Saturday, October 22, 2011

.........خيــرى شلبى:اللحظات الأخيرة.........


أما لحظاته الأخيرة فلم تحمل
أي علامات
علي أنه يستعد للفراق
صحيح أنه توقف بعد صفحات قليلة
عن استكمال مشروعه الروائي الجديد
الذي بدأ فيه في رمضان
ولكنه في الوقت نفسه
لم يتوقف
عن كتابة مقالاته التي تنشر له
في عدد من الإصدارات الأسبوعية حتي
أنه كان يكتب قبل رحيله بدقائق
مقالته
الأسبوعية لجريدة الوفد
وحين سمع صوت
والدتي تقوم لصلاة الفجر
قام ليستريح
قليلا ويشرب كوب اللبن
الذي اعتاده يوميا
بعد صلاة الفجر
فربما يستكمل بعد الكتابة

ترك الورقة والقلم للمرة الأخيرة
قام يضحك ويستعيد لأمي مكالمته الأخيرة
مع صديق عمره إبراهيم أصلان
التي استمرت لحوالي ساعتين
وقبلها تحدث إليه حفيده
علي زين العابدين
ليطلب منه
أن يخبر أمي حين تصحو
أن تطلب له الوجبة التي يفضلها
من أحد محلات الوجبات السريعة
فيجدها حين نذهب إليهم بعد صلاة الجمعة

جلس علي سريره وتعالت ضحكاته
وهو يتذكر
كيف ينطق حفيده
اسم محل الوجبات السريعة
ثم ارتاح علي ظهره وقدميه مازالتا علي الأرض
وتوقف فجأة عن الضحك والكلام

ظنت أمي أنه يستريح قليلا
فرددت اسمه مبتسمة
طالبته
أن يكمل حكايته الأخيرة
هزته جسده راجية
أن يتوقف عن الهزار
فهو مازال يبتسم
وعيناه مازالت مفتوحة
فهو لم ينم إذا
تسارعت
وتيرة ضربات قلبها
وهي تحاول أن تجعله يستجيب
بكل الطرق
رشت
وجهه بقليل من الماء كاد قلبها
أن يتوقف وهي تعتقد أنه راح في غيبوبة

اتصلت بي وكنت مازلت صاحيا
حين رأيت اسمها علي الهاتف
انقبض قلبي بشدة

وحين أخبرتني أن أبي مغمي عليه
لا أدري
كيف ارتديت ملابسي
ونزلت السلم وركبت سيارتي

ووصلت إليهما في دقائق
وحين رأيته كانت علي وجهه
ابتسامة جميلة راضية
حاولت أن أجعله يستجيب
بكل الطرق
وما أعلمه من الإسعافات الأولية

ولكن لا حركة انسابت دموعي
وتعالي صوت ضربات قلبي
حتي صارت تخنق أنفاسي
لم تتوقف تساؤلات أمي: ماذا يحدث؟ هو خلاص؟
لا أرد وأستمر
في محاولاتي اليائسة لإسعافه
رقم الطوارئ لا يرد
وأختي الكبرى
تقول لأمي

علي التليفون أن الإسعاف في الطريق
وأخي يطلب مني هاتفيا أن أنفخ في صدر
والدنا الهواء ربما يستجيب
أخبره
وأنا أبكي أنني فعلت
فيقول
إنه يطير بسيارته علي
الطريق الدائري
وسيصل بعد دقائق
حضرت
الأخت والأخ وأختنا الصغري
كانت في الطريق
وحينها
وصلت سيارة الإسعاف

وبعد أن استخدم الطبيب أجهزته

لم ينطق وأشار إلينا إلي أن أمر الله
قد نفذ
وحينها أدركنا الحقيقة
التي حاولنا
مواراتها في اللحظات السابقة
ذهب خيري شلبي
ترجل عن صهوة
جواد الإبداع

رحل
صوت المهمشين والفقراء والعمال والفلاحين

كتب سطره الأخير
تمني أن يرحل دون أن يتعذب مريضا
ودون أن يُعذب
معه أحد في مستشفيات
وعلاج وسهر
ومداواة استجاب الله لطلبه الأخير
وقبض روحه
بعد صلاة فجر
الجمعة في التاسع من سبتمبر
من عام2011
وكانت ابتسامته المحببة البشوشة

هي آخر بورتريه يرسمه لوداع أحبائه

:::::::::::
منقوووووول
أبى :خيرى شلبى
ملحـــــــــق الجمـــــعة
جريدة الأهرام المصرية

12 comments:

P A S H A said...

الله يرحمه ويرحم أموات المسلمين جميعاً :)

الازهرى said...

رحمه الله
كان علما
من زمن أحب الكلمة وأعطاها حقها

Unknown said...

P A S H A
اللهم آمــين
يارب العالمين

Unknown said...

الازهرى
ربنا يرحمنا
أحياءا وأمواتا

Unknown said...

رحمه الله برحمته التى وسعت كل شىء

Unknown said...

محمدالجرايحى
اللهم أمين يارب العالمين
هو وأموات المسلمين أجمعين

رحاب صالح said...

رحمه الله
ورحمنا جميعا
من الاشخاص الذين احترمتهم واحببتهم
رحمه الله

Emtiaz Zourob said...

الله يرحمه يارب ويجعل مثواه الفردوس الاعلى من الجنة

ماشاء الله ، مات بعد صلاة الفجر ويوم جمعة وابتسامة بشوشة على وجهه

ربنا يرحمه ويجعل كل كلمة كتبها في ميزان حسناته ويصبر اهله ومحبيه على فراقه

AHMED SAMIR said...

كان روائي رائع و فيما يبدو انه كان انسانا لا يقل روعة
اللهم ارحمه و اغفر له

Unknown said...

re7ab.sale7
فعلا كتاباته
كانت قيمّة وصادقة

Unknown said...

وجع البنفسج
الله يرحمه ويحمنا
جميعا أحياءا وأمواتا

Unknown said...

AHMED SAMIR
اللهم آمين
يارب العالمين

Post a Comment

قول ولا تجرحـش