Tuesday, August 12, 2014

...أخيراً:تكلم أحـــــدهــم !!..


عن غزة المقاومة والإعلام

خرج علينا الإعلام العربى بمجموعة 

من الأخبار فى الأيام الماضية عن استقالة

 رئيس أركان الجيش التونسى لإخفاقه
فى مقاومة الإرهاب

 واستمرار مجازر الأسد فى سوريا
 وآخرها مجزرة دوما فى غوطة دمشق الشرقية
 واشتباك الطيران اليمنى مع الحوثيين
بالإضافة إلى المعارك الجارية
 بين 
«داعش»والعشائر والنظام العراقي
 
بعد سقوط الموصل وتكريت فضلاً عن المعارك
التى تدفع ليبيا الآن إلى شفا حرب أهلية 
وسقوط عشرات القتلى فى حرب
بين قبائل مصراتة والزنتان
 
بالإضافة إلى تهديدات تنظيم القاعدة للسعودية وحالة الاحتراب الدائمة بين الشيعة والنظام فى البحرين
إلخ....
 ويتضح من النظرة الأولى
 أنه ليس هناك طرف واحد
يمثل بين هذه الأطراف المتصارعة
جميعًا عدوًا مباشرًا لهذه الأمة
!
فى ظل هذه الأحداث السيئة
 تخوض المقاومة الفلسطينية فى غزة حربها ضد
  الحصار الظالم المستمر من عام 2008م
 فى معركة غير متكافئة راح ضحيتها حتى الآن(1400) شهيد, و(8000) جريح الكيان الصهيونى قصف كل شيء فى غزة دون تمييز
المستشفيات
, والمساجد, ومحطة الكهرباء, والمتنزهات والحدائق, والمنازل,والمدارس. فقد استهدفت الضربة العسكرية الإسرائيلية من البداية تدمير البنية التحتية لقطاع غزة وإنهاكها اقتصاديًّا ولم تقتصر على المقاومة
 وجنودها فحسب بل توجهت من البداية إلى الأهداف والمقومات
, وذلك وفق الإستراتيجية التى يسميها العسكريون(Counter Value)وهذا ما يفسر لنا لماذا وصلت
 نسبة القتلى من المدنيين الى %80

 تقريبًا من مجموع الضحايا ولماذا أجبر ما يزيد على عشرين ألف فلسطينى على ترك منازلهم, وشُرّدَت مئات الآلاف غيرهم! فى ظل هذه الظروف 
أعلن أعلن الرئيس الفلسطينى فى نهاية الأسبوع الماضى
غزة منطقة كارثةٍ إنسانية
لغزة مكانة فى قلب المصريين ممن لم تفسد ضمائرهمأو يشوه وعيهم نفرٌ من
 إعلام فاسد يحتفل لموت نسبائنا وأهلنا فى فلسطين
فى فساد بيِّن
 ذلك لأن الخطر من تحويل المظلوم إلى ظالم والمُحتَّلّ الغاصب إلى مظلوم فى مجمل الوعى المصرى الجمعي وفى قضية تاريخية كقضية الصراع العربى الإسرائيلى
 أمر لا نملك إزاءه إلا التنبيه والمقاومة
 فهذا السلوك الإعلامى الذى يعد فى عدد من تجلياته سلوكًا مراهقًا, يضحى بالإستراتيجية من أجل تكتيك مرحلى زائل بل إنه يهدر العقيدة الشعبية الراسخة فى النظر
 إلى الكيان الصهيونى بصفته
كيانًا توسعيًّا محتلاً يهدد أمننا القوميفهل يمكن أن يقبل الضمير الإعلامى المصرى
 أن يخرج دعِيّ 
منتحلٌ لصفة أكاديمية, على الناس محييا جيش الكيان الصهيونى العنصري, لأنه قتل إخواننا فى غزة! وهل يمكن أن تبرز وسائل الإعلام ما صرحت به
طبيبة لا مؤهلات ثقافية تُذكر لها
 تطالب بطرد الفلسطينيين من مصر ومصادرة أموالهم! وهل يقبل مصرى غيور أن تخرج عليه
مجموعة من إعلاميىّ القنوات
الفضائية
الخاصة 
بخطاب إعلامى
 لا يخلو من مشاعر النكاية والتشفي
!
 فهل فقد جزءٌ من إعلامنا البوصلة الصحيحة لتغطية إعلامية ناضجة لما يحدث, مستبدلاً بذلك فولكلوره السياسى الساذج عن غزة وأهلها
إن تبنّى الموقف الإعلامى والسياسى الإسرائيلى فى حرب غزة من أية قناة أو صحيفة مصرية أمرٌ شديد الخطورة على تماسك وعى المصريين العربى والقومي, فالمصريون ليسوا هنودًا مثلاً كى يملكوا ترف النظر إلى القضية الفلسطينية بصفتها قضية ثانوية فى واقعنا السياسى المعيش؟ أو أن ينظروا إلى القضية الفلسطينية كما ينظرون إلى قضية «كشمير» مثلاً فى النزاع الهندى الباكستانى الصينى عليها. كما أن مصر لا تملك أن تتناسى أصل الصراع وإطاره التاريخى, ذلك لأن مصر الإقليم القاعدة- بعد كل تضحياتها التاريخية للقضية الفلسطينية لا تملك ترف التفريط فى موقفها التاريخى العظيم تجاه القضية الفلسطينية, ولا تملك التنازل عن خطابها السياسى الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى البطل, كما أن مصر لا تملك التعامل أيضًا مع كلٍّ من المقاومة الفلسطينية, وجيش الدفاع الإسرائيلى من منطلق المساواة. من أجل هذا أثلج بيان الخارجية المصرية الشاجب للعدوان الإسرائيلى على غزة, قلوبَ معظم المصريين الذين ينتظرون موقفًا دبلوماسيًّا أقوى,  ذلك لأن علاقة مصر التاريخية بالقضية الفلسطينية تجاوز على نحو هائل حدودمعبر رفح ومشكلة الأنفاق
إن تغيير معتقدات المصريين وأولوياتهم بالنسبة إلى القضية الفلسطينية أمر قد يحدث ببطء, لكنه لا يسير فى اتجاه واحد, بل يسير فى الاتجاهين معًا, قد يكون مع مصالحنا القومية حينًا, وقد ينقلب ضدها أحيانًا! من أجل هذا يصبح التعامل الإعلامى مع هذا الاعتداء الوحشى الغاشم على أهلنا فى فلسطين بوصفه انتقامًا من حماس فى عدد من أجهزة الإعلام أمرًا بالغ الخطورة, يمسّ أمن مصر القومى على نحو مباشر,فمصر دولة من دول الطوق, واحتمال حدوث أى صراع يظل احتمالاً أكثر قربًا من بقاء الأمور على حالها, وذلك فى ظل تقدم هذا الكيان التقنى, والعسكري, والسياسى,وفى ظل أوضاع ديموغرافية جديدة ومتغيرة, ووفق الحقيقة التاريخية التى تذهب إلى أن الضرورات القومية الملحة لأى كيان أو دولة لاتقيدها معاهدات أو اتفاقات, وتظل القوة هى الضامن الوحيد لأمن أية أمة وسلامتها.
تخوض غزة الآن حربا شريفة وغير متكافئة ضد عدو حقيقى. جعل من غزة المحاصرة منذ عام (2008) م سجنًا كبيرًا لأكثر من مليونى فلسطينى. إن أى هدوء محتمل فى هذه المنطقة لا يمكن أن يتحقق دون فك هذا الحصار الغاشم على غزة, ودون دعم مصر, حكومة وشعبًا لكفاح الشعب الفلسطيني, ودون فضح ألعاب هذا الطفل العنصرى المدلل على المستويات الشعبية الدولية بخاصة, فبالرغم من كونه الكيان الأقوى عسكريًّا بسلاحه النووى فى المنطقة، وبرغم كونه الكيان الذى خرق مرارًا معظم الاتفاقات والمواثيق الدولية العديدة, وعلى رأسها اتفاقيات جنيف ولاهاي. فإنه ما زال يحظى بدعم غير مشروط من الولايات المتحدة، وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وغيرهم, بحجة لا تتبدل هى المحافظة على أمنه! وفق تصور ذهنىّ غربى ينظر إليه بصفته الضحية الدائمة, ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً..
بناء على هذا ستكون أية مبادرة لا تضع فى حسبانها كسر الحصار المفروض على غزة, والعودة إلى الالتزام باتفاق التهدئة عام (2012)م, مبادرة ناقصة على المستوى التاريخي, ذلك لأن كسر هذا الحصار الظالم قد يمنع حدوث هذه المآسى ثانية, فضلاً عن كونه يحقق عددًا من النتائج المرحلية المهمة للشعب الفلسطيني, وهى نتائج قد تغير فى ميزان القوى بين المقاومة والكيان الصهيونى على المدى البعيد, خصوصًا إذا كانت المبادرة مقرونة بوقف الاعتداء على فلسطينى الضفة, وإطلاح سراح المعتقلين, وهى المعادلة التى يمكن أن تطيل عمر التحالف الهش بين الفصائل الفلسطينية الآن, فكلنا يعلم أنّ حكومة الوحدة الحالية حكومة واهنة ومستهدفة, وربما كان العدوان الصهيونى على غزة أول اختبار حقيقى لها, وربما كانت هذه الحكومة أيضًا سببًا لهذا العدوان الذى قد يمتد لاحتلال غزة نفسها! وللكتابة بقية.

0 comments:

Post a Comment

قول ولا تجرحـش