تلقاها شباب الثورة مؤخرا
أولاها :-من السلطة التي وضعت خطوطا حمراء
حول ميدان التحرير وتشددت في التعامل
مع أي انتقاد حتي ولو علي الإنترنت
وثانيتها :-من الإسلاميين الذين قالوا
وبكل الوسائل إنـنا هنـــا
وثالثتها :-من الأحزاب التقليدية التي ركبت
موجة الثورة وتحاول الآن إزاحة الثوار
وأمام الثوار, بكل ائتلافاتهم وتوجهاتهم
-: طريقان للرد
إما أن يضربوا عرض الحائط بما يحدث
ويصرون علي أنهم مستمرون
في الثورة بنفس الأساليب
و قادرون علي وأد المؤامرة
( وهنا لا داعي لأحد منهم أن يتكرم بقراءة السطور التالية)
وإما الاعتراف بالمتغيرات التي حدثت
خلال الأسابيع القليلة الماضية
والقيام بمراجعة نقدية جريئة
تناقش ما جري والأخطاء
التي حدثت وكيف يمكن تجاوزها؟
وفي هذا الإطار, فإن من المهم للثوار التعامل
مع فرضية أن مرحلة جديدة من الثورة بدأت
وأن قلب الثورة النابض
( ميدان التحرير)
لم يعد ملكية حصرية لهم
فهناك من يريد إخراجهم منه للأبد
ومن يريد وضعهم في حجمهم الحقيقي
باعتبارهم مجرد مئات قليلة
وسط طوفان من الإسلاميين
من المهم أيضا استكشاف فرضية
أنهم فقدوا بعض التعاطف الشعبي
سواء بسبب أخطاء غير مقصودة
مثل إغلاق مجمع التحرير أو التوجه للعباسية
أو محاولات كثيرين إلصاق أي خطأ بهم
مثل القول الساذج والرائج بأنهم
عطلوا حركة الإنتاج بإضراباتهم المتواصلة
وزادوا من صعوبات الحياة
ما الـعـــمــــل؟
مجموعة من الشباب ردوا علي السؤال
في لقاء مع الكاتب الأمريكي ماكس ستراسر
ونشره في مجلة فورين بوليسي
خلاصة ما قالوه إن خسارة التحرير
ليست نهاية العالم
وأن طريق التغيير ربما لا يمر بالميدان
وأن المظاهرات ليست الوسيلة الوحيدة للتغيير
هؤلاء الشباب بدأوا تنفيذ برامج تعليم مدني
في عدة مناطق وتقديم استشارات قانونية
للعمال ونشر ثقافة ديمقراطية
لم تكن موجودة في العهد السابق.
باختصار, هناك حاجة لتغيير الصورة
التي حاول البعض في السلطة وخارجها رسمها للشباب
ونجحوا للأسف في إقناع فئات من الشعب بأن الثوار
لا يهتمون بمشاكل الناس ومعاناتهم
فقط التظاهر والانتقاد كل همهم
الوقت يمر بسرعة والهجمات تتزايد
قليل منها موضوعي, وأكثرها بسوء نية
وما لم يتحرك الشباب بين الناس
ويحاولوا رسم صورة جديدة لهم
فإن المشهد قد يتجاوزهم
وعندها لن يبقي لهم سوي الذكريات
علي طريقة محمد أبو سويلم
في فيلم الأرض عندما وقف قائلا
لما كانت حياتنا متعلقة بشعرة
وبيننا وبين الموت خطوة واحدة ماخفناش,
هجمنا بصدورنا
حاربنا عدونا علشان كنا رجالة
ووقفنا وقفة رجالة
كلام جميل لكنه يبقي في إطار الذكريات
وهو أيضا يذكرنا بعنوان فيلم
عن محمد علي كلاي
عندما كنا ملوكا.. إنه الماضي واجتراره