Tuesday, March 19, 2013

...أرث...








ابتسامتك الأخيرة‏.‏ فصيلة دمك‏.‏ لون عينيك‏
‏ مساحة الحناء علي شعرك وأنت تتوضئين
‏.‏ خلخالك الفضة‏.‏
فراخ الرومي وهي تأكل البيض المسلوق من يديك
‏‏
دعاؤك لأمي. يدك المرتعشة وهي تزيح
وش المترد لتتساقط علي جلبابك الأبيض
وهي في الطريق إلي فم سعاد الصغيرة
ضحتك لما ركب الولد العفريت سعيد
فوق ظهرك وأنت تركعين
دمعتك الدافئة في المندرة أمام
صورة الرجل ذي الشارب المفتول
والحواجب العريضة. دجاجاتك الصغيرة
حين تفتحين لها الباب فتنطلق بين قدميك
 لون أرانبك الرومية. دغل التوتة وعصافيرك
التي تنكب علي حبات القمح التي تنثرينها لدجاجك
. أكف الدماء علي باب الدوار
جمل يحمل رجلا يمسك سيفا
طاجن الأرز المعمر يوم العيد
. أمانة الدعاء في الحسين
وإشعال الشموع العشر 


حلم العمر الفائت والرضا بالمقسوم
أرغفة البتاو والجبنة القريش
أعواد السريس المغسولة بماء الترع.
تسبيل عيون زوجك وأخيك الوحيد
في شهر يناير الحزين
إشعال الكانون صباح عاشوراء
وحركتك الدائبة يوم التمام الشمل
شلنات العيد بعد الرجوع من زيارة المقابر.
حكاية ابن ذي يزن والأميرة ذات الهمة.
توبيخ أمي علي حرق جلباب أبي
الكشمير بالمكواة الكهربائية.
صوت عبدالباسط عبدالصمد في الثامنة تماما.
غسيلك الناصع البياض. رقياك صباح الجمعة.
زيارة المريض والدعاء له بالشفاء.
أبو زيد الموشوم علي صندوقك القديم.
صومك يوم الشك, شال زوجك وجلبابه الصوف المعطر دوما بالعطر.
ختان بنات العائلة. توزيعك الزفر واحتفاظك بالرأس فقط.
شتاؤك الدافئ بمنقدك العامر دوما بالنار.
البنين المتبل بالسمن البلدي.
طقس الجمعة اليتيمة.
أوردة الصوفية والاطمئنان علي الزرعة
في كل صباح ومساء. أمنية الخروج
لمرة واحدة خارج كفر هلال,
فركة المأجور وعرائس السمن.
أقماع السكر المركونة في السحارة. أدوات مطبخك الكبير
, إحراق العرائس الورقية بعد تخريمها بالإبرة,
وسائدك التي تنام عليها عصافير خضراء
كتمان سر مريم زوجة محمود.
رش الملح عند العرس.
ماء الغسل المرشوش أمام الدار.
ماذا تبقي من كل هذا ياجدتي
غير شريط أسود وضع علي بروازك الجديد
----------

قصة قصيرة
بقلم
سعيد نوح

ذلك ما يبقى لنا
من أحبابنا بعد رحيلهم
ذكريات جميلة لا تنقضى
الأ برحلينا نحن أيضاً اليهم

0 comments: