Sunday, March 27, 2011

ليـــيبا:ماذا يحدث هناك؟


كمثل الحبكة الدرامية

في الروايات الأدبية‏

‏ تعقد المشهد

ـ أو قل المشاهد ـ

في هذا الوطن العربي

المزعوم‏‏ الوطن بأسره تحول

إلي قصة سخيفة‏‏

وكل دولة فيه تحولت

إلي شخصية بعينها

تمثل دورا أكثر سخافة

في ثنايا هذه الرواية‏‏

أما عبقرية القصة الكبيرة

فتكمن في أن كل شخصية

في حد ذاتها يجوز أن نري فيها

ملامح قصة منفصلة عن بقية

القصص داخل سياق نفس الرواية‏‏

شخصيات كل منها قادر علي

أن يخطف عقل القارئ بحرفية بالغة‏

‏ يعتلي منبر الأحداث برشاقة مبهرة‏

‏ يؤدي دوره بمنتهي الإخلاص‏,‏

فما تلبث بقية الشخصيات

أن تفسح له المجال لتؤدي

بدورها‏(‏ طوعا‏)‏ أدوارا

ثانوية بمنتهي الحرفية

أيضا والإخلاص لتعينه

أيما عون علي شيء واحد دون سواه

الانتحار‏!!‏ الرواية الكبيرة تدور

كلها حول انتحار شخصياتها

شخصية تلو الأخري‏..‏

تتعدد الوسائل والطرائق

ويظل الهدف واحدا

الانتحار بمساعدة الآخرين‏!!‏ أما أروع ما في القصة

فهو شيئان‏:‏

الأول‏‏

هو أن مؤلفها يستطيع

أن يثبت في كل مرة أنه

مؤمن بعكس ما نادي به

من منتهي البداية

إلي أطراف نهاية قصته

المشئومة تلك‏‏

والثاني‏‏

ويعد الأروع والأروع‏,‏

فهو أن المؤلف نفسه مجهول‏

‏ فلا أحد يعرف يقينا

من ذا الذي سطر

ـ ولم يزل يسطر ـ

مشاهد هذه القصة المحيرة؟

ولكن قراء العالم

بلا شك مستمتعون‏‏

فبدون قصة هذا الوطن

الملتهب تتحول حياة بقية

العالم إلي ما يشبه مشهد

هطول الثلوج في أوطانهم‏‏

حيث يتشح المشهد برمته

ببياض التجمد‏‏

فيتجمد فعلا‏‏

تتلقفه أحضان الرتابة‏‏

وتتخطفه سكرات الملل‏‏

فأي عالم هذا تراه

يكون بدون العرب‏‏

ونوادر العرب‏‏

وتباين ردود فعل العرب‏

‏ وجلاليب العرب‏‏

وسبح العرب‏‏

وحريم العرب‏‏

وعمليات تجميل نساء العرب‏

‏ وعطور العرب‏‏

وقصور العرب‏

‏ وزيف إحساس العرب

بالاستعلاء والسؤدد والكرامة‏‏

وأي صباح هذا الذي تشرق

فيه شمس شارع

الشانزليزيه أو أكسفورد

بدون العرب‏‏

يتسكعون بين المحال

محملين بأكياس ما

اشتروه بأموال العرب؟ وأعود إلي الشخصية البطل

في مشهد اليوم

من الرواية ـ ليبيا‏

‏ فمن بعد أن برجل

الإعلام الغربي معاني

المقاومة والإرهاب في عقولنا

منذ سنوات فما عدنا

نعرف يقينا متي تكون

المقاومة شريفة ومتي تكون إرهابا؟

ها هي راية الوطنية

حائرة اليوم أيما حيرة

علي أرض ذلك الوطن ـ ليبيا‏!!‏ فبحق الجحيم قل لي من هم

من يستحقون أن نصفهم بالوطنية

في ليبيا اليوم وليس ليبيا الأمس‏:

‏ هل هم الثائرون علي النظام

أم هم المدافعون عنه؟

هل هم الرافعون للسلاح من المدنيين‏,‏

أم هم الرافعون للسلاح

في صفوف الجيش

المنوط‏(‏بديهيا‏)‏بحفظ

أمن البلاد من المعتدين؟ وبنفس المنطق‏,‏

هل هم المشجعون المحفزون

لطائرات فرنسا‏,‏ وأمريكا

‏‏ والدنمارك‏,‏ وبريطانيا

وغيرهم علي ضرب الأهداف العسكرية

في وطنهم‏,‏أم هم المدافعون

عن سماء وطنهم في هذه اللحظة بالذات؟ وكيف لنا في غمار هذا المشهد

المعقد أن نشطر ذات الجندي

النظامي ما بين‏(‏ سفاح‏)‏ حين يصوب

سلاحه صوب الثوار‏‏

وما بين‏(‏ جندي وطني‏)‏ حين يصوب

ذات السلاح

ـ وربما في ذات اللحظة ـ

صوب الغزاة المتربصين

بذات الوطن؟

أي كوميديا تلك

التي تنبثق من جوف

التراجيديا هناك؟ إن أهم بواعث الكوميديا

في قصتنا تلك هي قدرتنا

الفائقة علي التعميم‏‏

وتحويل المشهد برمته

إلي كتل بشرية وليس إلي أفراد

تتشكل منها هذه الكتل‏;‏

كتلة النظام وكتلة الشعب‏‏

كتلة المعارضين وكتلة المؤيدين‏,

‏ ثم قدرتنا علي إطلاق أحكام جماعية

علي هذه الكتل التي ربما

لا ذنب لكثير من أفرادها فيما

اقترفه بقية الفريق‏

بمعني أنه ربما يكون

من بين كتل الثوار أفراد

مسالمون لم يرفعوا السلاح

في وجه الدولة ولم ينتووا

ذلك بالمرة‏,‏ ولكنهم متورطون

بحكم ما فعله آخرون ينتمون

لذات الكتلة‏‏

وربما يكون من بين كتلة

الفرق العسكرية المحاربة

للثوار كثير من أفراد

غير مقتنعين بمجرد التلويح

بسلاحهم تجاه أشقائهم

وليس إطلاق الرصاص عليهم‏

‏ ولكنهم متورطون أيضا

في غمار هذا المشهد فيما

لا ناقة لهم فيه ولا جمل‏,‏

ولكن المشهد برمته لا يخلو للأسف

من ضحايا تسقط من الجانبين‏‏

هذا شهيد تحت رايات الوطنية‏

‏ وهذا شهيد تحت نفس الرايات‏

‏ ولكن من وجهة نظر مختلفة‏!!

‏ بل ولا أبالغ إن قلت

إن طياري التحالف الغربي أنفسهم

قد لا يكون أحد منهم مقتنعا

بما تقترفه يداه في حق من هم

علي أرض هذا الوطن‏..‏

ولكنها الأوامر‏!!‏

منتهي التناقض‏‏

والسبب هو تجميع الناس

فرضيا في حزم دونما

اعتبار للفرد البشر

الذي هو ضحية كل الحزم دائما‏!!‏

أما السبب وراء كل هذه الدماء

المهدرة بين أفراد كل هذه الكتل‏

‏ فهو دائما رغبات

فرد هنا وفرد هناك

هما أبعد مايكونا عن الخطر

أو المعاناة للأسف‏!!‏ فما إن دقت ساعة النهاية‏

‏ أو قل لاحت في الأفق‏‏

حتي أبي بعض أصحاب

الأدوار الثانوية في هذا المشهد‏

‏ أبطال‏(‏المشاهد القادمة‏)‏لا محالة

‏إلا أن يلعبوا دورهم في لحظات

ما قبل انتحار بطل هذا

المشهد تحديدا‏;‏ فإذا

بالبطل‏(‏القطري‏)‏والبطل‏(‏الإماراتي‏)‏يعرضان

نفسيهما كمقاتلين في صفوف التحالف‏,‏

وكأن طائرات التحالف

كانت نقصاهم

وناقصة خبراتهم العسكرية الجبارة

لكي تنجح في مهامها القتالية‏!!‏

ولكنه إلحاح الدور الذي تتطلبه

هذه النقطة الزمنية

في تلك الرواية السخيفة‏;‏

ودرس جديد في المعاني الجديدة

للوطنية في لباس جديد للعروبة

بات علينا جميعا أن نقيف

أجسادنا الأبية كي تتواءم

مع مقاسه الجديد وموديله الجديد

حقا‏,‏هكذا يكون

إنقاذ الملهوف في

قاموس العروبة الجديد وإلا فلا‏!!‏

أما الجامعة العربية‏‏

فما أدراك ما الجامعة العربية‏

‏ تربيطات دولية‏

‏ ونعرات زعامية‏‏

ومصالح شخصية‏‏

وتحولات بهلوانية‏‏

ذات أطماع سياسية‏

‏ واستباحة جوية‏‏

تدعي جهلا بالضربات الاستباقية‏

‏ فلما سالت الدماء

ليبية‏(‏مدنية‏)تصريحات عنترية‏,‏

وتلميحات استنكارية‏,‏

والتواءات كلامية‏,‏

وبمنتهي الصراحة‏..‏

خيبة قوية‏!!‏

------------






------

الكاتب كتب كل ما

كنت اود الكلام عنه وتسآل نفس تساؤلاتى

وكثيرين وكثيرات مثلى

ولكن بشياكة وبوضوح

أكثر منى ألف مرة طبعاً!!

0 comments: