Monday, December 15, 2014

التسليم=Rendition

Rendition

«التسليم»..
نظرة «كلاسيكية»
 عن تخلي أمريكا عن دور
«قبلة» الحرية والإنسانية في العالم


    رامى عبدالرازق    ٢٩/ ٥/ ٢٠٠٨


أفيش الفيلم
منذ اللقطات الأولي للفيلم هناك تجهيل متعمد للمدينة العربية التي تدور فيها الأحداث.. وإن كانت الإشارة إلي إنها في إحدي دول شمال أفريقيا لتضعنا أمام الدول العربية الأفريقية الخمس.. وتساهم اللهجة التي تجمع ما بين الفصحي والعامية المصرية في التشويش علي هوية المدينة.. وتزيد صورتها المتخلفة (شوارع بدائية وعربات كارو وسحابة من الأتربة والرمال عالقة في الجو ومقاهي مزدحمة) لتكثف إحساس المتفرج خاصة الغربي - بمدي الفرق بين المدن الغربية الحديثة وبين المدن الشرقية الأفريقية التي لاتزال في طور التكوين والبعيدة عن التحضر.
ويحمل السيناريو إشارات كثيرة عن تورط عناصر إرهابية مصرية (نسبة إلي محمد عطية المشتبه في تورطه في ١١سبتمبر).. إلي جانب أن الشخصية الرئيسية التي يتمركز الفيلم حولها (أنور الإبراهيمي) هي لشاب مصري المولد أمريكي النشأة يعمل مهندس كيميائياً.. تشتبه عناصر المخابرات المركزية الأمريكية في علاقته بقيادي إسلامي متطرف.. نتيجة خطأ في نظام المراقبة من ناحية وفي النظرة التي أصبحت لدي الأمريكيين لكل من هم من أصول عربية ويقيمون في أمريكا بعد هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١..
 ومنذ القبض علي المهندس أنور الإبراهيمي ونحن نري في جانب الكادر طائرة متأهبة للطيران في أي لحظة وعندما تقرر مسؤولة المخابرات عدم الإفراج عنه تصدر أمرا بسيطا في لغته عميقا في دلالته (ضعه علي الطائرة).. ولم تقل (ضعه علي طائرة) لأن التعريف هنا يعني أن الطائرة ما هي إلا رمز لوجهة معينة معروفة لهم..
 حيث يبرز الفيلم الجانب الوحشي والسري في العلاقات بين أمريكا وبين الأنظمة العربية ـ ومن بينها مصر - وكيف أن أمريكا كزعيمة للعالم الحر وسيدة المجتمع الديمقراطي تستغل الأنظمة العربية المُهددة من قبل الجماعات المتطرفة في تعذيب واستجواب واستخراج المعلومات من المعتقلين وذلك بترحيلهم أوالتخلي عنهم خارج الأراضي الأمريكية.. وتعذيبهم بواسطة أشخاص ليسوا أمريكيين وفي أماكن لا تعلم عنها الإدارة الأمريكية شيئا، حتي يكون إنكار حدوثها أمام العالم إنكارا نقيا وكاملا..
وكما يأتي علي لسان مسؤولة المخابرات التي تجسد دورها ميريل ستريب - فإن أمريكا لا تعذب أحدا ولكنها تهتم فقط بالمعلومات.. ولا يعنيها كيف استخرجت الأنظمة المتعاونة هذه المعلومات من الأشخاص الذي تخلت عنهم أمريكا سواء كانوا مواطنين يحملون جنسيتها أو لا.. هنا تأخذ فكرة التخلي معني أكثر تجريدية وشمولا فهو ليس تخلي الإدارة الأمريكية فقط عن بعض ممن يحملون جنسيتها في مقابل حماية أمنها القومي، ولكنه تخليها عن مبادئ الديمقراطية والعدالة والحرية الإنسانية التي تنادي بها وتعتبر نفسها قبلتها في العالم أجمع.
مشكلة الفيلم هي وجهة النظر التي صارت كلاسيكية نتيجة استهلاكها في العديد من الأفلام التي تناولت علاقة أمريكا بالشرق العربي خلال السنوات الأخيرة.. بداية من السرد اللوني حيث يرمز للشرق بلون أصفر رملي مأخوذ من الصحراء ورمالها.. أما الغرب فلونه الأزرق البارد يضع الأشياء والبشر في بيئة ناصعة نظيفة ونقية، وهي إيحاءات بصرية يدركها اللاوعي فتستريح العين في مشاهد واشنطن بينما يعكر صفو البصر ذرات الرمال العالقة في الجو الشرقي الأفريقي..
 كذلك استخدام الظلال في مشاهد تعذيب الشاب المصري علي يد المخابرات العربية والاعتماد علي الكاميرات المحمولة في لقطات المدينة العربية الضيقة لإعطاء الإحساس بعدم الثبات والتلوي خلف الشخصيات في الدروب الثعبانية.. وكلها تيمات بصرية رأيناها في أفلام مثل المملكة وسيريانا.
علاقة دوجلاس ـ الممثل جاك جالينهال - رجل المخابرات الأمريكي الذي يتولي عملية التحقيق من الجانب الأمريكي مع الفتاة العربية التي تعاونه في المكتب، علاقة جنسية ذات دلالة تفيد إبراز التفوق الذكوري.. فالأمريكي يضاجع تلك العربية كعشيقة سرية.. إلي جانب التركيز في الجو الشرقي علي الروح الفلكلورية الجنسية..(راقصات وكبت وأتربة في الشوارع وشخصيات حاكمة مستبدة ومزدوجة مسلمة وتشرب الخمر وتتعامل مع أمريكا وهي منغلقة الذهن والنفس تمارس سيطرتها الذكورية علي المجتمع من خلال قصة المسؤول الأمني العربي ورفضه أن تختار ابنته زوجها )..
 ونندهش من هذه النظرة الكلاسيكية رغم وجود قراءة واسعة من قبل كاتب السيناريو عن الواقع العربي بشكل متعمق فهو أول فيلم أمريكي يظهر شعار حركة كفاية في مصر.. صحيح أنه نقله من الجماعة المعارضة إلي الإسلاميين المتطرفين.. وكأنه يمزج هنا التيار الليبرالي بالتيار الإسلامي.. وينقلنا إلي شوارعنا حيث اقتحام الأمن المركزي لمظاهرات الطلبة الإسلاميين وقمعهم بشكل وحشي..
ولكن هذا التفاوت في التعاطي سينمائيا مع المشكلات التي شهدها صناع الفيلم علي شاشات قناتي الجزيرة والعربية، خلق حالة من التناقض والسطحية كان من الممكن تفاديها لو تم التخلي عن النظرة العلوية المبالغ فيها لتخلف المجتمع الشرقي.. وهو ما يعطينا دوما الإحساس بعدم الحيادية والتأكيد علي التفوق الحضاري والفارق التاريخي بين الشمال والجنوب أي بين من هم في قمة العالم ومن هم في قاعه.
القصة
فيلم «صادم» يكشف دولاً عربية تعذب أبرياء لحساب المخابرات الأمريكية
كتبت:ريهام جودة
يفضح الفيلم الأمريكي RENDITION أو «التسليم» الذي يعرض تجاريا في مصر تحت اسم اشتباه - ما يتعرض له المتهمون العرب والمسلمون المشتبه في تورطهم في قضايا الإرهاب من عمليات تعذيب في دول أخري خارج الولايات المتحدة، معروفة بصداقتها للإدارة الأمريكية، ويعود مصطلح RENDITION إلي ما هو متعارف عليه في المخابرات المركزية الأمريكية حيث يقوم رجالها باختطاف المشتبه في تورطهم في الإرهاب ويسلمونهم إلي أطراف متعاونة في أجهزة المخابرات في الدول الأخري والذين يتولون بدورهم بعمليات التعذيب الجسدي والنفسي غير المقبولة أو المتحملة ضد المشتبه فيهم بعيدا عن وسائل الإعلام الأمريكية أو منظمات حقوق الانسان وفي مخابئ سرية،
 وقد تستمر عمليات التسليم الاستثنائي والتعذيب لانتزاع اعترافات معينة لفترة طويلة تمتد أعواما دون تحديد المدة التي يخضع خلالها المشتبه فيه لذلك وربما يتم الإفراج عنهم دون توجيه تهم ثابتة ضدهم وتحديدا تلك التي أشرف عليها رجال الـCIA في دول أخري تعرف بالمواقع السوداء، وبدأت تلك الإجراءات في بداية رئاسة بيل كلينتون للولايات المتحدة، وهذه المواقع تتمتع بسمعة سيئة في القيام بعمليات التعذيب وتضم دولا مثل سوريا ومصر والمغرب والأردن وفقا لتقدير المحللين السينمائيين - وكأن أمريكا تشمئز من ارتكاب مثل هذه الجرائم علي أراضيها كونها دولة متحضرة!
الفيلم يلعب بطولته عمر متولي وريس ويذرسبون وجاك جالينهال وميريل ستريب وآلان أركين، ويقدم الفيلم الشخصية الرئيسية المهندس المصري أنور الإبراهيمي كشخصية مسلمة معتدلة ولاعلاقة لها بالإرهاب أوالتورط في عمليات ضد الولايات المتحدة بل إنه يجد نفسه ضحية وهدفا لوضع أمني عالمي ضد المسلمين، وعلي الجانب الآخر هناك مسلمون إرهابيون يستهدفون الأبرياء، ويبذلون قصاري جهدهم لتجنيد الشباب للقيام بعمليات إرهابية.
تنوعت الآراء حول الفيلم عند عرضه في الولايات المتحدة في أكتوبر الماضي ففي حين ذكر الناقد أندريا تشانس أنه يتناول موضوعا يستحق البحث والمناقشة، قارن الناقد ويلي وافلي بين الفيلم وأمثاله من الأفلام السياسية التي تناولت الممارسات الأمريكية ضد الإرهاب مثل بابل وسيريانا وقال: أراد صناع الفيلم أن يكون سياسيا قويا لكنه جاء صادما بشكل أكبر.
في حين أكد كلايف ستافورد سميث محامي ٤٠ شخصا من المعتقلين في سجن جوانتانامو والذين تعرضوا للتعذيب والحبس دون توجيه اتهامات محددة أن تناول هوليوود للخطف والتعذيب في إطار الحرب علي الإرهاب جريء وواقعي، لكنه اعتبر ذلك التناول لن يغير آراء الناس بين عشية وضحاها فيما يتعلق بنظرة المواطنين الأمريكيين لأهمية مثل تلك الإجراءات ضد ممارسي الإرهاب،
وأضاف سميث: أعتقد أنه كان عملا شجاعا لهوليوود بصورة مدهشة وسيشاهده الملايين لكن هل سنقنع العالم في لحظة؟ بالطبع لا ورغم ذلك يبقي الإعلام له دور حيوي في تشكيل الرأي العام حيال هذه القضية وتحقيق العدالة، وأيضا فيما يتعلق بأكثر من ٣٠٠ سجين مازالوا محتجزين كإرهابيين مشتبه بهم في المعتقل التابع للجيش الأمريكي بجوانتانامو.
ويشير بعض المحللين السينمائيين إلي أن الفيلم ليس خياليا بل مستمدة أحداثه من القصة الحقيقية للكندي السوري المولد ماهر عرار الذي اعتقل من قبل الـ CIA في أحد المطارات الأمريكية.
البطل
«عمر متولي».. بدأ مع «سبيلبرج» وموهبته قادته إلي التمثيل أمام «أنتوني هوبكنز»
في أولي بطولاته السينمائية يقف الممثل الأمريكي من أصل هولندي مصري عمر متولي، ليجسد دور المهندس المصري أنور الابراهيمي الذي تختطفه عناصر متواطئة مع رجال الـCIA وتعرضه لعمليات تعذيب جسدي ونفسي صارخة تنتهي بانتزاع اعترافات كاذبة منه بتورطه في صنع قنابل مستخدمة في عمليات إرهابية ضد الأمن القومي الأمريكي.
وقد لفتت موهبة عمر أنظار النقاد الذين أشادوا به وتوقعوا أن يكون له شأن بين ممثلي هوليوود، خاصة القادمين من الشرق الأوسط، لا سيما وقد قدم دورا مناسبا لملامحه العربية وأصوله المصرية، وهي فرصة قلما تكررت في هوليوود طوال تاريخها، حيث كان يجري غالبا الاستعانة بممثلين ذوي بشرة وشعر داكنين، بغض النظر عن أصولهم ولهجاتهم التي غالبا ما كانت تأتي مشوهة وخليطا من لهجات عربية مختلفة.
عمر بدأ التمثيل وعمره ١٢ عاما في المسرح، قدم مسرحية ثم أخرج مسرحيتين صغيرتين عرضتا علي مسرح برودواي وحققتا نجاحا معقولا، وكانت بدايته السينمائية حين اختاره المخرج ستيفن سبيلبيرج ليشارك في فيلمه «ميونيخ»، ثم قدم فيلم «التسليم» واستطاع أن ينافس بأدائه المميز لشخصية أنور الإبراهيمي زميليه الشابين ريس ويذرسبون وجاك جالينهال، رغم أنهما محترفان علي عكسه كوافد علي هوليوود، إضافة إلي انفراد جاك وريس بتصدر الأفيش الأصلي إلي جانب كل من ميريل ستريب التي تجسد دور رئيسة المخابرات المركزية الأمريكية وألان أركين، بينما لم يحمل الأفيش صورة لعمر.
عمر متولي «٢٨ عاما» كان قد شارك في فعاليات الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نوفمبر الماضي، حيث عرض الفيلم، وهو من أب مصري تزوج هولندية، وقد ولد عمر في الولايات المتحدة.
عمر انتهي مؤخرا من تصوير دورين في فيلمي «مدينة المصير الأخير» مع المخرج «جيمس إفوري» والذي سيلعب بطولته «أنطوني هوبكنز» و«لوراليني»، و«أمستردام» الذي أخرجه «إيفوفان هوف».
ريفيو
الاسم الأصلي : Rendition
الاسم التجاري : «اشتباه»
سيناريو : كيلي سان
إخراج : جافين هود
بطولة: عمر متولي وريس ويذرسبون وجاك جالينهال وميريل ستريب
مدة الفيلم : ١٢٢ دقيقة 

منقوووول
___________________
بمناسبة ما أثير عن اشتراك
بلاد عربية عديدة فى تعذيب
مواطنين لها او لغيرها لأنتزاع
اعترافات منهم والضجة المثارة
بسبب ذلك وكأننا لم نكن نعلم
norahaty

4 comments:

Unknown said...

قرأت خبر من يومين أن أحد المحامين المصريين قام بتقديم بلاغ للنائب العام يتهم فيه مبارك بالعمالة ببمخابرات الأمريكية وحصل على ميتندات مفادها أن مبارك كان يقوم بتعذيب المتهمين بأحداث 11 سبتمبر بالوكالة وحصل المحامى على مستندات بفتح المجال الجوى المصرى أمام طائرات المخابرات الأمريكية والمطارات التى هبطت فيها وما هى السجون التى تم التعذيب فيها
أما عن الغرب فهو لا يتوانى عن تشويه صورة العرب والمسلمين

Unknown said...

ولسه بحلم بيوم
أنا لا أكذب اى معلومة
فى هذا الشان
نرى ونسمع ونعرف
ما يحدث فى أقسام
الشرطة!فكيف لا يحدث
فى المعتقلات او السجون
أماان الغرب
يشوهه صورة الأسلام
والمسلمين
فأنا لا أنكر ذلك
ولكن المسلمين
ولنقل كثيرا منهم
يساعدهم فى ذلك بسلوكهم
وتصرفاتهم.

Unknown said...

طالما وجد النظام القمعى وجد التعذيب

Unknown said...

أكييييييييييييييد :(

Post a Comment

قول ولا تجرحـش