Monday, July 18, 2011

...................سيناريو الـــمؤامــــرة






قد يكون هذا المقال صادما لمن يعرفني
من أصدقائي
أو لمن يقرأ لي منذ سنين
وقد لا يصدقه أو يصدقني من لا يعرفني
ولذلك أنصح من لا يحب الصدمات
أو من يفضل أن يتبع الموضة أو الموجة السائدة ألا يكمل القراءة !
أبدأ بما أصبح مكررا وسخيفا عندما يقول أحدهم
:
أنا من شباب 25 يناير ،
ولكنها الحقيقة بالنسبة لي ويمكن لمن
لديه الرغبة
والوقت أن يتصفح صفحتي
على الفيس البوك ويعود بالزمن
إلى ذلك التاريخ
وما قبله ليقرأ
ما كنت أكتبه دعوة ليوم 25 يناير
ثم توثيقا لأحداثه وما تلاه .
بداية أسمانا الإعلام القلة المندسة
مع أننا لم نكن مندسين ثم تحولنا إلى
شباب برئ ونقي وطاهر

مع أن بعضنا لم يكن لا شباب ولا نقي
بل كنا نمثل أنماط الشعب كله .

ثم قالوا علينا عندما نزلنا 28 يناير
أننا نحمل أجندات خارجية ومدربين على التخريب
لأننا لبسنا نظارات بحر وكمامات وأننا نختلف
عن شباب 25 يناير
البرئ النقي الطاهر
- فيم بعد تسابق الإعلام كله-
على تقديم
قرابين النفاق لثوار يناير
وكل ما يتعلق بهم حقا وباطلا .
قد تتفق معي أن
الثورة كانت
قد نجحت بالفعل في 28 يناير

وكل ما يحدث من وقتها وحتى الآن
هو محاولة لترتيب أوضاع البلد
ما بين قوة الشارع التي اكتسحت النظام
في أيام قليلة
وما بين القوى السياسية
سواء تلك التي تحكم أو تعارض
تلك
التي تفرض وجودها بالقوة أو بالمال

أو التي تستمد وجودها من أيديولوجيات

أو من الحركة على الأرض
ووسط الناس
وبين كل هذه القوى
تمثل
الأغلبية الصامتة الرقم الأخطر في المعادلة .
وأظن أن مصر تتعرض منذ ذلك التاريخ
لمؤامرات متتالية
بعضها انتهى ،
وبعضها مازال مستمرا حتى اليوم

وبعضها لم يأتي دوره بعد
ويمكننا جميعا
أن نتذكر بعضها ونفكر فيها معا ..


مؤامرة بقاء مبارك إلى سبتمبر

وقتها تم تغيير مجلس الوزراء
وسجن بعض رموز الفساد
وتشكيل لجنة لتعديل الدستور
وغيرها من الوعود والتغييرات الشكلية
وصولا لإنابة عمر سليمان
وبالفعل اقتنع الكثيرون ببقاء مبارك
حتى انتخابات الرئاسة في سبتمبر
ولكن فشلت المؤامرة نتيجة توحد جميع الثوار
خلف المطلب الرئيسي
وهو إقصاء مبارك
وتغيير النظام بالكامل
بما فيه مجلس الشعب والدستور
ثم رفض الجيش لحدوث المواجهة المسلحة
بين الحرس الجمهوري والمتظاهرين العزل .


مؤامرة بلوفر شفيق


توأم مبارك تحول لوجه إصلاحي
يقول أن القادم أفضل لمجرد رحيل صديقه
وكلنا نذكر وزارته الجديدة الكئيبة
بمحمود وجدي وأبو الغيط وممدوح مرعي
وغيرهم
وأن أمن الدولة لم يسقط إلا بسقوط شفيق
وكذلك أبقى أقوى رجال مبارك بعيدا عن الأعين
حتى يتمكنوا من إخفاء جرائمهم

(عزمي وسرور والشريف)
وكذلك حافظ على مناصب
كل أبواق مبارك
(سرايا والدقاق والقط وكرم جبر)
ومع ذلك ظل فريق كبير من الناس
منبهر بأسلوبه الشيك حتى آخر يوم

بل ومايزال البعض يترحم على أيام البلوفر والفورسيزونز
وفكرة المحلفين

(البديل عن الداخلية اللي أعصابهم بايظة)
ونفسهم في رئيس وزراء بيقول
(could be)
ولن تتجدد هذه المؤامرة
إلا بترشيح شفيق للرئاسة
والمعروف أن خلافة شفيق أو عمر سليمان
لمبارك كانت أحد أماني

أمريكا وإسرائيل لاسترداد مصر

مؤامرة حزب 25 يناير

كانت محاولة فاشلة
لبعض أعضاء الصف الثاني
في الحزب الوطني
(قبل أن يتم حله)
للقفز على الثورة والتحدث بإسمها
ولكن إنعدام وجود أي رموز أو شخصيات معروفة
به
كانت كفيلة بزرع بذرة الشك
في نفوس الكثيرين
ومع ذلك مازال للحزب الوهمي
جروب من نوعية سمك لبن تمر هندي
به نحو نصف مليون مشترك !
ويحرص الجروب على
تبني مواقف
"الثوار"
ونفاقهم للحصول على رضا أعضاءه
وأعتقد ان هذه المؤامرة قد تثمر
في حالة إنشاء الحزب فعلا
ونزوله في الانتخابات بمساعدة
عصبيات وأموال الحزب الوطني .


مؤامرة المادة الثانية
في أعقاب تنحي مبارك مباشرة
(في خلال 72 ساعة)
وجدنا تراشق مفاجئ لتصريحات مدسوسة
حول إلغاء المادة الثانية للدستور
وقامت الأهرام بنشر استطلاع
رأي
حول هذا الموضوع

وخرجت مظاهرات سلفية منددة بذلك
رغم أن ذلك الوقت لم يحمل أي توجه
إلى تعديلها
وكان الكلام كله عن تعديل
ستة إلى عشرة مواد فقط من الدستور
(وكنا فرحانين بيهم)
تجدد استعمال هذه المؤامرة عدة مرات
أشهرها قبل استفتاء
تعديل الدستور في مارس
وكانت أحد أسباب ارتفاع نسبة المؤيدين
للتعديلات بدعوى
أنها تغلق الباب
أمام إلغاء المادة الثانية .
وستظل هذه المؤامرة قابلة للاستدعاء
رغم أن أي لجنة لن تجرؤ
على تغيير المادة الثانية
ولو أرادت ذلك


مؤامرة الفتنة الطائفية
فوجئنا في خلال شهر فبراير
بعد إثارة موضوع المادة الثانية
وبعد عودة الشرطة للعمل مباشرة
بأحداث متلاحقة تثير
الفتنة الطائفية

-قتل قسيس
-تصريحات مستفزة لمايكل منير
-مظاهرات قبطية
حرق كنيسة أطفيح ، إلخ-
وبعد أن تمت تهدئة الأوضاع بسبب وعي الناس

تجددت الفتنة فجأة في أبريل
وكانت أحد أهم أضلاع الفتنة
هي التشهير بالسلفيين والتخويف منهم واستفزازهم
(حد قطع الأذن ، إمارة قنا الإسلامية ، هدم الأضرحة ، إلخ)
وبالفعل أثمرت الحملة الإعلامية فتنة إمبابة
ثم اعتصامات ماسبيرو الشهيرة ،
وعندما انشغل مدبرو الفتنة بمؤامرة أخرى
خمدت نارها تماما
هذه المؤامرة ستظل جزء لا يتجزأ
من أي ثورة مضادة يحاول أيتام مبارك القيام بها ،
أو من أي محاولة سيطرة أو ضغط أجنبية على مصر
، وستظل مقوماتها موجودة
طالما
مازلنا نفتقر إلى القوانين العادلة
وتطبيقها الصحيح والشفافية والسرعة
في التعامل مع أي أحداث تغذي هذه المؤامرة
ولن يمكننا التخلص من شبحها تماما إلا بالقضاء على الجهل والفقر .


مؤامرة الجيش خطف الثورة

هذه النظرية تخرج كل آن وآخر
لتشويه الجيش والتخويف من المجلس العسكري
،
وأنه استغل الثورة لتتحول لانقلاب عسكري
يمسك من خلاله الحكم ،
ويستغل مروجو هذه النظرية
أي تجاوز للجيش أو تصادم مع الثوار
أو تباطؤ
للقفز لهذا الاستنتاج
الذي يضع الجيش في مواجهة الشعب ،

ويخيرنا بين التعامل والتعاون مع المجلس العسكري
لعبور الفترة الانتقالية وبين الثورة والوفاء لدماء الشهداء
وأظن أن هذه المؤامرة هي لب الثورة المضادة
ويروج لها كل أعداء الثورة .




مؤامرة نعم خيانة للشهداء ولا ضد الإسلام

استهلكت معركة الاستفتاء
على التعديلات الدستورية كثيرا
من القوة الدافعة للثورة
،
وتحولت بشكل إعلامي وسياسي متعمد

إلى استقطاب ديني من ناحية
(تكتل التيارات الإسلامية ضد تكتل العلمانيين والكنيسة)
، وإلى متاجرة بالثورة ودماء الشهداء ،
ومازالت آثار معارك الاستفتاء وجراحه
تمثل خلفية سياسية هامة إلى اليوم ،
وقد تكون هذه هي أنجح مؤامرات ما بعد الثورة حتى الآن


مؤامرة الدولة الدينية


أقسم التيار الإسلامي بأطيافه والمنصفين بأغلظ الأيمان
أن لا دولة دينية في الإسلام ،

وأن الدولة الدينية هي دولة الكنيسة الثيوقراطية
في العصور الوسطى ،
وأن العلمانية تعالج مشكلة غير موجودة أصلا في الحضارة الإسلامية
،
وأن نموذج المرشد الأعلى الشيعية غير موجودة
لدى أهل السنة والجماعة
،
بل وأوضحوا أنهم لا يريدون أن يستأثروا بالحكم
ولكن أصر البعض على شغل الرأي العام
بقضية مدنية الدولة ،
وأصبح تعبير
"الدولة المدنية" يوضع
كالفاصلة الاعتراضية
بين أي جملتين
كأننا نفر من مجذوم ،
ومازالت مؤامرة الهجوم على كل ما هو إسلامي مستمرة
وإن كانت لا تفرز إلا وعيا متزايدا
بالإسلام الحقيقي بين أفراد المجتمع .


مؤامرة دعم الديموقراطية

ليس سرا أن أمريكا وغيرها الكثير من الدول
دفعت ومازالت تدفع أموالا طائلة لبعض القوى السياسية
بعد 25 يناير
، وبدون تخوين أحد أو اتهام أحد
فإن هذه الأموال
وما تشتريه تمثل خطر داهم على الثورة
،
من ناحية لأننا لا نعرف ما هي
الجهات المدعومة
غربيا في مصر
(أحزاب ، صحف ، قنوات فضائية ، مؤتمرات ، مظاهرات؟)

، ومن ناحية أخرى لأننا نعرف يقينا

أن الهدف من هذا الإنفاق ضد مصلحة مصر والثورة
رغم أنها يقينا أيضا تنفق في الشارع باسم الثورة ،
وستظل هذه المؤامرة سيفا مسلطا على رقبة الثورة حتى إشعار آخر .


مؤامرة اختطاف ميدان التحرير

هذه هي أخطر المؤامرات على الإطلاق في رأيي
، لأنها تحاول اختطاف الثورة نفسها ،
و
لو عدنا لأول المقال ، وأحببت أن أتكلم بصفتي
أحد شباب 25 يناير
- المندس أو النقي أو الأجندة -
فإنني أفتقد ميدان التحرير وكل ميادين الثورة !
أولا أنا أريد أن أعود لميدان التحرير
(الذي كنت دائم التردد عليه لمدة شهرين ونصف)
لأن الأمور لا تسير كما ينبغي ،
ولأنني أرى أن الضغط
على المجلس العسكري والحكومة
مطلوب لمواصلة تنفيذ مطالب الثورة ،
فمنحنى التغيير هبط كثيرا بداية من شهر مايو ،
ومع ذلك لم أستطع نزول الميدان
من بعد
يوم 8 أبريل إلا يوم 8 يوليو
نتيجة
لاختطاف ميدان التحرير
خلال باقي كل تلك الفترة !

الحقيقة أن هذا الاختطاف لميدان التحرير
يتم بإعلان مطالب أقل ما توصف به أنها غير توافقية
، ولكنها في الواقع تبدو أحيانا تآمرية أيضا ،
ولا يطالب بها إلا عدد قليل لا يمثل وزنا نسبيا مهما ،
والأخطر من هذه المطالب هو افتعال عصيان مدني غير حقيقي
، ويتم بشكل غير سلمي ،
ويختلف عن الأسلوب الشعبي ا
لعفوي
الذي اعتدنا عليه في إدارة الثورة .
إنني أدعي أن محاولات تتم الآن لإجهاض الثورة
، وذلك بمنع الثوار الحقيقيين ،
أبناء 25 يناير من النزول إلى الشارع باحتلاله
،
وبتشويه من ينزل الشارع
بتصعيد غريب وغير مفهوم
، تصعيد
لم يتم حتى أيام مبارك لأن الثورة كانت سلمية
، ولكنها اليوم تتحول إلى شيء آخر ، تحوم حول أهدافه الشبهات
.
أنا مع التظاهر ، بل ومع الاعتصام ،
ولكن بأسلوب ثورة 25 يناير
وبأيدي الثوار الحقيقيين
،
الذين أتمنى عودتهم


حتى نعود: كلنا إيد واحدة


هل أبالغ في نظرتي هذه؟

أفيدوني أفادكم الله
*****
***
*

منقووووول من




0 comments: