Monday, October 17, 2011

........إمرأة لم تكشر عن أنيابها.......




إمرأة لم تكشرعن أنيابها

قصة عملاق الأدب الروسي
أنـــطون تـــشيــخــوف
ترجمة
نصيرة تختوخ

في الأيام الأخيرة
دعوت مربية أبنائي
جوليا فاسيلييفنا
لغرفة مكتبي لأصرف لها
راتبها
قلت لها
تفضلي بالجلوس
جوليا فاسيلييفنا
أريد أن أحسب راتبك معك
قد تحتاجين بعض المال
لكنك خجولة لدرجة
أنك قد لا تطلبين ذلك أبدا
لكن هيا ..لقد اتفقنا
أن أعطيك ثلاثين روبل كل شهر
ـأربعين ـ
لا ثلاثين لقد دونت ذلك
في كُتَيِّبي لقد كنت أدفع
للمربيات دوما ثلاثين روبل
هياأنت عندنا منذ شهرين

ـ شهران و خمسة أيام ـ
لا بهذا اليوم شهرين
لقد دونت ذلك في كتيبي

في المجموع علي لك ستون روبل
نقتطع منها تسعة آحاد
في تلك الأيام
لم تنشغلي ب 'كوليا
و كنت تخرجين
و كذلك ثلاثة أيام أعياد
بدأت جوليا فاسيلييفنا
تنفعل وتمسك بأصابعها
على طرف ثوبها و كأنها تنزع
عنه شوائبا لكنها
لم تقل و لو كلمة واحدة

ثلاثة أيام أعياد
ستكون اقتطاعا لاثني عشر روبل
'كوليا'مرض أربعة أيام
لم يتلق فيها دروسا
في تلك الأيام كان عليك العناية
ب 'ڤاريا 'فقط وأنت بدورك
عانيت ثلاثة أيام من ألم الضرس
ومنحتك زوجتي إعفاءا
فيها من العمل بعد الظهيرة
إثنا عشر و سبعة هذا يعني
تسعة عشر روبلا
إن طرحناها من الباقي
يبقى واحد و أربعون روبلا أليس كذلك؟

احمرت عين جوليا فاسيلييفنا اليسرى
وامتلأت بالدموع و بدأ ذقنها يرتجف
سعلت بعصبية ومسحت أنفها
لكنها لم تقل كلمة واحدة

قبيل العام الجديد
كسرت فنجانا وطبقه
سنقتطع من أجلهما روبلين
في الحقيقة الفنجان
أثمن من ذلك بكثير
فهو قطعة عائلية
لكننا لانريد أن نكون قساة معك !
فكم فقدنا في السنوات الأخيرة!
آه!أجل بسبب إهمالك
تسلق 'كوليا' شجرة
ما جعله يمزق معطفه
لذا سينتقص راتبك
عشرة روبلات أخرى
وإهمالك أيضا السبب
في أن إحدى الخادمات
سرقت بعض أحذية'ڤاريا
إنه واجبك أن تنتبهي لكل شيء
فأنت تأخذين راتبك من أجل ذلك
لهذا السبب سأحتفظ بخمس روبات
في العاشر من يناير
أخذت عشرة روبلات تحت الحساب

ـ لم آخذ شيئا همست جوليا فاسيلييفنا ـ
بلى لأن ذلك موجود في كتيبي!
ـ
كنا في واحد وأربعين
ننقص منها
سبعا وعشرين فتبقى أربعة عشر

عيناها الاثنتين امتلأتا
بالدموع
وعلى أنفها الجميل
الشكل ظهرت قطرات
عرق
فتاة مسكينة!
ـ قالت بصوت مرتجف :
لقد أخذت مرة واحدة مبلغا مقدما
زوجتكم أعطتني ثلاثة روبلات
لم أحصل على أكثر منها

ـ آها !أنظري إلى كتيبي
هذا ليس مدونا فيه
هكذا علي أن أقتطع
من الأربعة عشر روبل ثلاثة روبلات
أيضا هذا سيجعلها إحدى عشر
تفضلي هذه نقودك آنستي الفاضلة!
ثلاثة ..ثلاثة..ثلاثة ..
واحد و وواحد
هاهي لك!
همست : شكرا
قفزت من مكاني
و مشيت في الغرفة ذهابا وإيابا
بدأ دمي يغلي

سألتها: لماذا شكرا تلك ؟

ـ قالت:على النقودـ
لكني نصبت وتحايلت و تشيطنت
ألا ترين أنني سرقتك ؟
لماذا تشكرينني؟

في مرات سابقة في
ارتباطات لي مع أناس آخرين

كان يحدث أن لا يدفعوا
لي شيئا على الإطلاق

طبعا لا يدفعون لك شيئا
إسمعيني لم أكن جادا
فيما قلت لك بشأن راتبك
لقد علمتك درسا
سأعطيك الثمانين روبل!
هاهي كنت أعددتها لك
وضعتها في ظرف .

لكن كيف تكونين
متساهلة لهذه الدرجة؟
لماذا لم تحتجي ؟
لماذا أغلقت فمك؟
كيف يمكن للإنسان
في هذا العالم
أن يبقى
واقفا على ساقيه

إن لم يكشر عن أنيابه؟
كيف يمكن لشخص
أن لايبدي
احتجاجه
بهذا الشكل؟

تظاهرت بالابتسام
وقرأت في وجهها

كل ذلك ممكن جدا!
سألتها أن تسامحني
على الدرس القاسي ومنحتها
المبلغ كاملا,ثمانون روبل
و الدهشة تتملكها

رددت مجددا
كلمة
شكرا
كررتها بضع مرات

تبعتها عيوني
و أنا أفكر
كم من السهل
في هذا العالم
لعب دور القوي
!!!!!


منقووووول

http://matarmatar.net/vb/t23080/

18 comments:

Unknown said...

وكــأنه
مطلوب منا أن
أن نعبر عن رأينا
!!ولــــــو بالأمتعاض

الشاعر الفنان أحمد فتحى فؤاد said...

نورأهاتى

قصة رائعة حقا ولكن

تعالى معا نفترض بأنه فعل ما فعل و لم يعطها حقها فعلا... ماذا كان يحدث حينها.

أحيانا لا يفل الحديد إلا الحديد

أحيانا يجب أن يسترد بقوة ما أوخذ بقوة

صحيح أنها نظرت إلى النصف او لنقل الربع الممتلىء من الكوب و رأت أنها أحيانا لم تأخذ أبد ا

و لكن أنا أبدا لا أحب هذا النوع من الناس

انا شاعر نعم ... مثقف نعم ... مهذب وواضح إلى حد الشفافية

و لكن أعيش بقلب الرجل الصعيدى الأصل
الذي يرد بقوه حين يحس بالظلم أو الإهانة ... و دون أى إستكانه

أسف أطلت
لكن ضايقنى الصمت عن الحق من بطلة قصتك الرائعة

تحياتى لك

Unknown said...

الشاعر الفنان
أحمد فتحى فؤاد
بالضبط وهذا ما قصده
الكاتب الأ نسكت عن حقنا
ولكن بعضنا(وانا واحدة منهم
وأعترف بهذا)لا أطالب ولا اجادل
واترك حقى لربى يأخذه لى
أعرف انه ضعف منى ولكن
لا قوة لى على
الجدال

Unknown said...

نادراً ماتكون هكذا المرأة
سيدتى وفى حسن الاختيار ايضاً إبداع

Unknown said...

محمد الجرايحى
كثيرات مثلـــها
ولكنهن متواريات

تــركــي الــغــامــدي said...

تحياتي لشخصك الكريم ... يبدو أن هناك توارد خوطر بيننا في القراءة ... قرأت هذه القصة مؤخراً ضمن قصص أخرى وهي من واحدة من أجمل ماقرأت التي آمل أن تفهم جيداً لأن فيها مغزى كبير من البعد الإنساني والأدبي .

هشام الجندي said...

احسنتي اختيار الموضوع
تحياتي لك ولشخصك الكريم
سعدت بمروري عليكي اختي الغالية
ودمتي في حفظ الرحمن

جايدا العزيزي said...

قصه رائعه نور

قيها امثر من معنى واكثر من عبره

يسلم اختيارك غاليتى

تحياتى

فارس عبدالفتاح said...

قال ................ : ما تعدون الصرعة فيكم .

قلنا : الذي لا تصرعة الرجال .

قال : انما الذي يملك نفسه عند الغضب .

او كما قال

عليه ....... وعلى آله وصحبه اجمعين

ظلالي البيضاء said...

دكتورة نور
قصة تحمل في طياتها الكثير من الجدليات .. في سرقة الحقوق وأساليبها المظللة بظلال المنطق .. لكنه منطق الحرامية .. وبقوة الصمت .. والإيحاء بوجوب اللجوء إلى قوة الكلمة .. والقوة الظاهرة التي تغدو عند ردود الأفعال غير المتوقعة ضعفاً وغاية الضعف ..
فعلاً قصة رائعة وهي تعبيرية إيحائية كالفن الحر ..
دامت كلماتك نوراً على الدرب
ودمت بخير

Unknown said...

تركى الغامدى
وتحياتى لك استاذ
تركى وعلى تواجدك الكريم
فى تدويناتى والتعليق عليها

Unknown said...

HSendbad
انا الاسعد بمرورك
وتعليقك استاذ هشام

Unknown said...

جايدا العزيزي
مبسوطة أنها أعجبتك
ياجايدا وشكرا لمرورك

Unknown said...

فارس عبد الفتاح
اللهم صل وسلم وبارك
عليك ياسيدى يارسول الله

Unknown said...

ظلالى البيضاء
قصة مليئة بالعبر
وكيف لا وهى لتشيكوف
من يسمونه أب القصة
القصيرة

Anonymous said...

فعلا يادكتوره
سهل قوي تقوم بدور القوى وتفترى على التانيين
لكن المشكله اننا مش بناخد بالنا ان ربنا موجود وقادر علينا
و ممكن يبقى فيه عقاب فى الدنيا قبل الاخره

وفيه حوادث كتيره بتحصل ان اللى بيفترى بيلاقى نفسه متعرض للظلم برضه او العدل

ربنا يرحمنا

Unknown said...

م/محمود فوزى
كالمثل الشعبى
(سلف ودين)
فكما تظلم تُظلم
ولو بعد حين

Unknown said...

الحمد لله رب
الـــــعالمين

Post a Comment

قول ولا تجرحـش