Sunday, June 28, 2015

........نســـــاء وألغـــام


لست أدري لماذا يذكرني
الكاتب الروائي فؤاد قنديل
بالكاتب الكبير يحيي حقي‏..‏
ربما لأنني التقيت بالأخير وتحدثت معه
وربما ـ وهذا هو الأرجح ـ لأنه صادق
في كل كلمة قالها أو كتبها‏..‏
كذلك فؤاد قنديل
ـ أطال الله في عمره وأبقاه ـ
فالصدق هو المعين
الذي يغمس فيه الرجل قلمه
ليكتب لنا‏‏ وها هو يصدق معنا
عندما يكتب رواية
‏(‏ نساء‏..‏ وألغام‏)‏
الصادرة عن روايات الهلال‏
ويصدق عندما يكتب
‏(‏ المفتونة‏)‏
والتي تعد الجزء الأول من حياة
عريضة مليئة بالكفاح والجد والاجتهاد‏
وفي روايته الأخيرة هذه
‏ يغمس قنديل قلمه في نهر الصدق الدافق في داخله‏
‏ فنراه يكمل سيرته الذاتية ويتابع عن قرب
مشوار حياته ويعرض لكل تلك الأحداث
التي عاركها خلال هذا المشوار‏..‏
يبدو هنا قنديل مشتبكا ومتورطا
في مواجهات شرسة أضافت
الكثير لشخصيته ورؤيته
للحياة والمجتمع‏
وكل تلك الأحداث العاصفة
التي شهدها الوطن خاصة
في حقبة السبعينيات
حيث الحراك الاقتصادي والسياسي
والذي بلغ ذروته
بحرب أكتوبر واغتيال أنور السادات
علي يد فرد ينتمي الي إحدي الجماعات
التي ترك لها السادات الحبل علي الغارب‏
ولأن الرواية تتضمن سيرة ذاتية لصاحبها‏
فقد جاءت حيادية وصادقة في آن‏ واحد
فالكلمات تحمل معها تجربة شخصية
وفي الخلفية تتبدي دائما مصر
خلال حقبة السبعينيات بأحداثها
الصاخبة الساخنة التي خطت معها
ندوبا وعلامات فوق جبهة الوطن‏..‏
فؤاد قنديل يذكرنا هنا بنوبل الرواية العربية
نجيب محفوظ ورائعته
بداية ونهاية
وإن كانت‏
(‏ نساء وألغام‏)
‏ ليست البداية أو النهاية
للروائي فؤاد قنديل‏

0 comments: