Wednesday, March 19, 2014

...تنشيط السيــــاحة مش بالمؤتمرات ولا البعثات...



سأترك اليوم هذه المساحة لقضايا وآراء القراء التي أعتذر بداية عن تأخرى في نشرها رغم كثرتها.. لكن القضايا الملحة التى طرحنها في الأسابيع الأخيرة كانت السبب.. وأبدأ بهذه الرسالة «المأساة» التى ننشرها بتفاصيلها كما وردت إلينا.. حيث تقول:

الاستاذ الفاضل/.. بعد التحية، أنا مهندس علاء خليفة ـ مواطن مصرى عاشق ضمن مئات الملايين من العشاق لتراب وتاريخ هذا البلد.. لدى شكوى لم اجد أجدر منكم ومن خلال بوابتكم القديرة ــ سياحة وسفر لعرضها ـ ليست شكوى شخصية ـ لا أبغى من عرضها سوى المصلحة العامة.. وانا اعلم مدى غيرتكم وحرصكم على بلدنا الجميل وصورته أمام العالم..
سيدى الفاضل: قررت انا واسرتى ومجموعة من اصدقائنا ان ننضم الى رحلة الاقصر واسوان ـ تم تنظيمها بواسطة نقابة المهن الزراعية من يوم 30 يناير وحتى يوم 3 فبراير.. الذهاب والعودة بالقطار السياحى الاقامة بأحدى البواخر السياحية فى اسوان والتحرك بعد ذلك فى اتجاه الاقصر
رحلة رائعة من كافة الوجوه ـ منظمون على قدر المسئولية ـ القائمون على العمل بالفندق العائم اكثر من رائعين ـ الطيبة والبسمة تكسو الوجوه فرحة بعودة السياحة لهم مرة اخرى والبداية خير ـ كل من تقابلهم من سائقى التاكسى الحنطور وبائعى التحف ـ يرحبون بك ويحتفون بك كواحد منهم ـ كنا فرحين بوجودنا معهم ومساعدتهم بالشراء لنخرجهم من محنتهم التى عانوا منها خلال 3 سنوات مضت، الا ان الحلو مايكملش ـ زى المثل مابيقول.. لازم شئ ينكد عليك ويحبطك عند دخول محطة مصر والعبور الى رصيف قطارات الوجه القبلى تصدم بأول مطب مميت بمعنى الكلمة
محطة الوجه القبلى 3 ارصفة ـ للعبور الى اى منها ـ تحتاج للنزول الى نفق تحت خطوط السكة الحديد والصعود الى الرصيف المحدد لك.. هنا تكمن المأساة بكل فصولها.. من صمم النفق ـ تخيل ان المسافر يتحرك بدون شنط ومستلزمات السفر ـ كل شخص مسافر معة شنطة او اثنتان ـ بالله عليك كيف ينزل بهما من السلم ـ تقريبا 25 درجة ـ ومثلها عند الصعود ـ وكيف يصعد بها ـ الجميع يجر الشنطة على درجات السلم ـ تنكسر ارجل وعجل الشنط والناس تقع على بعضها ـ وتنكسر ايضا حواف الدرج متسببة فى احداث جروح لكل من يصعد ويهبط من على السلم..
السادة المهندسون الذين قاموا بتصميم النفق ـ الم يعلموا بذلك ـ كيف تصمم شيئا وانت لاتعلم عن كيفية استخدامه
الحل فى منتهى البساطة ـ لن نقول سلما كهربائيا علشان مفيش فلوس زى مادائما بيقولوا الحل ان تقام على جانبى السلم الصاعد والهابط مكان من الخشب والخرسانة ـ سقالة ـ تشبه المشاية التى تستخدم لصعود وهبوط كراسى المعاقين يضع المسافر الشنطة عليها ويحركها بسهولة على العجل الموجود بها بكل سلم 2 مشاية يمين وشمال ـ واحدة للصعود والاخرى للهبوط ـ مش واحدة بس ـ تبقى كارثة اكبر ـ وتستخدم ايضا لصعود وهبوط اخواننا المعاقين على كراسيهم .
يجب تنفيذ ذلك فى كل محطات القطارات ـ عايز حضرتك تتفرج على المهزلة والمسخرة خصوصا لما يكون القطار خاصا للرحلات والكل عايز يلحق القطار بسرعة ـ السياح فى قمة السخط والغضب ـ هما جايين يستريحوا وينبسطوا وللانموتهم ـ شنط تتلف ـ جروح تحدث
لماذا لانفكر فى إسعاد الآخر وراحته ـ الفكرة حلها بسيط ــ ممكن حضرتك لو مش مصدقنى محطة مصر قريبة منك ـ انزل واسمع شتائم ودعوات على المسئولين وشوف بنفسك.
شيئان من تسببا فى حالة الاحباط والهلع ليس لنا فقط ـ بل لكل من مر بهما ـ مصريا أو أجنبيا كان.
الأول سيدى الفاضل شكل مأساة ـ عند ركوبنا القطار رقم 1932 عربة رقم 7 ـ المتحرك من محطة مصر الساعة 6 مساء يوم 30 يناير ووصل يوم 31 يناير ـ والعودة بالقطار رقم 932 الساعة 5.15 مساء 3 فبراير من الاقصر الساعة 7 صباحا الى اسوان ـ 13 ساعة.
القطار كان به الكثير من المصريين والسياح الاجانب ومزدحم لعودة تسيير القطارات منذ يومين فقط قبل الرحلة.
لايمكن ان تتخيل ان مسئولا لديه الغيرة والحب لهذا البلد ـ ان يترك مثل هذه القطارات تسير بالبشر ـ بل بالحيوانات ايضا.. ماذا نريد فى رحلة مثل تلك الرحلة ـ قطار نظيف ـ دورة مياه نظيفة صحية تلائم التعامل الآدمى.
لكن التمنى شئ والواقع شئ ـ كراسى متهالكة تتحرك بك مع كل هزة للقطار ـ مساند مكسورةـ كسوة الكرسى فى منتهى القذارة وبصورة مقززة.
لا يمكن أن تحدد لون الكرسى شبابيك مكسورة ـ الزجاج محطم ومشروخ ينذرك بانفجاره فى أى لحظة فى وجهك ـ والكاوتش المحيط بالزجاج جف وأصبح كالفحم ـ يتساقط ويدخل الهواء من بين أجناب الزجاج ـ ستائر عازلة للضوء فى منتهى القذارة والأتربة تكسوها ـ عند تحريكها تتساقط تلال الأتربة تنهال عليك.
الأبواب الفاصلة بين العربات وباب الصعود من وإلى القطار ـ مأساة فى حد ذاتها ـ بدون كوالين تغلقها ـ تفتح وترزع مع كل حركة للقطار وعند مروره على فواصل القضبان.. كل ما مضى عذاب والذى أرويه لك عن دورات المياه عذاب آخر.
أقسم باللَّه العظيم.. أن الشيطان لو دخل دورة المياه الموجودة بهذه القطارات لانتحر..
ما هذه القذارة والعفانة والنتانة ـ هل تتخيل أنك تجلس داخل القطار ولمدة 31 ساعة وتريد الدخول إلى دورة المياه لقضاء حاجتك ولا تستطيع ـ ابنك وبنتك يبكون علشان عايزين يدخلون الحمام وأيَّا منهم مش قادر يستحمل الرائحة والقذارة داخل المكان ـ تخيل واحدا من المجموعة نزل محطة الجيزة علشان يدخل دورة المياه بها ـ القطار تحرك وفات الرجل الذى عاد وركب قطارا آخر واقفا لمدة 31 ساعة حتى يلحق بأسرته.
جميع الأجانب المتواجدين بالقطار أبدوا استياءهم وسخطهم على عدم رعاية البشر داخل هذه القنابل الموقوتة.
كان هناك مجموعة سياح صينية من الشباب ـ بينهم طبيب ـ قال إنكم فى مصر تحضرون السياح من بلادهم وتركبونهم مثل هذه القطارات لتقتلوهم ـ كل الأوبئة والأمراض أسوأ دعاية لكم يا مصريين.
أمراض وقذارة تواجدت عمدا ـ نعم عمدا ـ داخل هذه القطارات.
كلنا بنحارب علشان سائح واحد ييجى البلد واحنا بنقدم بجهلنا وتخاذلنا السم فى العسل لهم.
السائح ده لما يعود لبلده ـ دعايته لنا حيكون شكلها ايه ـ حيقول لأصدقائه ـ اذهبوا وشاهدوا قدماء المصريين ماذا فعلوا للتاريخ وللحضارة ـ وشاهدوا أيضا ماذا فعل أحفادهم بصحة شعبهم وصحة وسلامة كل من فكر فى الذهاب لمصر.. ماذا نفعل بأنفسنا وبالآخرين.؟
ديننا يقول.. إن النظافة من الإيمان ـ معنى كده أن كل مسئولى السكة الحديد ليس لديهم إيمان.. فين المسئولين والمفتشين والمستشارين ـ حد فيهم فكر يركب قطارا ويشوف الكارثة التى يعانيها الراكب والسائح.
حد فيهم تخيل أنه ممكن يقضى 31 ساعة دون قضاء حاجة وكاتم نفسه لحين فرج ربنا.. ليه محدش حاول يحل هذه المشكلة ـ ليه بنعشق القذارة ولا هى اللى بتعشقنا.
عارف حل المشكلة سهل جدا جدا .. بس نفكر.. الهيئة بتقول معندهاش فلوس تطور بيها القطارات.. نختار مبدئيا قطارات الرحلات السياحية أولا كمرحلة أولي.
تعرض الهيئة مقترح على كل الكيانات والشركات العملاقة ـ محمول ـ عقارات ـ أى كيانات اقتصادية كانت ـ ندعوها أن تضع اعلاناتها بصورة جذابة وجميلة داخل العربات وعلى فرش الكراسى يتم وضع لوحات تحمل نبذة تاريخية عن الأماكن التى يمر بها القطار ـ توضع فوق كل شباك وتحمل رقم الكرسى وتذيل باسم الشركة أو المنتج الراعى للفكرة.
تقوم الهيئة عند طرح الفكرة بطرح فكرة أن ـ يتحمل الراعى أو المعلن ـ تكلفة فرش الكراسى للقطار بكامله والذى يحمل شعاره ومنتجاته ـ على أن يتم تغييره وغسله كل 7 أيام بمعرفة الهيئة.
يتم غسيل القطار كاملا داخليا وخارجيا كل 5 أيام.
يتضمن العقد المقترح اصلاح الإضاءة والكراسى والأبواب والنوافذ وتغير المكسور منها.
العقد يتضمن اطلاق اسم الشركة المعلنة على العربة تشجيعا لها على الخدمات التى ستقدمها وتقوم الهيئة بتلوين القطارات بشعارات وألوان هذه الشركات.
يتم تحديد رسوم لدخول دورات المياه ـ ولتكن جنيها واحدا مقابل استلام الشخص الغطاء الصحى لقاعدة التواليت حرصا على صحة المستخدم ويكون بشعار الشركات المعلنة يتم تعيين شخص بمعرفة الهيئة يقوم بتنظيف دورات المياه بصورة دائمة اثناء رحلة القطار من لحظة الخروج من المحطة حتى الوصول إلى المحطة الأخيرة ـ مرتبه من حصيلة رسوم دخول دورات المياه.
دعنا نطرح الفكرة ولو على قطار واحد ـ لو على عربية واحدة ـ ونأمل أن تنجح وإن شاء اللَّه ستنجح بفضل اللَّه.. ورعايتكم للفكرة ـ ولك أن تضيف عليها ما تراه مكملا ومناسبا لها المهم أن نشعر بآدميتنا عند ركوب القطار ـ لا تحرمونا من التمتع ببلدنا وانظروا إلى العالم فقيره وغنيه.. ماذا يفعل ليسعد شعبه؟.. وأنتقل إلى مأساة أخرى فى رحلتنا التعيسة..
رحلة العذاب والمهانة لحضور حفل الصوت والضوء بمعبد الكرنك
عند دخولك من بوابة المعبد الخارجية ـ تفاجأ بتكسير شامل للبلاط الذى يكسو الأرض ـ كلنا أصبنا ومنا من وقع على الأرض ـ لماذا لا يتم الترميم والاصلاح لهذه الأرضيات حماية للكل.. المأساة الأهم والأفظع ـ كيفية حضورك العرض ـ المفترض أنه يبدأ الساعة 6 مساء ـ العدد يفوق الـ 0002 شخص مصرى رغم أن المسرح أمام البحيرة لن يسمح بالكاد إلا لــ005 فرد ـ فساد المنظمين يسبب كوارث للكل.. ظلام تام لكل الطريق المؤدى للعرض الذى يبدأ من لحظة دخولك سيرا للمعبد حتى المسرح.. حدثت بسبب الظلام عملية تحرش جنسى لسيدة اثناء السير وصرخت بشدة وتعالت الصرخات بصورة أوحت للجميع فى البداية أن المعبد أو الأرض تنهار والبعض الآخر اعتقد فى وجود عملية تفجير، مما أدى التدافع لسقوط الناس فوق بعضهم واصابتهم ـ كل هذا بسبب فساد شاب مختل وتزايد العدد ـ زاد من الكارثة وجود حواجز من الحبال تقطع بعض الطرق الداخلية ولم يشاهدها الزائرون فسقطوا من فوقها على بعضهم.
لماذا لا يحدد عدد معين لمشاهدة الصوت والضوء ـ الذى يحتاج اصلا إلى تطوير للصوت والتكنولوجيا الحديثة لمواجهة التدافع على المشاهدة.
يمكننا زيادة مساحة المسرح إلى الضعف لمواجهة العدد المتزايد دائما.
يمكن عمل شريط من الاضاءة الخفيفة داخل المعبد تحدد خط السير ـ حتى يمكن عند أى طاريء معرفة اتجاه الخروج والدخول بل من التدافع العشوائى الذى يحمل كارثة بين طياته.. رغم كل ذلك بنحب بلدنا ـ بنحب آثارنا ـ بنحب أهل النوبة وأهلنا فى كل مكان.. شكرا لهم لرعايتهم بلدنا وآثارنا وتحملهم كل مصاعب الحياة التى مرت بهم مؤخرا.
شكرا لكم سيدى الفاضل على منحك بعض الوقت لقراءة رسالتى لكم ـ لقد قررت أن أحكى لكم عن هذه المأساة.. لعلى بنشرها أكون سببا فى راحة وإسعاد الآخرين.
مهندس ـ علاء خليفة
> ليس لدينا تعليق على هذه الرسالة سوى أن نقول.. إلى متى تستمر هذه الأوضاع؟!

جريدة الأهرام
باب سياحة وسفر
27-2-2014
الرابط

4 comments:

انتيكات said...

موضوعك اكثر من رائع ولكن هل من مسؤل يقرأ هذا الكلام

Unknown said...

أنتيكات
المقال منشوربجريدة الأهرام
ماذا يمكن ان يقال بعد كل هذا
ليمع (ذوى الأمر)مشكلات الناس
وليعرفوا الحقائق؟

أحمد الصعيدي said...

الموضوع عايز كلام كتير وقعدة كتيرة بس اختصارا يا دكتورة صدقيني اللي بينفذ اي حاجة بيدور علي الواجهة وميفرقش معاه معاناة الناس



شكرا لمقالك الجميل

Unknown said...

أحمد الصعيدى
زى ما قلت الموضوع كبير
والمشكلات أكبر ومتهيألى اكبر
مشكلة (تغير الناس أزاى)؟
للأمانة المقالة مش بتاعتى
(هو انا اعرف اكتب الكلام
الحلو دا كله!!معنديش طقطأن
انا كلمتين وخلص:)
دا مقالة منقولة من
جرنال الأهرام
باب سياحة وسفر
بيجى كل يوم خميس
بحب اتابعه أوووى

Post a Comment

قول ولا تجرحـش