Thursday, September 27, 2012

.......بــــحب الكتب.....


يقدم
المؤرخ ديفيد بريستلاند

 خريج جامعة أكسفورد
قراءة مختلفة تكشف
عن تاريخ جديد للسلطة
موضحا كيف سيطر
فكر التجار أو رجال البيزنس
علي السياسيين في السنوات الأخيرة‏
معتبرا أنه
يمكن رؤية التاريخ

باعتباره سلسلة من المعارك
:بين أربع مجموعات متميزة
التجار, والمحاربون, و الحكماء والعمال

و أنه عندما يصبح المهيمن
مجموعة واحدة
كما يقول
فإن ذلك يتسبب في
إحداث الأزمات و الاختلال بالتوازن
 يري بريستلاند أنه لا يجب
اعتبار الأزمات التاريخية
ناتجة فقط عن صراعات سياسية أو إيديولوجية
بل يجب النظر في المنافسة الملموسة
علي السلطة بين ثلاث مجموعات رئيسية
في المجتمع علي مر العصور
- أو كما يطلق عليهم,
الطبقات ولكل منها هويتها و أغراضها
التي ترتبط ارتباطا وثيقا
بوظيفة اجتماعية مهمة تتطلع لها
 ولعل
أول هذه الطبقات هي التجار
أو بتعبير معاصر, الرأسماليين
الذين يسعون لتعزيز قيم
المنافسة التجارية وقواعد السوق
والثانية هي الجندي الطبقي
والتي تنشأ في الطبقة الأرستقراطية
تحلم بأهداف محاربي
العصور الوسطي الإقطاعية
والتركيز علي البطولة والعدوان والانضباط
فيما تأتي
الثالثة من طبقة رجال الدين
أو المتمتعون بالحكمة الفكرية
التي يعود تاريخها إلي أيام الرهبان
في العصور الوسطي المسيحية
ويندرج تحتها أيضا التكنوقراط والخبراء
مشيرا إلي أنه علي مر القرون
كافحت الطبقات الثلاث
لتتفوق علي
كتلة واسعة من
الفلاحين ومؤخرا العمال

وبحسب المؤلف فإن معظم المجتمعات
علي مر التاريخ تستند إلي تحالف
غير رسمي بين اثنين
من هذه الطبقات الثلاث
فعلي سبيل المثال شهدت
الإمبراطوريات الزراعية في وقت مبكر
تحالفا بين الأرستقراطيين
من ملاك الأرض و المحاربين أو الجنود
الذين دخلوا في تحالف وثيق
مع الكهنة( الحكماء) الذين قدموا
دائما التبرير الروحي لحكم هؤلاء

ومع نهايات القـــــــ
17ــرن
برز التجار لأول مرة كطائفة مهيمنة
في إنجلترا وهولندا ومع
حلول القرن الــ19ــــــ برز
ما أطلق عليه بريستلاند قيم التاجر الناعم
عندما استخدمت بريطانيا إمبراطوريتها
المتزايدة كقوة لتعزيز التجارة الحرة والعولمة
 والتي اعتبرت ظاهريا في صالح الجميع
وبحلول منتصف القرن تحول العالم
إلي ما اعتبره عصابات متنافسة
من رجال الأعمال يتزايد دعمها
من قبل الدول االقومية
لافتا إلي أنه لا توجد دولة
اعتمدت قيم التاجر المحارب الصعب
بقوة أكثر من ألمانيا في عهد بيسمارك
حيث تبنت منطق القمع الوحشي في الداخل
بينما كانت محصلتها صفرا
في المنافسة التجارية
مع القوي الصناعية الأخري المعاصرة لها
والتي تقدمت عنها اليوم
معتبرا أن الحرب العالمية الأولي
كانت مقبرة لهذا النظام
وبعد الحرب ظهرت أمريكا
كأغني دولة مهيمنة ومصدر لرأس المال
مما أدي إلي انتشار نفوذ جديد
للتجار الرأسماليين والذي كان له أثره
علي العالم المتقدم من خلال
الرأسمالية الاستهلاكية
و الديون المدفوعة بأموال بالوقود
 وبدأت الاختلالات المالية والتجارية الضخمة
التي أسفرت عن سنوات من
التقشف المالي والاضطرابات الاجتماعية
التي تلت ذلك إلا أن إراقة الدماء
في الحرب العالمية الثانية
أبرزت تحالفا جديدا من حكماء التكنوقراط
و التجار الناعمون
حيث كان العزم علي التعلم من دروس الماضي
 فعملت هذه الشراكة
علي خلق نظام عالمي جديد
وضعت معه القواعد
التي تحكم العلاقات التجارية
بين الدول الصناعية الكبري
معتبرا أن الأزمة المصرفية والديون
في السنوات الأخيرة دفعت التجار
إلي إملاء قيمهم ومبادئهم
علي واضعي السياسات في الغرب

معربا عن أسفه بأن هؤلاء
لا يزالون خاضعون لعبودية
الأسواق المالية والتجارية الدولية
وهو ما اعتبره دليلا
علي وجود غريزة جماعية
لمحاولة إصلاح النظام بدلا من عدم تغييره
ويخصص جزء كبير من الكتاب
لسرد التاريخ الحديث
من حيث المنافسة بين هذه الطبقات الثلاثه 
 مع التركيز علي الصعود المتواصل 
لطبقة التجار الرأسماليين
لافتا إلي أنه في معظم حقائق التاريخ
فإن الطبقات الثلاثة الجندي التاجر والحكيم
قد كافحت للهيمنة علي الطبقة الرابعة
الممثلة في الفلاحين والعمال
وعندما تحقق إحدي تلك الطبقات السيطرة
علي الآخرين دون منازع فإن النتيجة
غالبا ما تكون هي الحرب
والثورة أو كارثة اقتصادية
. مؤكدا أن هيمنة قيم التجار
هي السبب وراء الأزمة المالية الحالية
لذا يحاول من خلال هذا الكتاب
استخدام دروس التاريخ 
لفهم الأزمة المالية الحالية 
مبرزا كيف أن الغرب يدفع الآن
 ثمن الخضوع لقيم التجار 
الذين يسعون لتحقيق أرباح قصيرة الأجل
 دون مراعاة لمخاطر الائتمان 
و تأثير تلك المساعي علي 
الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية
 علي المدي البعيد وهو ما نجده
 غير بعيد عما كان يحدث في مصر 
خلال العقود الأخيرة من سيطرة 
السياسات الرأسمالية اليمينية 
التي قادها رجال الأعمال 
المحيطون بالنظام السابق 
وتبناها النظام نفسه مما دفعه 
للاقتراض وإغراق البلاد 
في دوامة من القروض والفقر 
وتردي الأوضاع الاجتماعية 
فكان ذلك أحد أهم عوامل
 قيام الثورة ليكون أحد أهم شعارها
 ومطالبها هو العدالة الاجتماعية
الكتاب
صدر عن دار ألن لان الموضــــــوع
منقوووووووول


0 comments: