Tuesday, December 3, 2013

فــريد زكريــــا:لماذا يكرهوننا...





عبر فريد زكريا عن رأيه
في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، في أكثر من مقال من أهمها مقاله
 "لماذا يكرهوننا "
 The Politics of Rage: Why do they hate us
 الذي نشر في مجلة نيوزويك علي الصفحة الرئيسة لعدد أكتوبـــ2011ــر
وكان زكريا أول من استخدم عبارة "لماذا يكرهوننا" وأعاد استخدامها كثيرا
بعد ذلك من العديد من المسئولين والمفكرين الأمريكيين.
 وعرض فريد زكريا في مقاله
الجذور التاريخية التي أدت لكراهية أمريكا
من الشعوب العربية والإسلامية على حسب وصفه
 وأشار فريد زكريا في مقاله إلى أن
أحدث الحادي عشر من سبتمبر هي نتاج غضب عارم
فهو "ليس عمل إرهابي أعمي بغرض الإرهاب
 ولكنه رد فعل، بل عقاب مسلط على السياسة الأمريكية"
وقد استضافه السيد حافظ الميرازى – مذيع قناة الجزيرة –
في برنامج "من واشنطن"،
وذلك بمناسبة ذكرى مرور عامين من أحداث سبتمبر.
سأله الميرازي عن الدافع وراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر
 فقال: 

"أعتقد أن الشعور كان أو الدافع هو شرح شيء بأنه قوي
 غضب شديد قوي يصل على القيام بمهام انتحارية
 تقتل النساء والأطفال مقارنة بما يفعله العسكريون والمسئولون الأمريكيون
 لا أعتقد أن هذا العنف استخدم بشكل انتقامى
بل إن القضية كانت كبيرة جداً
 فهناك أناس في العالم كانوا يحملون مشاعر قوية جداً تجاه أمريكا
 ولا أدري هل هذه المشاعر منطقية أم لا
 فلنقدم لكم مثلاً فيما اعتقده معقولا
 فأحد الأشخاص قال لي بعد أن كتبت هذا المقال
أني لم أركز على الاتهامات المحددة التي
وجهها أسامة بن لادن ضد السياسة الأمريكية الخارجية
كما تعلم أن أول تهمة في تصريحه
 كانت في فتوته الشهيرة عام 1998 أو 1999 التي قال فيها
: إن المشكلة الرئيسية تتمثل في جود القوات الأمريكية في السعودية
 يبدو أن أسامة بن لادن لم يلاحظ في آخر فيديو نشره
أنه لم تعد هناك قوات أمريكية في السعودية، ولذلك لم يتحدث عن هذا الموضوع
بل تحدث عن القوات الأمريكية في العراق
 إذن فالتهمة تتغيِّر
 مما يعني أن هناك شيئا جوهريا أخر في الأمر
هناك كراهية أوسع ومعارضة للعالم الغربي والولايات المتحدة".

ويضيف فريد زكريا: 
"موجة العداء لأمريكا تعود جزئيا إلى سياسات
 إدارة بوش وأسلوبها في التعاطي مع القضايا الدولية
 لقد تراجع الدعم للولايات المتحدة
منذ تسلم بوش الابن دفة القيادة
 ففي سنة 2000، كان 75% من الإندونيسيين يعتبرون أنفسهم موالين لأمريكا
أما اليوم فإن 80% منهم معادون لـ"العم سام" أو الحكومة الأمريكية.
وعندما يسأل مواطنو الدول الأخرى عن سبب عدائهم لأمريكا يتحججون بسياسات بوش
ومع ذلك، فإنه عند التمعن في عمق المشكلة نجده يتخطى بوش وسياساته، فعبارة "القوة المفرطة" أطلقها وزير خارجية فرنسا الأسبق لوصف أمريكا في عهد "كلينتون" وليس أمريكا بوش.
ويرى زكريا أن تصاعد حدة العداء لأمريكا له علاقة بسلّم القوة. فالولايات المتحدة أقوى من أية دولة أخرى في التاريخ. ولطالما كان تمركز القوة مرادفا للاضطراب، حيث أن البلدان الأخرى تنتفض لإقرار نوع من التوازن مع القوة العظمى المهيمنة، وقد سبق وأن تكتلت الدول لهزيمة القوى المهيمنة، من الهابسبرغ، ونابليون، إلى القيصر فيلهلم، وهتلر."

الليبرالية الديمقراطية والإسلام السياسي 
الديمقراطية والليبرالية في أمريكا والعالم، هما المحوران الرئيسيان لكتاب «مستقبل الحرية»، لفريد زكريا. ووضع زكريا عنوانا فرعيا على غلاف كتابه يدلل به على مضمون ما يثيره من جدل وهو «الديمقراطية غير الليبرالية في الوطن والخارج». ويتكون الكتاب من مقدمة وستة فصول ناقش فيها فريد زكريا تاريخ الحرية الإنسانية والتنوير والديمقراطية غير الليبرالية، وغيرها من القضايا.
ويري المؤلف أن هناك نوعين من الديمقراطية أحدهما ليبرالي والآخر غير ليبرالي، لافتا إلى أن ثمة خلط كبير في الأذهان بينهما، وأنهما قد نشآ منفصلين عن بعضهما، عبر قرون من التاريخ الغربي حيث أتت الحرية أولا ثم تلتها الديمقراطية.
وعلى خلاف السائد بين الباحثين والمثقفين بشأن نشأة الحرية في رحم الحضارة اليونانية، فإن زكريا يعتقد بأن الشرارة الأولى لليبرالية التي يعيشها الغرب اليوم، انطلقت من وهج الصراع الذي دار بين الكنيسة (في روما) والدولة (في القسطنطينية)، في أعقاب تحرك قسطنطين شرقا لينقل عاصمة إمبراطوريته من روما، إلى بيزنطة (القسطنطينية)، عام 324 ميلاديا، وهو صراع دام نحو 1500 عام. 
ويشير المؤلف في هذا السياق إلى ما يسميه الاستثناء الذي يمثله العالم الإسلامي، وبشكل خاص العالم العربي مفاده أنه كلما «نمت المعارضة داخل المجتمع باطراد أكبر، كلما حفز ذلك الدولة علي مزيد من القمع. ويحدث ذلك على النقيض من العملية التاريخية في العالم الغربي».
ويتساءل المؤلف هنا «لماذا تعد هذه المنطقة (الشرق الأوسط) الحالة السياسية الغريبة للعالم؟ لماذا ترفض الامتثال، وتشرد عن مسار المجتمعات الحديثة؟ 
وفي معرض مناقشته لهذه التساؤلات، ينفي زكريا أن يكون الإسلام هو السبب في ذلك، ويصف الدين الإسلامي بأنه "مسحة مناهضة للاستبداد تتجلى بوضوح في كل ديار الإسلام اليوم".
لكنه مع ذلك أدان "المتأسلمين"، فهم ـ على حد قوله ـ يستغلون الدين في تحقيق أهداف سياسية، ولا يخفي قلقا من وصولهم إلى الحكم في ظل انتخابات حرة ونزيهة، معتبرا أن حكام العالم العربي أكثر منهم ليبرالية. وعلى ضوء ذلك يرى زكريا أن دعم الولايات المتحدة والغرب لتطبيق النظم الحاكمة في العالم العربي لليبرالية الدستورية دون الضغط عليها لإجراء انتخابات، سيكون له نتائج أفضل من دفعها لإجراء انتخابات قد تأتي بمن هم أكثر استبدادا وتصادما مع الغرب وقيمه، وهو يشير هنا إلى التيار الديني. 

الليبرالية والعراق 
استهل فريد زكريا مقدمة كتابه "مستقبل الحرية" بأسلوب غاية في الجرأة والحماسة، فقال "أود التحدث عن أفكاري الرئيسية في كتابي وأحاول تطبيقها على الولاية الواحدة والخمسين. ربما لا تدركون أن لدينا الولاية الواحدة والخمسين، ولكنها حقاً لدينا، وهي تدعى العراق. وقد حصلنا عليها على أساس مبدأ العلاقات الدولية المتغطرسة الذي أسماه توماس فريدمان مبدأ حظيرة الفخار: إن تكسرها تشتريها".
ويري زكريا أن جلب الديمقراطية الليبرالية إلى العراق أمر صعب جدا، وذلك لعدة مشاكل أولها مشكلة النفط ويقول فريد زكريا في كتابه: "أنا اسميها مشكلة مع أن الكثيرين في الحكومة الأمريكية يعتبرونها حلاً".
ويشير فريد زكريا إلى وجوب التخلي عن النظرية الفاسدة التي تقول إن النفط هو العامل الأوحد الذي سوف يضع العراق على طريق الحداثة، فالنرويج حصلت على ديمقراطيتها قبل اكتشاف النفط فيها بوقت طويل، والآن صادرات الوطن العربي التجارية باستثناء النفط تساوي بأكملها صادرات فنلندا التجارية، وذلك لأن مجتمعات الدول النفطية العربية يمكنها الحصول على دخل لا يتطلب كدا أو جهدا.
والمشكلة الثانية هو أن العراق أمة مقسمة وممزقة بالاختلافات بين شيعة وسنة وأكراد وتركمان، ويقول زكريا "أرجعوا إلى تاريخ أوروبا، وانظروا كم كان من السهل على أصحاب الخطب الدهماء أن يحشدوا الناس على أساس المناشدات الوطنية الفجة".
أما المشكلة الأخيرة في نظر فريد زكريا فهي أن العراق بلد شرق أوسطي مثله كسائر بلدان الشرق الأوسط التي شهدت في العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية موجة من القمع والاستبداد على يد الأنظمة الحاكمة العربية، ويقول زكريا: "إن رجال الشرق الأوسط من الصداميين والناصريين والأسديين يرتدون جميعا السترات الغربية (البذلة)، وجميعهم محدثون على الطراز الغربي، وعندما تنظر إلى شعوبهم لا ترى سوى الطغيان والقمع".




0 comments: