Wednesday, May 7, 2014

...لســــنا أســــــوأ من روانــــــدا...


احتفل العالم منذ أيام بالذكرى العشرين

 لأسوأ تصفية عرقية فى رواندا
تلك الدولة الإفريقية التى
 ظلت منكوبة بسياسات
 «فرق تسد»
 الاستعمارية القديمة عندما مكن
 الاستعمار البلجيكى أقلية قبيلة التوتسى
 من الحكم ومعظم مناصب الدولة
حتى اطاحات الاغلبية المنتمية للهوتو
 بالحكم الملكى التوتسى فى عام 1959
وقد استيقظ الناس فى العاشر من أبريل عام
1994على الصراخ والقتل للأطفال والنساء
 بعد قصف طائرة الرئيس المنتمى لقبيلة الهوتو
 ومن المثير انه لم يعرف أحد حتى الآن
 من المسئول عن مقتل الرئيس وقيل إن تلك الشرارة
 التى أشعلت المجزرة كانت مدبرة
 وألقى متشددو الهوتو باللائمة
 على الجبهة الوطنية لمتمردى التوتسى
 بينما قالت الجبهة إن الهوتو
هم من اسقطوا الطائرة كذريعة
 لتنفيذ الابادة الجماعية وظلت المذبحة
مائة يوم بين ابريل ويونيو
 وأنشأ متطرفو الهوتو محطة إذاعية
 وصحفا تنشر الكراهية وتحث الناس
على التخلص من الصراصير
 اى قتل التوتسى وعائلاتهم
 وكانت تلك الإذاعة تبث أسماء
الأشخاص الموجودين على قوائم القتل
 ولم يسلم احد حتى القساوسة والراهبات
 شاركوا فى قتل بعض من لجأ للاختباء
 فى الكنائس وفى غضون ساعات بدأت
 بنادق وسواطير وهروات الهوتو
فى الذبح لخصومهم ونحر أكثر من 800 ألف
 وفق تقديرات الامم المتحدة
 أو مليون وفق تقديرات بعض منظمات الإغاثة
 واغتصاب أكثر من ربع مليون امرأة
 وفر مليون ونصف المليون الى الكونغو
 وفقد مئات الألوف بالأمراض من المياه الملوثة
مما إدى بعد ذلك لنشوب الحرب
 بين رواندا والكونغو عام
1996 المهم ظلت المذبحة حتى شهر يونيو
 
وفى منتصف يوليو من نفس العام
 نجح الرئيس الراوندى الحالى بول كاجامى
 من بسط سيطرته على البلاد
وكان يرأس الجبهة الوطنية الرواندية
 وهو من التوتسى ونجح فى وضع حد للابادة
 وعندما شرع فى الحكم
 لم تكن هناك محاكم أو قضاء أو حتى سجون
وتلاشت كل هياكل الدولة
وبحلول عام 2000
كان هناك نحو مائة ألف مشتبه
 فى جريمة الاباده العرقية
 ينتظرون المحاكمات
 وهنا لجأت السلطة الجديده
 لاستدعاء نظام العدالة التشاركية عندهم
والمعروف باسم 
(غا كاكا) وهو نوع من العدالة التعويضية
مختلف عن القضاء التقليدى الرسمى
وكانت رواندا فى امس الحاجه اليه
 لتنفيذ العدالة المجتمعية بمشاركة الناس
 وتضميد الجراح ووأد عمليات الثأر
حيث لاتوجد أسرة هناك إلا وهى مثخنة بالآلام
ووصمت أثرا فى كل عائلة
 وقامت المحليات بانتخاب قضاة
 لإجراء المحاكمات لإنجاز هذا الكم من القضايا
فى أكبر عملية مجتمعية للعدالة والمصالحة
ووفقا لعرف الغاكاكا
 اذا اعلن المتهم توبته والتمس العفو والتصالح
مع المجتمع تخفف الأحكام
 وبالفعل تمت هذه المصالحة المذهلة
 لتضرب للعالم المثال الثانى
 فى التوبة والمغفرة بعد تجربة جنوب أفريقيا
 وانتصرت ثقافة القبائل على ثقافة الأمم المتحضرة
وفى خلال عقدين من الزمان
 تغير وجه رواندا تماما وهى تخطو
 لكى تصبح سنغافورة إفريقيا
بعد ان ركز بول كاجامى الرجل القوى
 على قطاعات الصحة والتعليم والخدمات
ويصبح لديها واحدة من أكثر حكومات العالم
كفاءة ونزاهة ودخلت التاريخ فى
2008 بأول مجلس تشريعى
 منتخب غالبيته من النساء
لتنضم بعد ذلك الى دول الكومنولث
 وقد تضاعف متوسط الدخل ثلاث مرات
 خلال السنوات العشر الأخيرة
وهى تستعيد عافيتها لدرجة وصلت الى
 اعتبارها نموذجا للبلدان النامية
 وحققت نوعا من الأستقرار الاقتصادى
 وأعادت الأوضاع لما قبل المذبحة
لكى ينتعش الناتج المحلى
 بمعدل سنوى مابين
 7و 8
وانخفض التضخم الى أقل من %10
 رغم إنها لا تمتلك منافذ بحرية
أو اى موارد للثروة المعدنية
إلا انها بلد الألف تل واحد منابع النيل
 وأراضيه لوحة خضراء ربانية
ولكنها إرادة الحياة
 فمن بين العدم والفوضى والدماء
 كانت إرادة الحياة أقوى
 ونحن فى أمس الحاجة
 لاستدعاء تلك التجارب لتضميد الجراح
وما حدث عندنا ليس أسوأ مما حدث هناك بالتأكيد

4 comments:

P A S H A said...

فيلم Hotel Rwanda عرض القصة دي
:)

Unknown said...


PASHA
ماهو أنا ماشفتش
Hotel Rwandaفيلم
الصراحة قلبى ماطاوعنيش:(
فقلت أنقل القصة المكتوبة أرحم

Unknown said...

لا حول ولاقوة الابالله العلى العظيم عندك حق والله نحن لا نقل عنهم

Unknown said...

Ma As
اللهم وحد شملنا
!!على الحـــــق

Post a Comment

قول ولا تجرحـش