Monday, April 9, 2012

......بحب الكـ4ــتب:مذكرات صبى مجند.......



مذكرات صبي مجند..
إلى أطفال سيراليون المسروقة براءتهم

يساق المؤلف للتدريب على حمل السلاح
وحين جرب أن يقتل شعر بأن شخصا آخر
يطلق النار داخل عقله
غابات سيراليون شهدت كثيراً
من أحداث الرواية

يهدي كاتب من سيراليون روايته
التي تتناول سيرته الذاتية إلى
"كل أطفال سيراليون الذين سرقت منهم طفولتهم"
بسبب حرب أجبر على المشاركة فيها
وهو صبي بعد تجنيده دون

أن يعرف شيئا عن أطراف الصراع.
ويقول إشمائيل بيه في كتابه
(الطريق الطويل.. مذكرات صبي مجند)
إن المتمردين كانوا يجندون
على الفور
الصبية في المناطق التي يهاجمونها
ويختمون جلودهم بالأحرف الأولى من اسم
(الجبهة الثورية المتحدة)
في أي مكان بالجسم باستخدام رمح ساخن
لضمان عدم الهرب منهم
لأن
حامل هذا الختم معرض للقتل
في أي وقت وبدون تحقيق
عن طريق أي فصيل.
ونظرا للطبيعة التسجيلية للكتاب
فقد تكررت في كثير من صفحاته
مشاهد القرى المحترقة والقتل
والدم المتخثر والجثث التي يتجمع عليها الذباب
وقد تناثرت أعضاؤها كأوراق أشجار بعد العاصفة
وعيون القتلى المفتوحة
على الرعب
رغم موت أصحابها

ويقع الكتاب الذي ترجمته
الكاتبة المصرية سحر توفيق
في 300 صفحة متوسطة القطع
وأصدرته دار الشروق في القاهرة
بالاشتراك مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم
ويقول الغلاف الخلفي للكتاب
إنه ترجم لأكثر من 22 لغة
وإن مؤلفه ولد في
سيراليون في 1980
وانتقل
إلى الولايات المتحدة في 1998
حيث
أكمل السنتين الأخيرتين من دراسته الثانوية
في مدرسة الأمم المتحدة الدولية بنيويورك
وتخرج في كلية أوبرلين في 2004
وهو عضو في اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان
(قسم مراقبة حقوق الأطفال)
ويقيم حالياً في نيويورك

ويقول المؤلف إنه كان يسمع حكايات
عن الحرب
ويظنها بعيدة في أرض أخرى
ولن تصل إلى بلده
فلم يسبق لي أن عرفت حروبا
إلا تلك التي قرأت عنها في الكتب
أو رأيتها في الأفلام
إلى أن جاءت إليه الحرب
في 1993 حيث كان بصحبة
أخيه جونيور الذي يكبره بسنة
في إحدى المدن للاشتراك
في حفل لاستعراض المواهب
وكان المؤلف وأخوه
وصديقاهما تالوي
ومحمد أنشؤوا قبل
نحو أربع سنوات
فرقة للرقص وأغاني الراب

وكانت بداية تعرف المؤلف
على الحرب بعد أن وصل
هو وأصدقاؤه سيرا على الأقدام
إلى مدينة يفصلها عن بلدتهم 16 ميلاً
وهناك سمعوا أن المتمردين
هاجموا بلدتهم وهرولت الأمهات
إلى المدارس بحثا عن أبنائهن
وجرى الأولاد إلى البيوت
بحثا عن آبائهم
وعندما تكاثف إطلاق النار
تخلى الناس عن البحث عن أحبائهم
وهربوا خارج البلدة"
التي أصبح هواؤها يفوح برائحة الدم
واللحم المحترق وأجساد القتلى
والجرحى الذين برزت أحشاؤهم
من ثقوب طلقات الرصاص

ويرصد إشمائيل بيه
كيف صار مجندا
ضمن فرقة فيها صبية
وقليل من البالغين
وكانوا جاهزين للانقضاض على
من يمتلكون
"بعض الذخيرة والطعام"
ثم يسيرون نحو القتلى
في الطرف الآخر
ويتبادلون التهنئة بصفق
أكف الأيدي
وبعد اختيار الصبية للتجنيد
يجري تأهليهم بالتدريب
على بعض المهام بقتل
بعض الناس أمامهم
ويبرر المتمردون هذا السلوك الدموي
للصبية قائلين
"لا بد أن نفعل ذلك لتروا الدماء وتقوى قلوبكم"
ثم يضحكون وهم يبشرون الصبية
بأن القتل التالي سيكون بأيديهم

ويروي الكاتب أنه شاهد متمردا
يكبره بقليل وهو يحمل رأس رجل وبدا الرأس
"وكأنه لا يزال يتألم من جذب شعره"
والدم يتساقط من الرقبة المذبوحة
ثم جلس المتمرد مع أصدقائه يتباهون
وهم يلعبون الورق بما فعلوا وقال أحدهم
"أحرقنا ثلاث قرى في ساعات قليلة بعد الظهر
. إنه أمر يستحق الفخر
كم كان عملنا متقنا،
لقد نفذنا الأوامر وأعدمنا الجميع"
وتبادلوا ضرب الأكف واستأنفوا اللعب

ويسجل أن هجوما فرق بينه وبين أخيه
ذات ليلة أثناء صلاة العشاء
فحين علم المصلون بوصول المتمردين
إلى القرية غادروا المسجد بسرعة وصمت
"حتى أصبح الإمام وحده"
وأمسك به المتمردون الذين طالبوه
بمعرفة مكان اختباء الناس لكنه
رفض فقيدوا يديه وقدميه "
وربطوه في عمود حديدي
وأشعلوا النار في جسده
ولم يحرقوه كاملاً
لكن النار قتلته
وظلت بقاياه نصف المحترقة
في ساحة القرية"
التي هجرها الأهالي
ويصف كيف عاد بعد أيام
إلى القرية الخالية من الأهالي
وكان الصمت مثيراً للرعب
كانت الكلاب تأكل من البقايا المحترقة لجسد الإمام
... وفي الأعلى تجمعت النسور
استعدادا للانقضاض على الجسد

وهرب المؤلف من القرية وظل خمسة أيام
يمشي من الفجر إلى الغروب
دون أن يقابل إنساناً في الطرق
أو في قرى مهجورة عبرها
وفي اليوم السادس رأى أربعة صبية
وفتاتين ورجلا وامرأة يسبحون
في نهر فلحق بهم لكنهم لم يطمئنوا إليه
ولم يثقوا به فتركهم يواصلون السباحة
وخرج من الماء إلى الغابة التي عاش فيها
وحيدا لمدة شهر لم ير خلاله أحدا
إلى أن قابل ستة من الصبية في
مثل سنه هاربين من الحرب

ويغادر الصبي تلك القرية مع أصدقائه
في رحلة إلى هدف غير محدد
ويمرون بقرى وثوار ومتمردين
يستوقفونهم ويحاكمونهم
لدرجة الاقتراب من قتلهم
إلى أن يتأكد لهم أنهم صبية
فارون من قتال لا علاقة لهم به
وفي إحدى القرى تقترب امرأة
من المؤلف وتخبره أنها رأت
أمه وأباه وأخاه الأصغر
في قرية أخرى وأن أخاه الأكبر جونيور
جاء إلى هنا قبل أسابيع للبحث عنه

وفي قريته يساق المؤلف مع أطفال
في مثل سنه للتدريب على حمل السلاح
وحين جرب أن يقتل في مواجهة داخل الغابة شعر
"كأن شخصا آخر يطلق النار داخل عقلي"
وتوالت عملية القتل حيث تناثرت الجماجم
في الغابة وتحول المستنقع إلى دماء
وكان القتلى من الرجال والصبية
يرتدون الحلي في الأعناق والمعاصم
ثم أزاح المؤلف وزملاؤه الأجساد
"وقلبناها وأخذنا ذخيرتهم وبنادقهم"
قبل تلقي تدريب على قتل الأسرى
حيث يتنافسون على ذبحهم بالحراب
بطريقة سريعة ولم يكن الأسير
الذي كان على المؤلف أن يقتله
سوى متمرد آخر مسؤول
عن موت عائلتي كما أصبحت أعتقد بذلك
وأعلن العريف الذي كان يحمل ساعة
إيقاف فوز المؤلف بالمركز الأول
وتم منحه رتبة ملازم أول شبل
وأصبح مسؤولا عن وحدة صغيرة من الصبية
لكن إشمائيل بيه سيشدد في وقت لاحق
عند مشاركته في افتتاح برلمان
الأمم المتحدة الدولي الأول للأطفال
على أنه اضطر لخوض التجربة
وأنه لم يعد جنديا

"أنا مجرد طفل"
المصـــدر
منقوووووول

0 comments: