Thursday, January 17, 2013

....بحـــب الكـــ4ـــتب :(‏ سأكون كما أريد‏)‏...



(‏ (سأكون كما أريد‏‏
هل هي حكاية مصطفي أبو الفتوح بطل رواية
أم هي حكاية مصر كلها
خلال الأعوام الخمسين الأخيرة من القرن الماضي؟
هل هو انكسار حلم البطل
ام انكسار حلمنا جميعا
وانكسار حلم المشروع القومي

!الذي رواد المفكرين والمثقفين
وأبناء الطبقة الوسطي التي كانت
مع مصطفي أبو الفتوح
أري سنوات عمري تتبعثر بين السطور
 وأكاد ألمس أياما عشتها
ولحظات خطت معها علامات في النفس والوجدان
الكاتب حمدي عبدالرحيم
حفيد نجيب محفوظ وابن علاء الديب
يقدم روايته البديعة وعبق الكاتبين
يفوح بين السطوريغرقنا في واقعية الأحداث
يفيض في ذكر الاسماء والوقائع
ويجعلنا- وهو الأهم هنا- نشارك البطل حلمه
.. نؤيده نقف إلي جواره في معركته
ونكاد ندفعه دفعا من أجل أن يصمد
والا يستسلم أمام كل الضغوطات
التي واجهته في حياته وحينما يهوي.. ويتبعثر الحلم
نكتشف أننا أيضا قد هوينا وذهب حلمنا أدراج الرياح
مصطفي أبو الفتوح.. هذا الشاب المكافح المثابر
.. ابن الطبقة المتوسطة التي توارت بعيدا
خارج الخريطة المجتمعية المصرية
بث أبوه في قلبه حب القراءة والاطلاع
فصار عاشقا للكتب والصحف والمجلات القديمة
يقرأ بنهم كل ما تقع عيناه عليه..
تمضي به الحياة.. تعصف به أحداث عديدة
يخوض معارك عاتية ويبحر في أمواج متلاطمة
.. يعرف الحب قلبه ويخرج من التجربة بجرح ينزف بالخيانة
.. يولي ظهره لامرأة عشقته طوال حياته
لكنه أبدا لم يلتفت إليها إلا بعد فوات الأوان
يكرس حياته للدفاع عن مبادئ نبيلة كثيرا ما آمن بها
يتصدي للفساد
يجابه الإرهاب
يصمد أمام العقبات
يقع ويسقط.. ثم ينهض من جديد.. ويقع ثانية
ويبقي حلم عزيز يراوده
حلم ان ينشئ دار نشر
وحينما يكاد يلامس حلمه هذا بين أصابع يديه
, تتحالف ضده قوي الشر وتتربص به
وتجهضه وتقضي عليه يشعر القارئ بالتعاطف والحب تجاه بطل الرواية
ليس فقط لأنه شاب نبيل يخوض بكبرياء
معارك شرسة ضد الفساد هو الأعزل
الذي لايملك شيئا من حطام الدنيا
لكنه أيضا لأنه يعبر عن وجه مصر النظيف
الذي يدفع عنها هذه الأتربة والأوساخ
التي علقت بها فهناك رغم كل مايحدث
وكل ما يقال أناس شرفاء وشباب واعد يكافح
ويعمل ويتصدي للفساد والمحسوبية
وهناك من يسبح ضد التيار
.. وهذا في حد ذاته أمر ايجابي يدعو للتفاؤل
... بانوراما كاملة حافلة بالأحداث السياسية
التي عاصرتها مصر خلال السنوات الأخيرة
تتبدي هنا علي خلفية الرواية
يستعيدها القارئ وهو يتابع السطور
فقط أعتب علي الكاتب الإغراق في الواقعية
والإسهاب في سرد الوقائع كما هي
وذكر أسماء حقيقة الأمر الذي يفسد
في بعض الأحيان متعة الابداع
ولكن ربما نغفر له هذه النقيصة لما يتمتع قلمه
بهذا الحصاد الوافر من الفكر والذوق الفني الرفيع
والثقافة المستنيرة الرحبة والاختيارات الواعية
التي تجعلنا نقبل علي متابعة أحداث الرواية بشغف وحب شديدين
يذكر أن هذا هو العمل الروائي الأول للكاتب
وكان قد صدر له قبلا كتاب
بعنوان فيصل تحرير: أيام الديسك والميكروباص
الرواية صادرة عن دار الشروق
منقووووووول

0 comments: