Tuesday, February 7, 2012

.......العـــــدالة الإجتماعية....



‏ في تاريخ مصر المملوكي قاض شهير‏
‏ اسمه العز بن عبد السلام
أبلغه المماليك أن التتار قد اجتاحوا بغداد‏
‏ وعلي وشك اجتياح الشام‏‏
وأنهم يحتاجون إلي فرض ضريبة
علي أهل مصر حتي يتمكنوا من تجهيز
جيش يتصدي لجحافل التتار
خارج الأراضي المصرية
ويهزمهم ويحمي البلاد
والعباد من الخراب‏
وقالوا‏‏ إنهم يحتاجون إلي تأييده
لهم لكي يلبي الناس النداء
طواعية وعن طيب خاطر‏
,‏ لما للعز من مكانة في نفوس المصريين‏
‏ وبالذات في هذه المرة حيث الحاجة ماسة
لأن يكون الجميع علي قلب رجل واحد
حتي يمكن الانتصار علي عدو
لم يقف أمامه أحد حتي الآن‏.‏
فماذا قال العز‏؟‏وماذا فعل؟
!!قال إنه مستعد لإصدار الفتوي المطلوبة بشرط‏
سألوا‏:‏ وما الشرط؟
قال لهم‏ أن يتنازل كل أمير منكم‏
‏ من أمراء المماليك‏‏
عما في حوزته من غلمان‏(‏ عبيد‏)‏ ومجوهرات‏
‏ وثروات تزيد عما يحتاج إليه أهل بيته‏‏
ويحضروا كل هذا إليه‏,‏ ثم يباع‏
‏ ويتم تجهيز الجيش‏,‏ بالأموال الناتجة‏‏
فإذا اتضح له أن الجيش‏‏
مازالت تنقصه لوازم فلسوف يصدر الفتوي مباشرة‏
‏ لأن العامة سيرحبون بها بشدة في هذه الحالة‏‏
وقد رأوا بأعينهم ماذا فعل كبارهم‏.‏
يقول الرواة‏ إن الثروات التي تكدست من فضول الأمراء
كانت تملأ الزكائب والأجولة‏‏
وكانت كافية لتمويل الجيش‏
‏ وزادت عن المطلوب ولم تظهر أي حاجة
لكي يفرض العز أي ضرائب علي الفقراء‏
‏المهم أن هذا الجيش‏,‏ كان هو الوحيد
علي طول الطريق من الصين إلي مصر‏
‏ الذي نجح في هزيمة التتار‏‏
وشتتهم وفرقهم ومنعهم من دخولها‏
(‏ تري هل كان ذلك نتيجة للعدل بين الناس؟‏)
‏ وإذا كان بيبرس وقطز
قد دخلا التاريخ بهذا النصر الباهر

‏‏ فإن العز بن عبد السلام قد دخل التاريخ
كشاهد عدل يعرف المعني الحقيقي للعدالة‏‏
وكيف يجب توزيع الأعباء علي الجميع‏‏
حتي يشعر الكل بأن البلد بلدهم
فيستميتوا في الدفاع عنها حتي تنتصر‏
*****
تاريخنا الذى لا نعرفه
=============
فقــــرة فى مقالة
العدالة وكيف تكون
بقلم:حازم عبدالرحمن

3 comments:

abolesanzalef said...

موضوع رائع
اشكر طرحك

Unknown said...

الــشكر لله
ثـــم لصاحب
المقال ما انا
الأ نـــاقلة له
وأشكرك للتعليق

Unknown said...

Anonymous
اشكـــــــرك

Post a Comment

قول ولا تجرحـش