات
مما غير من النتائج
 كانت البيجامة قد غرقت
بالماء فخلعتها وبقيت بالقميص والشورت
.. في ذات الحجرة التي بها سيدات
!!
واللي مش عاجبه يطلع
هدأت الأمطار حتي كادت تنقطع
.. فكرنا قي بقية الطلبة
.. قررنا أن نخرج
لتفقد داخلية المعلمين
والإعدادي والمدرسة

والاستراحة..وجدنا الحالة سيئة
.. جميع المراتب والملابس
كأنها منقوعة في الماء
لطلبة في الداخلية لا يجدون
مكانا يحتمون فيه
فكرنا أن نذهب إلي المدرسة
قد نجد بعض الفصول صالحة لمبيت الطلبة
.. لكن حال المدرسة لم يكن أحسن حالا
كذلك كانت حالة الاستراحة
ألطف منظر شاهدناه لطالبين صغيرين
من طلبة الإعدادي يقبعان داخل دولاب
هنأناهما علي حسن تفكيرهما
لم نجد ما نفعله إلا أن نعود
إلي الغرفة التي كنا نحتمي بها
..لم يكن قد جد فيها
إلا زيادة عدد اللاجئين
بعد وصولنا بقليل عادت
الأمطار تهطل يصحبها رعد وبر

وكما لو كانت المشكلات
التي نواجهها حتي هذه اللحظة غير كافية
.. فقد قفز الجوع ليأخذ مكانه بينها
..كان من الواضح أن مبيتنا
في غير هذه الغرفة ضرب من الجنون
.. انتهزنا فرصة هدوء الأمطار
.. انتهزنا فرصة هدوء الأمطار قليلا
وعدنا إلي منزلنا
وعندما فتحت باب غرفتي وجدت مقاومة
إتضح لي أن الماء قد تجمع
عند مدخل الغرفة لأن أرضيتها منحدرة
 بحيث أصبح عمقه نحو20 سم
التهمنا ما يسد الرمق انتزعت بطانية
عندنا إلي حجرة ناظر المدرسة
وبدأت أفكر في طريقة للنوم
حين اكتشفت أن الجميع قد افترشوا الأرض
...وجدت أمامي ثلاثة كراسي
 لماذا لا أقسم منها سريرا ؟؟

في الفجر استيقظ الجميع
كل منهم في لهفة لأن يعرف حال بيته.. لا شك

انكم تحبون ان تعرفوا عن هذا شيئا
عن هذا المكان قبل أن نغادره. مدرسة الكنوز

هذه هي المدرسة الابتدائية في البلدة
ليست غريبة علينا
نحن نذهب إليها كل أسبوع
للإشراف علي طلابنا في التربية العملية
لكن بماذا تمتاز غرفة الناظر
!!
عن بقية غرف البلدة كلها
.. هل لها سحر يمنع الماء؟؟
أو هل حجاب يحميها من المصائب والأحداث؟؟
بل للعلم..إنه الأسمنت المسلح
.. فهذه هي الحجرة الوحيدة في
قورته كلها المبنية بالأسمنت المسلح

نحن الآن في طريقنا إلي المنزل
.. السماء صافية تماما
لولا الآثار المتخلفة
خارج البيت وداخلها
لما أمكن للإنسان أن يصدق
أن شيئا غير عادي قد حدث الليلة السابقة
ففي غرفتي وجدت بركة الماء كما هى
التي حدثتكم عنها
ووجدت شيئا آخر عجيبا
 !!
الملاءة التي علي السرير ليست ملاءتي
يا إلهي!!.. الغرفة كانت مغلقة
.. الناس هنا مشهورون بأمانتهم
لم أحاول أن أبحث عن أول حرف
من اسمي الموجود علي طرف الملاية
, كان من الواضح
ـ دون بحث ـ
أن الملاءة قد تغيرت لسبب بسيط
هو اختلاف اللون..
فملاءتي بيضاء وهذه سوداء.

. لكني بعد البحث عثرت علي اسمي
!!
علي الملاءة السوداء
واجتمعنا رشدي وصفوت وأنا
..لنشرب الشاي..
كان لذيذا للغاية, تناولنا إفطارنا
 وأسرعنا إلي المدرسة للاجتماع
الذي اتفقنا عليه لنقرر مصيرنا

قمنا بمعاينة المدرسة والداخليتين
قررنا إرسال البرقيات الآتية
وهي تعطيكم فكرة عن حالة المدرسة والمباني التابعة لها
-1-
برقية من المدرسة
  إلي مدير منطقة أسوان التعليمية
 بتاريخ29 ـ10
هبت عواصف شديدة ليلة أمس وهطلت أمطار غزيرة جدا مما أدي إلي تعطيل الدراسة نتيجة سقوط بعض الأسقف والبعض آيل للسقوط بالمدرسة, الداخلية يخشي من سقوط بعض أسقفها, تبللت المراتب والبطاطين والمخدات جميعها  تلفت بعض أجولة الدقيق والصابون وبعض الكتب الدراسية
صرفونا تلغرافيا
-2-

برقية من هيئات التدريس بقورته
 إلي مدير المنطقة التعليمية
وإلي محافظ أسوان
اشتدت العواصف, هطلت الأمطار بغزارة ليلة أمس.. المساكن أصبحت غير صالحة للسكن بعضها سقطت أسقفها, المدرسون وزوجاتهم وأطفالهم مشردون خارج منازلهم.. قضينا هذه الليلة خارج منازلنا.. لاتوجد أي عناية صحية..المواد التموينية بالبلدة تلف معظمها والباقي غير كاف.. مهددون بالجوع والمرض..
أنقذونا

جميع ما في هذه البرقيات صحيح
ماعدا القول إن المساكن أصبحت غير صالحة

للسكن وبعضها سقطت سقوفها
 فهذا ما كان يحتمل جدا أن يحدث
وكتبناه ليكون له تأثير قوي
كذلك القول إن المواد التموينية
بالبلدة تلف معظمها والباقي غير كاف
 فهذا أيضا كتب دون التحقيق من صحته
 إنما لاحتمال حدوثه خاصة
بعد تلف بعض أجولة الدقيق في مخزن المدرسة
.. ماعدا ذلك صحيح ودقيق
للأسف فإن أحدا من المسئولين
لم يسارع إلي التحرك

بعد ثلاثة أيام سقطت بعض أسقف الداخلية
 لذلك فجميع الطلبة ينامون
خارج العنابر في العراء مما يعرضهم
للمرض خاصة أن الجو الآن مائل
للبرودة ليلا
في يوم الاثنين
أرسلت المدرسة
البرقية الآتية للمنطقة التعليمية

: تهدمت أسقف الداخلية تلفت
معظم المراتب والمخدات بفعل الأمطار
 الطلبة ينامون في العراء
أغيثونا
بخيم ومراتب لإيوائهم
 التعجيل بالإصلاح لأنها ملك الدولة

بالنسبة للأهالي تهدمت بعض بيوتهم
 لكن لم تحدث خسائر في الأرواح
بقورته في بلدة مجاورة
توفي شخصان بعد سقوط منزليهما

والآن فلنعد مرة أخري الي غرفتي
 أهم الخسائر أو بالأحري فالخسارة الوحيدة
كانت في محتويات السرير
الناموسية تحولت الي اللون البني
 المرتبة كنت أعصر الماء
من بعض أركانها وأفرشها في الشمس
الي أن يجف الوجه المعرض لها
فأقلبها الي أن يجف الوجه الآخر
وأعود لأتحسس الوجه الأول
!!
الذي جف أولا فأجده مبتلا
هكذا استمر هذا الحال أربعة أيام كاملة
 كنت أستعين خلالها
إضافية عند زميلي رشدي

الناموسية لها قصة لطيفة
 كان المفروض أن تذهب
مع أكداس الملابس الأخري
الي المكوجي ليغسلها
لكي تكون صالحة للاستعمال مرة أخري
ولعلكم تقدرون أهمية الناموسية
بعد أن حدثتكم عن الذباب اللزج
, أما لماذا لن تكون الناموسية
صالحة للاستعمال إذا ذهبت للمكوجي
 سبب بسيط.. إنها نفس الناموسية
التي استعملها أبي عندما تزوج أمي
 من هنا كان لابد أن أغسلها بنفسي
 ولم يسبق لي أن غسلت شيئا
 الحديث هنا عن الملابس
أما الأطباق والأواني والأكواب
فقد أصبحت لي دراية كبيرة
في تنظيفها بأحدث الطرق العلمية والعملية
كانت مهمة غسل الناموسية صعبة
.. لكن لا بأس.. فالرجال
ـ كما النساء ـ
يعرفون عند الشدائد
طلبت المشورة الفنية
سرعان ما كانت أمامي علبة أومو
.. وعلبة بياض تيري
وصفيحة وبعض القروانات وموقد
  وأحتفظ لنفسي بالتفاصيل
التي حدثت بعد هذا
.. المهم
.. النتيجة
.. من الصعب النظر
الي الناموسية مدة طويلة
.. فبياضها يخطف الأبصار

من حسن الحظ أنه لم يكن
لي شيء عند المكوجي
قبل تلك الليلة
إلا بنطلون رخيص وقديم جدا
.. لم أحاول أن أسأل عما حدث له
ولم يحاول هو أن يحضره لي
 أو يخبرني بشيء عن مصيره
لكن أخباره وصلتني
فقد كان قابعا في كومة كبيرة
من الملابس الملونة
.. لم أتأسف عندما شاهدته
.. فقد بدا وكأن فرشاة فنان ملهم تحركت عليه
.. الذي أسفت له أني علمت
بموت هذا الفنان قبل أن ينقل
فرشاته من الساق اليمني الي الساق اليسري

والآن.. عادت الدراسة
.. بعد إجراء بعض الإصلاحات
العاجلة في المدرسة
 وهي ملك لبعض الأعيان
 بدأت الإصلاحات بسرعة عجيبة
دون حضور لجنة فنية للمعاينة
وتقرير مدي صلاحية مباني المدرسة
. ثم تحديد الإصلاحات اللازمة بطريقة فنية

أما مدرسة الكنوز الابتدائية
 فقد عطلت الدراسة فيها
إذ لم تعد فيها حجرات صالحة
 غير حجرة الناظر.. المسلحة

والحياة تسير الآن هنا
كعادتها باختلاف بسيط في المناظر
 حوائط البيوت بعضها
أزالت المياه الطبقة الطينية
من بعض أجزائها فظهرت الحجارة
 وبعضها الآخر أصبح منظره عجيبا
.. فالمياه عندما سالت علي الحوائط
بعد مرورها علي الأسقف رسمت أشكالا عجيبة
.. بلون واحد هو اللون البني
لذلك نجد بعض الحوائط
ـ كما في منزلنا ـ
وقد رسمت عليها المياه خطوطا طينية سريالية
 بعضها يبدأ من السقف وينتهي عند الأرض وبعضها عجز عن الوصول الي الأرض هذه الخطوط بعضها يصل عرضه الي متر والبعض لا يتجاوز بضعة سنتيمترات وهذه الخطوط نراها داخل غرفنا.. وخارجها

والذي أحب أن أعرفه
هل وصلكم من أنبائنا هذه شيئا؟

!!
فنحن نعيش هنا في عزلة
ليس هناك من يعتبر نفسه مسئولا
عن هذه المنطقة ولو حتي بمجرد نقل أخبارها الي العالم؟

من ناحية أخري فهل حدث عندكم
في القاهرة شيء من هذا؟
الذي علمناه أنه حتي الثامنة من مساء الجمعة الماضي
لم يكن قد حدث شيء عندكم
بينما كانت الأمطار هنا
قد بدأت قبل غروب شمس
ذلك اليوم واستمر الحال
طوال هذه الليلة ـ الليلة الرهيبة

والذي علمنا أيضا أن القطار المفتخر
الذي قام في الثامنة من
مساء الخميس الماضي
من محطة مصر قد تعطل
 بسبب الأمطار والسيول نحو18 ساعة
 وأن التعطيل كان قرب قنا
 يبدو أن هذه الأحداث قد بدأت من قنا
وزحفت جنوبا الي بلاد النوبة

أخيرا
 بعد هذه الاطالة
التي أرجو ألا تكونوا
قد سئمتم من تفاصيلها
 أتمني لكم وللناس جميعا
.. كل صحة وسعادة.. وسلام






مواضيع ذات صلة
منتديات نوبى أنا

 تعقيب لى
وبعد ذلك نسأل
هم آهل الصعيد والنوبة زعلانين ليه؟

0 comments:

Post a Comment

قول ولا تجرحـش