في تاريخ مصر المملوكي قاض شهير
اسمه العز بن عبد السلام
أبلغه المماليك أن التتار قد اجتاحوا بغداد
وعلي وشك اجتياح الشام
وأنهم يحتاجون إلي فرض ضريبة
علي أهل مصر حتي يتمكنوا من تجهيز
جيش يتصدي لجحافل التتار
خارج الأراضي المصرية
ويهزمهم ويحمي البلاد
والعباد من الخراب
وقالوا إنهم يحتاجون إلي تأييده
لهم لكي يلبي الناس النداء
طواعية وعن طيب خاطر
, لما للعز من مكانة في نفوس المصريين
وبالذات في هذه المرة حيث الحاجة ماسة
لأن يكون الجميع علي قلب رجل واحد
حتي يمكن الانتصار علي عدو
لم يقف أمامه أحد حتي الآن.
فماذا قال العز؟وماذا فعل؟
!!قال إنه مستعد لإصدار الفتوي المطلوبة بشرط
سألوا: وما الشرط؟
قال لهم أن يتنازل كل أمير منكم
من أمراء المماليك
عما في حوزته من غلمان( عبيد) ومجوهرات
وثروات تزيد عما يحتاج إليه أهل بيته
ويحضروا كل هذا إليه, ثم يباع
ويتم تجهيز الجيش, بالأموال الناتجة
فإذا اتضح له أن الجيش
مازالت تنقصه لوازم فلسوف يصدر الفتوي مباشرة
لأن العامة سيرحبون بها بشدة في هذه الحالة
وقد رأوا بأعينهم ماذا فعل كبارهم.
يقول الرواة إن الثروات التي تكدست من فضول الأمراء
كانت تملأ الزكائب والأجولة
وكانت كافية لتمويل الجيش
وزادت عن المطلوب ولم تظهر أي حاجة
لكي يفرض العز أي ضرائب علي الفقراء
المهم أن هذا الجيش, كان هو الوحيد
علي طول الطريق من الصين إلي مصر
الذي نجح في هزيمة التتار
وشتتهم وفرقهم ومنعهم من دخولها
( تري هل كان ذلك نتيجة للعدل بين الناس؟)
وإذا كان بيبرس وقطز
قد دخلا التاريخ بهذا النصر الباهر
فإن العز بن عبد السلام قد دخل التاريخ
كشاهد عدل يعرف المعني الحقيقي للعدالة
وكيف يجب توزيع الأعباء علي الجميع
حتي يشعر الكل بأن البلد بلدهم
فيستميتوا في الدفاع عنها حتي تنتصر
*****
تاريخنا الذى لا نعرفه
=============
فقــــرة فى مقالة
العدالة وكيف تكون
بقلم:حازم عبدالرحمن
3 comments:
موضوع رائع
اشكر طرحك
الــشكر لله
ثـــم لصاحب
المقال ما انا
الأ نـــاقلة له
وأشكرك للتعليق
Anonymous
اشكـــــــرك
Post a Comment
قول ولا تجرحـش