Monday, June 14, 2010

تجـربة ذاتــــية


يقول العارفون بالله‏
‏ إذا أراد الإنسان
أن يكلم الله فليتوضأ وليقم للصلاة
‏ وإذا أراد أن يكلمه الله
فليقرأ القرآن الكريم‏.‏
وقد قرأت في القرآن الكريم أكثر
من مرة ولكنني منذ فترة وقع لي إحساس غريب‏
..‏ كنت وحدي في البيت وكان هناك
هم نفسي يؤرقني وآلمني
أنني سأموت يوما ما
إذا لم يكن الآن فسيكون بعد الآن‏
وأردت أن أبكي علي نفسي
ولكنني شخطت فيها وانتهرتها وأمرتها
أن تكون رجلا وتتحمل الفكرة‏‏
وأجلست جسمي علي كرسي وثير
ورحت أطبطب علي فكرة الموت داخلي
وأهدهدها حتي نامت
‏ ثم تسللت من جوار فراشها ومضيت‏
‏كنت وحدي فأحسست بالوحدة
ورأيت حاجة لأن يكلمني أحد‏
..‏ تلفت في المكتبة
فرأيت جميع مؤلفي الكتب من البشر الفانين
الذين ماتوا وسيموتون ذات يوم‏
ورغبت أن يكلمني أحد الآن‏
أحد يتأبي علي الفناء والحدوث‏
‏وهكذا مددت يدي وتناولت المصحف
وبدأت أقرأ فيه‏.
‏كنت أقرأ وداخلي إحساس
بأنني أقرأ رسالة شخصية موجهة إلي‏
‏ وتذكرت قول الصحابي
لمن جاء يسأله كيف يقرأ القرآن؟
فأجاب‏:‏ أقرأ القرآن كأنه أنزل عليك أنت‏,‏
وفوجئت وأنا أقرأ بمعان جديدة تماما‏
‏إن الله لا يريد منا كحد أدني أكثر من التقوي‏,‏
والتقوي هي إتقاء ما يضر الإنسان وإن ظن أنه ينفعه‏..‏
أي أن الله لا يطلب منا وإنما يعطينا‏
‏ ونحن نعرف إن من أراد أن يكلم الله تعالي
فليقرأ القرآن بإحساس أنه نزل علينا شخصيا‏
‏ومن أراد أن يكلمه الله فليقم الصلاة‏
‏ إن الصلاة صلة بالله‏,‏
والله هو المالك الحقيقي‏
‏ وهو المهيمن الوحيد
علي الأرزاق والأعمار والأقدار والتاريخ‏.
‏وبرغم جلال الله وتعاليه فإنه يرحم عباده
ويسمح لهم بالوقوف بين يديه خمس مرات في اليوم‏
وقد ورد في الحديث الشريف
قوله صلي الله عليه وسلم‏
أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد‏.

0 comments: