Saturday, April 4, 2015

...صنــــــاع التحدى...


أصيبت بشلل رباعي وعمرها ستة أشهر

‏ أجريت لها‏17‏ عملية دون جدوي‏
‏ فأيقنت أن الحل الوحيد لحالتها 
هو مصادقة مرضها‏
‏ وأحاطتها والدتها برعاية صحية وتعليمية فائقة‏
‏ حلمت بدخول كلية الهندسة
 لكن ظروفها الصحية حالت دون ذلك‏
 والتحقت بكلية التجارة الخارجية‏,‏


وعقب تخرجها سافرت إلي أوروبا
 وحصلت علي الماجستير والدكتوراه في فلسفة الاقتصاد الدولي
 وأدبيا منحتها لجنة المناقشة درجتي دكتوراه أضافيتين
 في الإرادة والعزم وإجادة اللغة
 كونها أول مصرية تحصل علي الدكتوراه
 في مثل ظروفها الصحية القاسية
..وبعد عودتها إلي مصر
 نالت العديد من شهادات التقدير والدروع
 وتقدمت لامتحان الخارجية
 لتلتحق بالسلك الدبلوماسي
 لكن الظروف كانت ضدها أيضا
 ورغم ذلك لم تستسلم للإحباط
 وتتمني مقابلة رئيس الجمهورية 
لتتحدث معه في الشأن المصري العام 
لأنها تشعر بأن لديها الكثير
 مما يجب أن تقدمه للوطن
في حديثها مع صفحة صناع التحدي
 قالت الدكتورة إيناس محمد
 أصبت بشلل أطفال رباعي 
وكان عمري لا يتعدي6 أشهر
 ومنذ ذلك الوقت بدأت رحلة العلاج التي لم تنته
 أجريت لي17 عملية جراحية من أكبر وأخطر العمليات
 منها تثبيت عظمة صناعية بالعمود الفقري
 وعملية جراحية بالحوض والركبة
 وغيرها في القدم, إلي غير ذلك
 فلا يوجد جزء في جسدي بدون جراحة 
وكانت كلها مجرد عذابات بلا جدوي
 لذلك كان الحل مصادقة مرضي 
وتقبل الأمر الواقع والرضا بقضاء الله 
وهذه الظروف الصعبة أكسبتني
 فضيلة الصبر علي الألم
 ووالدتي العظيمة 
كانت سندي الأكبر في حياتي
 حيث كانت رحمها الله
 بديلا لعمودي الفقري المصاب
 ومع ظروفي هذه أصررت علي انتظامي في المدرسة
 كانت المرحلة الثانوية أكبر عقبة
 واجهتني خلال رحلة تعليمي
 فأحيانا كان ينتهي اليوم الدراسي ويتم تنظيف الفصل
 .وأنا بانتظار الداده التي ستخرجنى من الفصل
وتضيف الدكتورة إيناس
 حلمت بالالتحاق بكلية الهندسة
 وفي المرحلة الثانوية اخترت شعبة رياضة حديثة
 وحصلت علي مجموع كبير يؤهلني لتحقيق حلمي
 ولكن الصدمة الكبري كانت عدم قبولي
 بكلية الهندسة بسبب ظروفي الصحية
 وهنا لعبت والدتي دورا كبيرا
 لم تتركني فريسة للإحباط 
وأقنعتني باختيار كلية التجارة الخارجية
 شعبة إدارة أعمال وتحويل حلمي
 صوب الالتحاق بالسلك الدبلوماسي
 وتم قبولي في كلية التجارة جامعة حلوان
 وأثناء الدراسة كان العمل 
بالسلك الدبلوماسي يراودني طوال الوقت
 فدرست الكمبيوتر ولم يكن منتشرا في ذلك الوقت
 وحصلت علي شهادة مبرمج في لغة
أكوبول وألفورتران 
وبما أنني أعشق الدراسة سافرت إلي أوروبا 
عقب تخرجي للحصول علي الماجستير والدكتوراه 
وتكمل دكتورة ايناس
 في أوروبا أعطي تفوقي في البحث العلمي 
دافعا قويا للمشرفين والأساتذة 
فساعدوني وذللوا لي الصعاب 
حتي حصلت علي الماجستير والدكتوراه
 ونظام الدراسة هناك يختلف كليا عن مصر
 المشرف ينتهي دوره بمجرد طبع الرسالة 
ويحضر المناقشة مثل باقي الضيوف
 أما تقييم الرسالة
 فيقوم به مجموعة من الأساتذة 
وقاعة المناقشة تشبه قاعة المحكمة
 حيث توجد منصة يجلس عليها سبعة أساتذة والمناقش 
وتتوقف الدكتوره إيناس أمام الفارق 
بين المعاق في أوروبا ومصر بقولها
 في أوروبا المعاق مدلل لا يواجه 
أي معاناة كل الأشياء ميسره له
 خلال السنوات التي قضيتها هناك
 كنت أتحرك بمفردي بحرية كاملة 
عن طريق الاتصال بهيئة النقل العام 
وأبلغهم أنني أرغب في السفر 
وليس لدي مرافق
 بعدها يحضر الأتوبيس المزود بأسانسير
 وأصعد بالكرسي المتحرك 
وينقلني إلي محطة القطار
 ويقوم بتسليمي لهم 
ويتولي شخص مرافقتي
 حتي أصل إلي شريط القطار
 إلي أن يأتي القطار
وأصعد إليه عن طريق الأسانسير
 وفي القطار قسم خاص بالمعاقين
 يلقون فيه رعاية خاصة
 وعندما أصل إلي البلدة
 التي أقصدها أتجول بالكرسي المتحرك براحة تامة
 وأقضي وقتا ممتعا وأيضا من مظاهر الاهتمام
 بالمعاق في أوروبا حصوله علي بطاقة 
تحدد حالته الصحية حتي يحصل
 علي الخدمات التي يحتاج إليها
 من علاج وكراسي متحركة وأجهزة طبية
 والاهتمام بالمعاق لا يقف
 عند الاحتياجات الضرورية الملحة
 بل يصل إلي الرفاهية 
حيث يحصل كل معاق علي دفتر به
 تذاكر سينما ومسرح ليتمكن من الذهاب
 في أي وقت 
والمعاق في مصر
 ليس له وجود علي الخريطة 
ولا يوضع في الحسبان عند 
عند تصميم المنشات الحيوية
فيفاجىء دائما بوجود السلالم
فى أى مكان يذهب اليه مثل
أقسام الشرطة والبنوك وهذا يعوقه
 عن الحصول علي الخدمات التي يحتاج إليها
لذلك أتمني أن أجد مستشارا قانونيا
 يتطوع لمعاونتي في إدارة شئوني الحياتية
 لأني وقعت فريسة لاستغلال أشخاص كثيرين 
مما يجعلني دائما أوضح لكل من حولي
 أن كل ما يتعلق بي أقوم به دون وساطة أحد 
حتي لا يستغل أسمي من قريب أو بعيد
وعن أصعب المواقف التي تعرضت لها في حياتها تقول
 بعد حصولي علي الدكتوراه تقدمت 
لامتحان وزارة الخارجية لألتحق بالسلك الدبلوماسي 
ونجحت في الامتحان التحريري
 ويوم امتحان الشفوي تأخرت الدادة
 ولم أتمكن من الذهاب إلي الامتحان
 وضاع حلم عمري وقد يندهش البعض من ذلك
 ولكني أقول للجميع من حقي أن أحلم كما أشاء
 وأن إعاقتي لا تمنعني من ذلك
 وأذكركم أن روزفلت تولي حكم أمريكا 
أربع فترات متتالية وهو علي كرسي متحرك
وفي النهاية تقول الدكتورة إيناس
أحلم وأرغب بشدة في مقابلة رئيس الجمهورية
 المستشار عدلي منصور
 وأحلم أن يهتم المسئولون في مصر
 بالمعاقين علي غرار الدول الأجنبية
-------------------------
منقول من صفحة
صناع التحدى بجريدة الأهرام
المنشور بتاريخ
يوليـــــــــــــــــــ31ــــــــو 2013
(ورقة قديمة لقيتها على المكتب الصبح)

دكتورة إيناس محمد

32 comments:

زهــــراء said...

اول تعليق

زهــــراء said...

مسا الورد يا دكتورتي وحشتني الاحتلال

زهــــراء said...

الحمد لله العين صابتني في الاحتلالات ورب العرش نجاني

زهــــراء said...

على طول الحياه بنقابل أصناف من البشر لهم كل الود والاحترام وكلما اقتربنا منهم اكتشفنا معاني رائعه للإنسانية وللأسف ماحدش بيسلط الضوء على النماذج دي احنا بلد رقصات وعوالم لامؤاخذة

زهــــراء said...

نسيت اقول ان احنا بلد بلطجيه ولاعبين كره لكن النماذج دي لها ربنا
عن جد مشكوره على النقل الطيب

Unknown said...

زهراء
يا اهلا وسهلا

Unknown said...

زهراء
نورتينى
على المساء

Unknown said...

زهراء
محروسة
من عين الحساد

Unknown said...

زهراء
للأسف ونجحها
وتقدمها لله اولا وللتشجيع
من والدتها ولتسهيل امورها
فى البلد ال(كافرة)كما يسميها
البعض ياعنى لو كانت فضلت فى
بلدنا يمكن مكنتش عملت شىء ابدا

Unknown said...

زهراء
أنتى اللى مشكورة
على الحـــــــــضور
والأهتمام والتعليقات

Anonymous said...

شكرا لنقلك الرائع للقصه الرائعه دى
تحياتى
وكلنا طبعا بنستفيد من القصص دى وبنعرف ان.مفيش شىء مستحيل

Unknown said...

دكتورة نورا
أعرف واحد صاحبلى معاق دخل كلية التربية بمجموعه
وقبلت أوراقه فى المدينة الجامعية
وعملوا اختبار شخصى فى الكلية وتم رفضه عشان إعاقته
وتم رفضه بطريقة مهينة من وكيل الكلية للأسف
لدرجة أنه خرج عن دينه بسبب معاملة وكيل الكلية السيئة له
والأستاذ رضا عبالسلام المذيع بإذاعة الفرآن الكريم
المبتورة يداه الإثتين والذى يمتب بفمه
حيث أنه يقطن بقرية قريبة من قريتنا
والذى سأكتب بوست عنه وعن معاناته حتى وصل لما هو فيه الآن
النماذج كثيرة والمعاناة مستمرة ولا حياة لمن تنادى
دمت بخير

momken said...

بوست عظيم

تحياتى

النسر المهاجر said...

قصة من المفترض انها تسعد القلب وتحزنه
فتسعد القلب لأنها إستطاعت أن تتفوق بإرادتها على كل الظروف والصعاب التى تواجهها
وحزينة لانها لم توجد فى الوطن الذى تحلم به وما زال هناك الكثير حتى تجده
ثلاثون جيل يحتاجون لغعادة تربية حتى تجد أفراد كما تتمنى يساعدوها على الحياة
للأسف زوى القدرات الخاصة وليس زوى الإحتياجات لأن منهم من نكون بحاجه ايه وليس العكس ضائع حقوقهم على مر الأزمان
أتمنى من الله أن يسدد خطاها
وشكرا جزيلا ليكى أختى الكريمة على هذا النقل الذى سيخلد سيرة شخصية مجتهده مثلها فى عالم التدوين
تحياتى مع خالص إحترامى

norahaty said...

قمر وليل ونجوم☺
انا اللى اشكرك على المتابعة والتعليق

norahaty said...

ممكن
العظمة لله
اشكرك للحضور والتعليق

norahaty said...

مدونة الفرسان
أستاذ/رضا عبد السلام
من الأصوات المميزة فى إذاعة
القرآن الكريم وأول مرة اعرف عنه
هذه المعلومة.بارك الله فيك اعمل قصته
تدوينة نستفيد منها جميعا

norahaty said...

جمال ابو العزم
كانت أول ملاحظة لى
ان فعلا نجاحها وتفوقها
جاء معظمه من بلاد الفرنجة
( بلاد الكفار )
زى ما بيقولوا لكن لقت عندهم
كل التيسيرات متاحة لأى انسان
مادام مقيما فى بلدهم

norahaty said...

جمال ابو العزم
كانت أول ملاحظة لى
ان فعلا نجاحها وتفوقها
جاء معظمه من بلاد الفرنجة
( بلاد الكفار )
زى ما بيقولوا لكن لقت عندهم
كل التيسيرات متاحة لأى انسان
مادام مقيما فى بلدهم

norahaty said...

مدونة الفرسان
أستاذ/رضا عبد السلام
من الأصوات المميزة فى إذاعة
القرآن الكريم وأول مرة اعرف عنه
هذه المعلومة.بارك الله فيك اعمل قصته
تدوينة نستفيد منها جميعا

norahaty said...

قمر وليل ونجوم☺
انا اللى اشكرك على المتابعة والتعليق

mhsnelmhmdy said...

هو ده الصلح مع الذات
خدعونا فقالوا اننا شعب دمنا خفيف
مع اننا مدمنين نكد واحباط وكسل وخوف
،
الاذكياء فقط يستطيعون مصادقة كل المحن
اما الضعفاء فينتحرون
ومن لا ينتحر منهم انصحه بالانتحار
وان فشل فليحاول مرة اخرى
عشان دي بلد بتكره اهلها
،
بلد بتاعة عصابات صحيح.

محمد سلامة said...

مثال حي لعزيمة فولازية
أحسنتى

norahaty said...

Mhsnm
قالوا عن بلدنا
بتاكل اولادها
بمعنى بتفنيهم
وتاكل اعصابهم
وتدمرهم :(



norahaty said...

محمد سلامة
شكرا لك

norahaty said...

محمد سلامة
شكرا لك

norahaty said...

Mhsnm
قالوا عن بلدنا
بتاكل اولادها
بمعنى بتفنيهم
وتاكل اعصابهم
وتدمرهم :(



Tarkieb said...

مرة كنت راكب قطر عشان رايح مدينة كدة صغيرة وعشان كدة كان قطر صغير جدا ومرة واحدة لقيت السواق خرج م الكابينة ولقيته فتح حاجة كدة جمب الباب وداس علي كي احمر كده لقيت السلم بتاع القطر تحول لمنزل كدة وانا مش فاهم هو بيعمل ايه وبعدين بعد شوية لقيت واحد جاي علي كرسي متحرك وبرضه اللي بيزقه واحد من الديوتشه بان السكة الحديد يعني وراح مطلعه ع القطر ومبلغ في اللاسلكي ان خلاص الزبون ركب وبعدين السواق رجع السلم زي ما هو ومشي القطر..اتاريهم كانو مبلغينه باللاسلكي ان في واحد معوق ح يركب ...وشوفي بقي المفاجئة ان المعوق يركب كمان ببلاش وشوفي دي كمان ممكن يسطحب حد كمان معاه ...وتقوليلي عمار يا اوكرانيا؟

norahaty said...

تراكيبووو
الأتوبيس اللى بالأسانسنير دا
عرفته من مدة طويلة كنت براسل
ست أمريكانية وكانت عندها روماتزيد متقدم
كانت باحكى لى أنها بتبلغ يوم ما تروح تقبض
معاشها تنتظر على المحطة بتاعة الأتوبيس
ولما السواق يشوفها يفتح الباب المخصوص
فى الأتوبيس وينزل الاسانسير تركب
هى عاااااااادى. مش حا كذب عل
افتكرت ها بتسرح بيا لكن أهو
الكلام حقيقى اهوه

norahaty said...

تراكيبووو
الأتوبيس اللى بالأسانسنير دا
عرفته من مدة طويلة كنت براسل
ست أمريكانية وكانت عندها روماتزيد متقدم
كانت باحكى لى أنها بتبلغ يوم ما تروح تقبض
معاشها تنتظر على المحطة بتاعة الأتوبيس
ولما السواق يشوفها يفتح الباب المخصوص
فى الأتوبيس وينزل الاسانسير تركب
هى عاااااااادى. مش حا كذب عل
افتكرت ها بتسرح بيا لكن أهو
الكلام حقيقى اهوه

العلم نور said...

السلام عليكم

نحتاج إلى مثل هذه الأمثلة في حياتنا حتى نتذكرها كل يوم

شكرا لك

Unknown said...

العلم نـــــــور
فعلا نحتاج الى النماذج
المضيئة مثل هذه لتدفعنا
الى النجاح والصبر والأجتهاد

Post a Comment

قول ولا تجرحـش