Friday, February 3, 2012

......حـــزن :مرثــــيـــات......




هو الواحد مفروض يعمل ايه
لما يقابل أم شاب عنده 16 سنة
ألجمتها الصدمة و واقفة في زاوية
على رصيف المحطة مستنية
جثة ابنها
بعد ما لقت اسمه بالصدفة ع التلفزيون؟
مفروض يعمل ايه لما يلاقي أبوه جاي
يجري عليها و يقوللها
كلموني في الشغل
بيقولولي البقاء لله


، هو الواد جراله حاجة؟

مفروض يعمل ايه لما يلاقي الأب
بيطلب منه انه يتأكد له
ممكن اسم أحمد يكون جه غلط
و يطلع مصاب مش شهيد
"أحمد أسامة صلاح الدين من فيصل
.. ممكن تتأكديلي؟"
و يلاقي عينيه فيها دموع مليانة أسى
و أمل مش عايز يموت؟
مفروض يعمل ايه لما يتأكد
ان الولد استشهد بس مش قادر
يواجه أهله الي لسة مقتنعين انه
ممكن يطلع اتصاب ان شاء الله؟
يعمل ايه و هو واقف جنبهم
بعد ما الخبر يتأكد
و يلاقي الأم اختفت راحت تدور
على ابنها في المحطة
و الأب بيخبَّط بإيده على راسه
و تسمع جوه صدره
صوت أنين مكتوم بس بيصم الآذان؟
مفروض تعمل ايه
لما يعجز لسانك عن نطق
كلمة مواساة واحدة؟
تعمل ايه لما تلاقي عائلة كاملة
جاية بتقول لهم
"ماتخافوش ممكن يكون اتصاب
بس لسه في بورسعيد،
احنا برضه محمد ابننا
لسه مانعرفش عنه حاجة
بس ان شاء الله عايش
و على ماتيحي تشاورلهم ان
أحمد خلاص مات عشان
مايتعبوش الراجل و مراته أكتر
تلاقي ابنهم التاني بيجري عليهم
و صوت صريخه بيرج المحطة و بيقوللهم
"محمد راح.. اتأكدت انه راااااح"
فتسقط أم محمد بين يديك و جسمها ينتفض؟
تعمل ايه لما طول ما انت واقف
رجالة الألتراس واقفين يهتفوا
و أول ما يتعبوا من الهتاف
ياخدوا بعض بالأحضان و يجهشوا بالبكاء؟
هو الواحد مفروض يعمل ايه
لما يحس ان البلد دي قبل الثورة
و بعد الثورة مش جاية غير ع الغلابة؟
يعمل ايه لما رجله تبقى
مش مطاوعاه انه يمشي يرَّوح
في نهاية ليلة زي دي .. يعني ايه
"ارجع ع البيت"
و في ألف بيت النهارده خالي؟
يا محطة مصر .. يا نقطة اللقاء و الفراق
.. امبارح كنتي نقطة فراق أبدي
ما بين أهالي ملكومين و أطهر الأبناء ..
و كنتي بين قلوب كتير اتوحدت
ضد العسكر الخونة
نقطة لقاء 
لـــ نهلة حداد
*******
ما تقوم ياابنى 


ما تقوم يابنى
جبتلك اللي انت كاتبهولي
جبتلك الكوتشي .. على المكتب

و فانلة و شورت جٌداد
خليك جاهز .. و على استعداد
جبتلك الشنطة اللي عايزها
...
ما ترُد يا واد

ما ترُد بلاش توجع قلبي

بكدب على أمك و مخبّي
و بقولها لسّه ف الديربي
جوّا الاستاد
طب أقولها إيه
طب مات كدا ليه
و ف أنهي بلاد
طب مين حيجرّيني وراه
طب مين حيضحّكني معاه
طب أقولّها .. تاه
ما ترُد يا واد
طب رٌد و الله لأسامحك
و حخلّي أخوك ييجي يصالحك
دا أنا حلم حياتي أحضر فرحك
محضرش الدفنة ب سَنّاد
كلـِمات
الشاعر أحمد الطحان
======


الى هنا ينتهى الكلام

المنقول واحكى أنا
بأختصار ما حدث
فى بيتنا أمس
فبعد منتصف الليل
فوجئنا بصريخ وبكاء
فى العمارة عندنا وبالسؤال
عرفنا أن ابن جارتنا الكبير
أو ابن عمرها كما تسميه
قد ذهب مع الذاهبين
الى رحمة الله بأذن الله
كان فى رحلة الى الأسماعيلية
لبضعة ايام مع زملائه
ويوم المبارة ذهبوا الى بورسعيد
ليشاهدوها وكان ما كان
لم يعلم الأب ولا الأم بهذا فى حينه
الا بعد ان أنتابهم القلق
لعدم رد الابن على نداءات الموبايل
ولعدم اتصاله بهم ليوم واثنين 
اتصلوا على زملائه لا أحد يرد
حتى كان يوم أمس
حضر واحد من الذين
كانوا معه ووجد فى نفسه
القوة ليخبرهم عما جرى
كانت الصدمة والفاجعة 
الأم تسأل سؤال واحد
ياترى ابنى مات على طول
ولا مات بعد ما نزف كل دمه
ومحدش حس بيه
ياترى نطق الشهادة ولا لأ؟
اللهم صبرها وصبر كل أم واب مثلها