Sunday, February 17, 2013

........بحب الكتـــــ3ـــــب

بلغة سردية بسيطة
وعفوية
صنع الدكتور
محمود رشاد نجم
الكاتب السكندرى الشاب
كتابه
«وريقات من مذكرات مصرى مغترب»
الصادر مؤخراً
ليعبر به عن حياة المهاجر
فى لقطات تحكى عن
رحلته إلى ألمانيا
البلد التى سافر إليها
لدراسة الطب البشرى
منذ عدة سنوات
ومازال يعيش بها حتى الآن

فرحته بحصوله على التأشيرة
لحظات الفراق ووداع الأسرة
إلى تفاصيل الحياة فى ألمانيا
والتى صورها بالحياة
داخل «العلبة»، تعبيراً
عن العزلة التى تفرضها
طبيعة البلد ذات
الإيقاع السريع والصارم

الكتاب الأول لنجم
جاء إصداره بمحض الصدفة
فلم يكن الطبيب الشاب
يتصور أن يحمل
لقب «كاتب»، إلا أن
نصيحة من الداعية
الإسلامى الشهير عمرو خالد
كان سبباً لتصديه لتلك التجربة
بعد أن رأى الداعية خواطر نجم
على منتداه الإلكترونى،
ونصحه بضرورة تحويلها لكتاب
يجمع بها تلك الخواطر
لتكون مجموعة النصائح
تعكس خلاصة تجربة الكاتب
مع الغربة ليستفيد منها القارئ
والمقدم على فكرة
الهجرة فى ذات الوقت

ربما كانت عدم قصدية النشر
سبباً لخلو الكتاب
من السمة الرئيسية لأدب الرحلات
فى الاستفاضة فى نقل
تفاصيل الحياة فى مدينة رحلته
ويخصص الكتاب
واستبدالها بفيض من المشاعر
التى يحاول بها التعبير
عن حنينه لتفاصيله
الصغيرة الحميمية
والتى تتشابه مع تفاصيل
أغلب الأسر المصرية البسيطة
وتعكس الحلقات المفقودة
للسعادة فى بلاد الأحلام

ـ إيه ده! تحت الصفر
ده أنا كنت بحسب! النهارده الجو دفا
الجو دفا
ـ دفا!
أنت نايم ولا إيه؟
أنت هنا فى ألمانيا
الدفا هناك الدفا فى مصر

لتبدو هنا العبارة الأخيرة
عن دفء مصر
بمثابة كلمة مفتاحية للكتاب
فالحلم الذى تحقق بمجرد السفر
بالعيش وسط
مجتمع التكنولوجيا والنظام
والحياة العملية
لا يعوض مشاعر البعد عن حضن الوطن
بالرغم من كل ما يمكن أن يسببه
ذلك الوطن من حيرة وصفها
فى الفصل الذى تحدث به عن جلساته
مع أصدقائه على
مقهى «التجارية» فى المنشية
وهو المقهى المعروف باحتضانه لمثقفى الثغر،
أحاديث كانت تدور حول معانى الوطن
ضمن البحث فى ماضيه وحاضره
عن الهوية والهدف والطريق
قرر الكاتب أن يستعير عنوان
قصيدة صلاح جاهين الشهيرة
«على اسم مصر»
لمجموعة من الأجزاء
التى اختار لها عناوين فرعية
مثل الوردة والكنانة،
ليعرض نجم لمصادره المعرفية
وأهم الشخصيات المؤثرة فيه
مثل الدكتور مصطفى محمود
والكاتب الراحل عبدالوهاب مطاوع
أيضاً يظهر بوضوح فى تفاصيل حياة
أسرة نجم، والتى كان بريد الجمعة
هو أحد أهم أسباب شرائها
لعدد الأهرام اليومى الأسبوعى
الذى تتسابق الأسرة عليه
لمطالعة الردود على أصحاب
المشكلات والحالات الإنسانية
مثلها مثل غيرها من الأسر المصرية

بين وجوة لجمال عبدالناصر
وتوفيق الحكيم والشيخ الشعرواى
وغيرها من الرموز التى تطل بين
الحين والآخر من الكتاب
وتفاصيل السكن والجيرة
فى حى محرم بك الذى قضى
فيه طفولته ومراهقته وشبابه
وحى المنشية بميدانيه ومكتباته العريقة
جمع الكاتب فى وريقاته
ملامح رحلته
بفكرة الاشتياق للجذور
ليعكس صراع البقاء
وإثبات الذات فى الغربة
التى اختارها بإرادته
ولم تتمكن من منعه
اكتشاف مواطن الجمال فى وطنه البعيد
(منقووووول)



0 comments: