Tuesday, July 13, 2010

....(1)...يـــوم التنــــفيض



طيب قولوا لي وحياة كل غال
عليكم كيف بالله تستقر الأمور‏,
‏ وينصلح الحال‏,
‏ إذا لم يأخذ كل ذي مكانة موضعه
لامعا مجلوا متسيدا في الصدارة‏,
‏ ويغور لمستودع القمامة.
كل ما نخره السوس وأكلته العتة وعبثت به الفئران‏..
‏ كيف يغدو الجو صفوا والرؤية نقاء والأجواء بهاء؟‏!!.
.‏ كيف تقوم للبيت قائمة إذا لم يخصص يوم للتنفيض
تستحم فيه الحجرات‏,‏ وتتمخض الأركان‏,
‏ ويغسل المطبخ رأسه‏,‏ ويدعك الحمام كعبه‏,‏
ويشطف البلاكار تحت إبطيه‏,‏ ويدلك الصالون سجادته‏,
‏ ويطرقع المدخل أصابع قدميه‏,
‏ ويكيس الزجاج سطحه‏,‏ وتذيب الثلاجة جليدها‏,‏
وترفع الستائر ذيولها‏,‏ والبياضات أقنعتها‏,‏
والكريستالات غبشها‏,‏ والجلود بقعها‏,
‏ والفضيات طمسها‏..‏
كيف يهجر الذباب بيضه‏,‏ ويمزق العنكبوت خيوط عشه‏,
‏ وينفق جيل الصراصير الوليد في بالوعته‏,‏
ويغير النمل مسارات جيوشه‏
‏ ويعترض البرص مطقطقا فوق أسقف أخري؟‏!..
‏ كيف ترحل من الزوايا والحنايا والخفايا
ذوات الطنين والصفير والأزيز والصدي؟‏!..‏
كيف تندحر موجات إنجاب
علي وشك أن تفقس أفراخها‏,‏
وتموت أجنة علي أبواب البعث‏,‏
وتغتال مواليد حملت
إرث الهرمون وفصائل الدماء
وأنسجة الخلايا المبرمجة سلفا
علي اللثغ والمص والعض والوخز والقرص‏..‏ كيف؟‏
!!‏يوم التنفيض المقدس ماتت أجيال‏,‏ وأتت أجيال‏,‏
من عهد أمي وجدتي لابنتي لحفيدتي‏,‏
ولا غني عنه‏,‏ وإن تأرجح الاسم واتسع التوصيف
وتبدلت العبارات لكن المعني والهدف واحد‏
:‏ يوم التنفيض‏..‏ بكرة حشيل الشقة‏..
عندي السبت الكركبة‏..
‏ الاثنين غسيل ومسح‏..
‏ الراجل جاي الأربع يغسل النجف‏..
‏ أم أحمد بتشيل السجاجيد مرة في الشهر‏..
‏ مقدرشي الخميس يا روحي جايه لي الولية‏..‏
المرة بسبعين وإن كان عاجبني‏,‏
ده من غير المواصلات زائد التعاطف
مع اسطوانات الشكاوي وأمي في المستشفي
وأخويا في الحميات وبنت أختي رجلها مكسورة
والراجل قاعد لي زي الطوبة من غير شغل
والبت علي وش جواز
وأختها جوزها طاردها
بعيالها والبيت عايز تنكيس‏,‏
والدبة وقعت في البير وصاحبها واحد خنزير‏
..‏ ووووووووووو‏..
‏اللي تنقرص ما عندهاش يوم فاضي
إلا الأربع تلاقي ويلي ويلين شغلي
لازم أروحه وخوفي علي المصاغ في الدولاب‏,‏
ما هي لازم تنفض كل الأود بما فيها النوم‏..‏
خلاص أنا استنفدت كل إجازاتي المرضية والعارضة
والمدفوعة والمؤجلة لأن أم سيد عندها بيت الدقي يوم السبت‏...
‏وخلاص أصبحت من التراث أشعار بيرم التونسي
لما خدامة السبع سنوات
تخدم ثلاثين نفر ساكنين في سابع دور‏:‏
وعلشان لمونة تنزلها الهانم
سبع أشواط وتحطها نص يوم تغسل في صحون وبلاط
وبيه محال ع المعاش في حالة اشمئناط
طول النهار تشتري له أدوية ورباط
وواد مدلع تقيل ما ينقطع له عياط
يلزق علي الكتف منها لزقة الوطواط
والشهر بريال‏,‏ ويمكن يندفع أقساط‏!!‏‏.
.‏دلوقت غالبا ما يتمركز التنفيض في يوم الجمعة
المفترض انه اجازة أسبوعية
نصحو فيها علي أقل الأقل من راحتنا‏,‏
نتمطي في الفراش ونلعب في وداننا
ونتثاءب مرة واثنين وعشرة‏,
‏ وبعدها نقعد نص قعدة ونطرقع ظهرنا‏,‏
وننزلق لحافة المرتبة ونهز طولنا نتوكل نقوم
نحط الروب ونجرجر الشبشب للحمام
نتطلع للمرآة قبل غسيل الوجه وبعده‏..‏
يمكن‏..‏
والمضمضة وفرشاة الأسنان‏,‏
وقراءة الجرنال وهواية حل الكلمات المتقاطعة في قعدة الصبر والجبر‏,
‏ وورق تشده من الحيط بمنتهي الحرص يجيب آخره‏..‏
و‏..‏يمكن دش‏..‏
ويمكن الاستعاضة عنه بالوضوء‏,‏
وطلعة للبلكونة أو طلة من الشباك لاستنشاق نفسين هواء يسلكوا القصبة‏.‏
و‏..‏يمكن بدلا من الخروج من باب النوم نرجع ننام تاني‏..
‏ وليه لأ‏..‏ إجازة‏..‏
ومائدة إفطار الجمعة العامرة
التي مازلنا نذكر من محتويات زمانها الجميل
علي سبيل المثال لا الحصر طاسة البيض العيون
التي تأتي نشطة متأججة فايرة‏,‏
وطبق المدمس بالشكشوكة والزبادي يا عيني عليه‏,‏
وسجق بالزبدة‏,‏ والمرته السايحة والبسطرمة النايحة
وحتتين رنجة علي البوتاجاز‏,‏ وعيش مقمر‏,‏ ولقمة القاضي‏
,‏ والبليلة بالقشطة‏,‏ وشعرية الدولاب البيتي بالسكر‏,‏
وسد الحنك‏,‏ والطعمية السخنة‏,‏ ومخلل الزيتون الأخضر
المنزوعة بذرته وسد فوهته بمربع جزر تحط الحباية
منه تحت الضرس ماتقولشي لعدوك عليها‏,‏
ماتقولشي لوزة مقشرة بنكهة البقدونس
ولسعة قرن الفلفل المشطشط
وحدوقية الأنشوجة المستوردة النايمة
فوق بعضها مرصوصة علي وضعها
جاية كده من بلاد بره‏!
‏وتنتزع روحك من حضن الإفطار والجو العائلي الحميم
ومش أكلتك وطيب حتة صغنونة عشان خاطري
وجري إيه ياولاد محدش مد إيده لصحن المفتقة
وقربي يا بنت لبابا الطبق
ويا ابني كل بشويش محدش بيجري وراك
وماقلتوش عايزين إيه علي الغداء؟‏!..
‏ونتفرق لكل اتجاه‏,‏ بينما رب البيت بالذات
وجهته حضن المقعد الفوتيي يمد يده اليمين للتليفون
والشمال لخرطة الكيك بالمكسرات‏,
أو بسبوسة مسقسقة شربات‏,
‏ لأجل يحبس بها لقمة الإفطار
بالهنا والشفا ومطرح ما يسري يمري‏..
‏ إجازة‏..‏ مهل وكسل وتراخي وخمول ومضغ‏..‏
وقراءة الورد‏..‏ وبخور‏..‏ وخطبة الجمعة
وزيارة تحيي صلة الرحم‏,‏
من بعد ستة أيام بلياليهم طاحونة
ما تعرف فيها إن كنت ثورا‏,‏ أم حمارا‏,
أم ملكا علي أرض جبلاية‏,‏
أم ترسا في ماكينة أفلام شارلي شابلن‏..‏
إفطارك في عشاك ونهارك في ليلك ووشك في قفاك‏,
‏ وعدد ركعات الصلاة تحصيها علي صوابعك‏,‏
ناسيا أكلت إيه إمبارح‏,‏ أو بتاكل إيه دلوقت‏,
‏ ولا إن محمد أخو سي أحمد‏,
‏ ومهند كان في مسلسل تركي مش ليبي‏,‏
وغالي ده غير غالي التاني‏,‏
والمجلس ده رغم استمرار وجوهه غير المجلس اللي فات‏..
‏ وإذا ما كان صاحبك في أشد الحاجة للراحة
وتغيير الجو والفسحة وتزييت المكن
والبعد عن تلوث الدوشة وشوية رومانسية
والاستراحة من عبء المسئولية‏,
‏ فصاحبتك بالمثل في أمس الحاجة لكل هذا المثل‏,‏
وما ذنبنا وجريرتنا نحن الزوجات
إذا ما تحولت اجازة الجمعة
إلي يوم تنفيض يصرخ
فيه اللي إيده في المية
باقتراحه الممجوج‏:‏ مش لازم يا ستي
الهدة والنكتة كل أسبوع‏,‏
وكفاية ترويقة علي الماشي يوميا‏..‏
طيب علي فرض
تطنيش الزوجات لأسبوعية النظافة المقترح‏
,‏ فهل سيحرك السادة القناصل الأفاضل
يد المعاونة في جمع التلال المتراكمة باطراد
لأحذيتهم المتناثرة وجواربهم التي تصاعدت روائحها‏,
‏ وأعقاب سجائرهم‏,‏ وجرائدهم البايتة‏,
‏ وفلوس فكتهم‏,‏ وأظرف خطاباتهم‏,‏
ووصولاتهم‏,‏ وفوط وجوههم‏,‏ وبشاكير حماماتهم‏,‏
وفرش حلاقاتهم‏,‏ وقشر فاكهتهم‏,‏ وقطن ودانهم‏,‏
وعلب بلابعهم‏,‏ ولا مؤاخذة غياراتهم
من كل ركن ورف وظهر وأرض وسقف؟‏!..
‏ هل سيهب فنجري بق منهم ليبلل
طرف جرنال ليمسح به بنورة ترابيزة الصالون
التي برقشها بانسكاب فنجان قهوته
وكباية حلبته ودواء كحته وبذرة مانجته؟‏!!
‏وليحمد الله ويشكر فضله كل زوج
معترض علي تخصيص يوم واحد في الأسبوع للتنفيض‏,
‏ فهناك من الزوجات الفضليات
من يجعلن الحياة كلها تنفيضا‏,‏
واليوم الواحد إلي عمر مديد حتي يحين الأجل‏..‏
وهن غالبية متفشية مصابة بداء النظافة ــ
ربما كرد فعل عكسي لمناخ عايشنه قبل الزواج في بيت بابا ــ
إلي درجة تحويل أرجاء المنزل
إلي غرف عناية مركزة بلافتات الممنوع
المصحوبة بموسيقي تصويرية
من نغمات الطقطقة والأفأفة واللألأة والاعتراض الصارخ‏..‏
ممنوع التجول بأحذية
قادمة رأسا من أرض الطريق لحرم الريسبشن‏..‏
ممنوع استخدام فوطة الوجه لليدين‏..‏
ممنوع جر كرسي السفرة للبلكون‏..‏
ممنوع وقوع نقطة مية علي الرخام‏..‏
ممنوع تناول أي طعام خارج مربع أو مستدير أو مستطيل المائدة‏..‏
ممنوع زفارة السمك في البيت‏..‏
ممنوع زيارة فلاحين البلد‏..‏
ممنوع بخور طانت مامتك بيقلب معدتي‏..‏
ووووووو‏..‏
كل واحد منكم يغسل طبقه وينشفه
ويرجعه مطرحه و‏..‏كل شيء في مثل تلك المنازل
المعقمة المرتبة يبدو لامعا براقا
إلا صاحبتها التي تطل علي الدوام
خابية كابية مرهقة منهكة
ساندة راسها وظهرها بيدها من دورانها
في ساقية النظافة والنظام ووضع أطر الممنوعات‏..‏
وإذا ما كان حال هؤلاء المحسوكات المصابات
بهيستيريا النظافة هكذا طوال أيام الأسبوع
فما بالهن يوم التنفيض ذاته‏,‏
حيث تعلن الأحكام العرفية وحظر التجوال‏,‏
فأرضية العمليات من مخططاتها
غسل السجاد والنجف والشراعات
والأسقف وحلوق الأبواب
وتلميع قواعد الأباجورات
والأكر النحاس‏,‏
والدوران بالزعافة
في جميع الثنيات والطيات والمقرنصات‏..
‏ وفي إطلالة علي ميدان المعركة
ستشاهد القيادة الرشيدة مستغرقة
إلي حد التصوف ومراتب الوله والوجد والتدله
في الدعك المروحي
والقشط الدائري والمسح الرأسي والأفقي
والجلي العميق‏,‏ مع نزهة زنانة تدفع فيها مكنستها الكهربائية
في كل اتجاه يشير به وسواسها
لتسريح الوبرة والتقاط العفرة وشفط الشعرة العالقة‏..‏
و‏..
‏قد تتوفر الشغالة الداعية عليها أمها للمساعدة‏,‏
فيغدو من المحال التفريق بينهما
ــ الست من الشغالة ــ
فكلتاهما نافشة شعرها كأمنا الغولة‏,
‏ حافية القدمين مشققة الكعبين كمن تحفر قناة‏,‏
فاتحة صدرها مبللة بطنها
عاقدة جبينها رافعة حاجبها
قافشة في رقبة مقعد نازلة فوقه خبط بالمنفضة‏..‏
وحدث ولا حرج عن هذه الفصيلة
إذا ما كانت قد دعت ضيوفا في المساء‏,‏
فالدعك سيغدو ملتاثا‏,‏ والتنظيف حرائقا‏,‏
والمسح جنونا‏,‏
من أجل الحصول
علي شهادة الإطراء التقديرية مع مرتبة الشرف‏
‏ الحقيقة يا هانم بيتك بيشف ويرف‏!
‏وإنشاالله ما شف ولا رف
ولا فتح بابه من أصله لضيوف‏,
‏ فغالبية المحسوكات من قبل بلوغهن الأربعين
في استطاعتك تفنيطهن
من مواصفات خاصة تدمغهن‏..
‏ بشرة باهتة مسحوب دماءها‏..
‏ شعر محروق أطرافه‏,‏ قش قوامه‏..
‏ أظافر متآكلة بأصابع وارمة‏..
‏ قشف في مواضع لا يتطرقها القشف‏..‏
ظهر لا يصلب طوله
رقدت فقرته الكظرية علي القطنية‏..
‏ تجاعيد مروحية في مواطن الاستقامة‏,
‏ وأفقية في المنحنيات الدائرية‏,‏
ورأسية كضربات سكين
في مواقع الشنب والمقاصيص‏,
‏ وحواجب مفرغة ورموش منحولة‏,‏
ومية بيضاء وزرقاء‏,‏
وذبابة طائرة فوق إنسان كل عين‏,
‏ ودوالي سوداء وزرقاء
هضابا علي أرضية الساقين‏,‏
وبحة في الصوت نتيجة إدمان استنشاق أبخرة
مستحضرات الإبادة والتعقيم‏..‏
وتسأل مثل هذه الزوجة عن زوجها راح فين؟‏!..
‏ فتعيد عليك نفس السؤال‏..‏ هو صحيح راح فين؟‏
!‏فإذا ما ساقك سوء الحظ ضيفا علي
مثل هذه النوعية من ربات البيوت المحسوكات
بحكم القرابة أو الصداقة أو المعرفة‏,‏
فلا راحة لك في مقام ولا طيب منام‏,‏
ومهما حاولت أن تزيل من آثار جريمتك
من تلويث البيئة بعد دخولك للحمام كمثال‏,
‏ فسوف تجدها قد دخلته بعدك مباشرة
لقلب كيانه رأسا علي عقب‏,‏
فتتواري خجلا في ركن ضيافتك ترقب من بعيد
أوجه نشاطها المكثف في تعقيم الجو الفاسد
الذي خلفته من ورائك مع تغيير كل ما يمكن تغييره‏,‏
ولو كان بيدها لنسفت الحمام من أصله واقتنت آخر بديلا‏..‏
وأبدا لن ترضي هذه المحسوكة
بمساعدتها في رفع أطباق المائدة
أو غسلها أو تجفيفها
بل سوف تقول لك
وكأنه من باب كرم الضيافة
‏:‏ اتفضلي يا حبيبتي ارتاحي هناك
وشوفي لك حاجة تقريها أو تقزقزيها
أو تنأنئيها وماتتعبيش نفسك
وهذا القول سينقل لك معني في بطن الشاعر
روحي العبي لك في حاجة هناك
وقبلها اغسلي إيدك وبلاش عطلة وحياة أبوك‏,
‏ فإذا ما قمت من فرشتك في فراش ضيافتك
وحاولت محو آثار رقدتك بشد الملاءة علي الآخر
وعدل أكياس المخدات وتسوية الكوفيرتة
كما في اللوكاندات‏
فلا تخدعن سوي نفسك
بأن كل شيء قد غدا في حكم التمام‏,‏
وأنك قد قمت بفعل الذوق كضيف
نازل علي أهل البيت‏,‏ فصاحبتك
سوف تقتحم مخدعك المؤقت
بابتسامة ليتها من سماجتها تسحبها
أو تمسحها أو تبلعها‏,‏ لتنزع جميع الأغطية
التي لم يمض عليها يوم واحد‏,
‏ وتعري جميع المخدات لتحملها
كالجثث المهدلة في أحضانها
إلي النوافذ المفتوحة لتعريضها
لأشعة الشمس القاتلة للجراثيم‏,
‏ وليس ببعيد ثني المراتب
وخلع كام لوح
من ملة السرير
وتسييق ما تحتها بالماء والديتول والفنيك‏..‏
ومازلت أذكر أفعال قريبتنا
عندما كنا نسافر إليها
في إجازة الصيف
لنصحو عنوة مع خيوط الفجر‏,‏
فنجد أطراف الأغطية قد رفعت جوانبها المتدلية فوقنا‏,‏
وهناك شغالة مقروضة مندسة تحت السرير
تدعك الأرضية بالفرشاة والصابون ــ
علي نسق مستشفيات الحميات ــ
بخروشة مدوية تصحي الميت‏,‏
إلي جانب ما يفعله ضوء النوافذ
بسهام الأشعة الثاقبة للقرنية‏..
‏ وضجة ست البيت
الآمرة الناهية الآتية من الصالة
موجهة للمزغودة الصغيرة تحت أسرتنا البيضاء‏:‏
مدي إيدك يا بنت الكلب للركن البعيد هناك‏..‏
و‏..
‏الآن وبعد عشرات السنين
أدركت أن الله يرحمها كانت تستخدم
طريقتها الفذة تلك في إعلان استيائها
من قدوم أهل زوجها وأنجالهم الهابطين
علي بيتها كالقضاء المستعجل
لأن الصيف قد حل وحصيرته واسعة
وبيتها الله يعمره يقع في الثغر‏,‏
البحر أمامه والهواء بيطس من خلفه‏.